رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قطار لا يتوقف

محمود فهمي
محمود فهمي


استيقظت بذراع وحيدة، شعرت بألم خفيف مكان البتر، ألم يمكن احتماله، ألم كنبضات تجىء وتذهب، كان الدم لا يزال يتساقط ببطء مكان البتر، اتكأت على ذراعى السليمة محاولًا النهوض، سمعت لحظتها صوت قطار يمر بعيدًا. رأيت قطارًا يجرى بين حقول واسعة ولا يتوقف بمحطات، يلوّح له المنتظرون فوق الأرصفة لكنه لا يتوقف، أنظر إلى الخلف، أراهم ينظرون فى أسى إلى القطار المبتعد ثم يعودون للجلوس على محطات انتظارهم الطويل، رأيت فتى يقفز من القطار ويسقط تحت عجلاته، رأيته من النافذة يجلس جوار ذراعه المقطوعة يبكى، لم أكن أنا الذى قُطعت ذراعه، بل كنت المتكئ على نافذة القطار بذراعين سليمتين، ذراعين أحرص على تدريبهما وتقويتهما بثقلين أحتفظ بهما جوار سريرى، حين جلست على حافة السرير كانت ساقى اليسرى قد بدأت فى الاختفاء، خفت أن أتذكر بقية الحلم، لكننى حين هممت بالوقوف تساقطت من عينىّ دموع ساخنة، لحظتها عرفت أننى دخلت حلم امرأة حزينة كانت تبكى فى قطار لا يغادره أحد.