رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كورونا» وحالنا وماذا بعد


مع نهاية شهر سبتمبر ونحن نتابع أخبار كورونا ومتى تنقشع هذه الغمة، أو اللحظة التى يتم فيها الإعلان عن أنه تم الوصول إلى الدواء الذى يقضى على إصابات هذا الوباء كما نتابع يومًا بعد يوم أخبار الموجة الثانية من كورونا، والأعداد المتزايدة للمصابين، حتى فاقت خمسة وثلاثين مليون مصاب والوفيات تتزايد، وقد فاقت المليون، بينما هناك أعداد ليست قليلة تعانى فى صراعها مع هذا المرض اللعين، فأكثر من ثمانية ملايين تحت العلاج المكثف.
والواضح أن أكثر الدول التى زادت إصاباتها بالملايين هى الولايات المتحدة التى ارتفعت فيها أعداد المصابين لأكثر من خمسة ملايين، وأعداد الوفيات وقت كتابة هذا المقال إلى أكثر من مائتى ألف نسمة، والذين تعافوا على مستوى العالم بلغ عددهم أكثر من خمسة وعشرين مليون نسمة.
ومن متابعتنا للحالة فى مصر، رغم كل الظروف المحيطة والكثرة الشعبية والسكانية، فقد تراجعت الأعداد حتى نزل ترتيبها بين الدول المصابة إلى رقم ثمانية وثلاثين بعد أن كان فى الرابعة والعشرين، إلا أن عدد الوفيات مرتفع بالنسبة لتعداد السكان، فقد بلغ عدد المصابين أكثر من مائة ألف، وعدد الوفيات قرابة الستة آلاف.
وتحت عنوان «متى نقرأ خبر الوصول إلى الدواء لهذا الداء الخبيث»، فقد أعلن منذ أكثر من تسعة أشهر أنه قد أصبح وشيكًا جدًا إيجاد العلاج الناجع لهذا الفيروس العنيد الذى يحصد الأرواح دون تمييز، حتى إننا أصبحنا نقرأ ونسمع عن إصابات لرؤساء الدول الكبرى وزوجاتهم.
فى حين كانت المعارك تتضاعف، فالمعركة الأولى هى معركة على المقاعد الأولى لمن سيكون ذا أولوية فى علاج الداء اللعين كمرحلة مباغتة، وقد تخيلنا أن أخبار الإصابات بالمرض ليست إلا دعاية انتخابية بين رئيس أمريكى على مقعد الرئاسة وينتظر أن تكتمل بفوزه بدورة ثانية وفقًا لدستور البلاد، حيث يسمح للرئيس المنتخب بأن يحوز على دورة أخرى من أربع سنوات، بحد أقصى دورة ثانية، وعند فتح باب التقدم لسباق الدورة الثانية تبين أن الرئيس الحالى ينافسه عضو آخر من البرلمان من الفريق أو الحزب المناهض لحزب الرئيس ترامب، وهنا ظهر المحارب الثالث وهو كورونا التاسع عشر الذى لا يهاب أميرًا أو خفيرًا، وكلا المتصارعين يؤيدهما حزبان متقاربان فى العدد وفى التمثيل النيابى، على مستوى متقارب من القوة، وخلف كل من الحزبين ملايين الشعب التى تتجاوز أعدادها قرابة ثلاثمائة وأربعين مليون نسمة، أما عدد من لهم حق التصويت وفق إحصاء التاسع من أغسطس ٢٠١٩، فقد بلغ مائة وثلاثة وخمسين وسبعة من عشرة مليون ناخب.
والسؤال المحير هو: كيف ستخرج هذه الملايين للتصويت فى جو مخيف من انتشار كورونا؟ حتى قيل إن الناخب يستطيع أن يرسل رأيه فى أحد المرشحين عن طريق البريد وليس بالضرورة أن يذهب الناس إلى مقار الانتخابات، وهنا كثرت المخاوف وتعددت التوقعات هل يمكن للبعض أن يصوت مرتين، حيث إن الأسماء لا تظهر على ورقة التصويت، والتخوّف الآخر هو: هل من ضمان لوصول رأى المدلى بصوته بأسلوب آمن يضمن الأمانة وإعلان الحقيقة؟
بالطبع التجربة جديدة لم يسبق لنا أن دخلنا معارك انتخابية بطرق غير عادية، ولكن الموعد يتسارع وعند جهينة الخبر اليقين، سوف نعرف كيف نصوت وكيف نضمن سلامة التصويت من على أرض الواقع، والأيام بيننا، ففى أقل من شهر من الآن تظهر الحقائق ونتعلم الدرس فى مواجهة وباء لعين عوَّق الأعمال وأغلق دور العلم وفعل بنا ما لم نعاصره طيلة أعمارنا.