رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنائس مصر: «الموت الرحيم» مخالف لتعاليم الكتاب المقدس

جريدة الدستور

رفضت الكنائس المسيحية المختلفة بمصر ما يعرف باسم "الموت الرحيم" واعتبرته أمرًا مخالفا لتعاليم الكتاب المقدس والذي يُعد مصدرًا لتعاليم الحياة وليس لتعاليم موت، مؤكدة أن الحياة هي نعمة من الله لخليقته.

قال الأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية في تصريحات لـ"الدستور" إن الحياة نعمة من الله الخالق، فقد أعطى للإنسان أن يذبح الحيوانات ويسفك دمها لكي يغتذي على لحومها لكي يستطيع أن يستمر في حياته بالجسد، كما أعطى للإنسان موهبة معرفة الأدوية لعلاج أمراض الجسد وإعادة الصحة لجسده.

وأضاف: "الحياة الإنسانية عطية من الله وعلى الإنسان أن يحفظ هذه الحياة لا أن ينهيها وفي سبيل الحفاظ عليها يمكن أن توضع حيوات المخلوقات الأخرى عوضًا عنها وفي سبيل الاستمرار في الحياة البشرية، فالموت الرحيم إنهاء لحياة بشرية بأيدي بشر بزعم تخليصها من آلامها وتحريرها من معاناتها هي أمر لا توافق عليه كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بحسب تعاليم الكتاب المقدس والآباء والليتورجيا إذ تعاليمها كلها تعاليم حياة وتعاليم شفاء وليست تعاليم موت وإنهاء حياة".

الكاثوليكية: الموت الرحيم جريمة ضد الحياة
كشفت الكنيسة الكاثوليكية، موقفها من الموت الرحيم، مؤكدة أنه جريمة ضد الحياة، موضحة أنه بحسب "الفاتيكان نيوز" التى نشرت رسالة "السامري الصالح" رسالة مجمع عقيدة الإيمان التي وافق عليها بابا الفاتيكان؛ وتعيد التأكيد على إدانة جميع أشكال الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار.

وتابعت أن الرسالة تؤكد على دعم العائلات والعاملين الصحيين "غير القابل للشفاء لا يعني أبدًا أنه غير قابل للعلاج"؛ يحقُّ للمرضى في المرحلة الأخيرة من حياتهم أن يحصلوا على القبول والعناية والحب، مضيفة: "هذا ما تؤكّده رسالة السامري الصالح رسالة مجمع عقيدة الإيمان حول رعاية الأشخاص في المراحل الحرجة والنهائية من الحياة التي وافق عليها البابا فرنسيس".

وأضافت: "هدف هذه الرسالة هو تقديم توجيهات ملموسة من أجل تفعيل رسالة السامري الصالح؛ حتى عندما يكون الشفاء مستحيلًا أو غير محتمل، تبقى المرافقة الطبية والنفسية والروحية واجب لا مفر منه، الشفاء إن أمكن، أما العلاج فعلى الدوام".

وتشرح كلمات يوحنا بولس الثاني هذه أن غير القابل للشفاء لا يعني أبدًا أنه غير قابل للعلاج؛ لأن العناية حتى النهاية، والتواجد مع المريض، ومرافقته بالإصغاء إليه، وجعله يشعر بالحب، هو ما يمكن أن يُجنّبه الشعور بالوحدة، والخوف من المعاناة والموت؛ وبالتالي تركز الوثيقة بأكملها على معنى الألم والمعاناة في ضوء الإنجيل وتضحية يسوع.

وواصلت: "من الأهمية بمكان خلال العلاج ألا يشعر المريض أنّه عبء على أحد، بل يجب أن يحظى بقرب وتقدير أحبائه، وتطلب الرسالة مواقف واضحة من قبل الكنائس المحلية وتدعو المؤسسات الصحية الكاثوليكية لكي تقدّم شهادتها".

وأشارت إلى أن القوانين التي توافق على الموت الرحيم تثير في الواقع واجبًا قاطعًا بالمعارضة مع الاستنكاف الضميري؛ وبالتالي من الأهميّة بمكان أن تتم تنشئة الأطباء والعاملين الصحيين على المرافقة المسيحية للأشخاص المشرفين على الموت.

واختتمت: "أما بالنسبة للمرافقة الروحية للذين يطلبون الموت الرحيم، فمن الأهميّة بمكان أن يصار إلى قرب يدعو دائمًا إلى الارتداد، ولكن لا يمكن قبول أي تصرّف خارجي يمكن تفسيره كموافقة على ذلك، كالمكوث إلى جانب المريض لدى ممارسته للموت الرحيم".

الأسقفية: لا نوافق أبدًا على الموت الرحيم
المطران منير حنا مُطران الكنيسة الأسقفية بمصر قال في تصريح خاص لـ"الدستور" نحن ككنيسة لا نوافق أبدًا على الموت الرحيم، معتبرا أن إنهاء حياة شخص تحت أي ظرف من الظروف غير مقبول من الناحية الدينية من الناحية الطبية.