رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة المصرية وانتصارات أكتوبر


ونحن نحتفل اليوم بالذكرى 47 لانتصارات أكتوبر العظيمة وجميع الأنظار تتجه بطبيعة الحال إلى قواتنا المسلحة التى حققت تلك الانتصارات وإلي الزعيم أنور السادات الذى اتخذ قرار المعركة متحملاً مسئوليتها أمام التاريخ وأمام الشعب المصرى حيث تحقق له الانتصار واعاد إلينا الكرامة والعزة والفخر.. رأيت أنه من واجبى أن أشير إلى دور المرأة المصرية الأصيلة التى ساهمت بدور فعال فى رحلة العبور من مرحلة الانكسار إلى مرحلة الانتصار.. وكيف وقفت الأم والأخت والزوجة بجوار ابنها أو أخيها أو زوجها لتلهب عزيمته وتشجيعه على النهوض مرة أخرى لكى يثأر لها ويحقق لها الانتصار.. كما وجدنا المرأة المصرية فى جميع المواقع والمحافل تقوم بدورها غير آبهة بمشاعر الهزيمة أو الحزن وتتحرك فى كل موقع كان مقدراً لها أن تتواجد به أو تعمل فيه بل إن البعض منهن خرجن من القرى والمراكز والمحافظات المختلفة ليحضرن الى القاهرة للبحث عن دور يقمن به مهما كان صغيراً أو بسيطاً.
وفى الوقت الذى أعلن فيه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر تنحيه عن الحكم فى أعقاب هزيمة 1967.. خرجت جموع الشعب المصرى بلا تفرقة بين رجل وامرأة يطالبونه بالاستمرار والثبات ويدعمونه بكل الإخلاص والوطنية مرددين نداء المشاركة معه فى اجتياز تلك الأزمة مؤكدين أنهم سوف يكونون معه فى ميدان التضحية والفداء.. وعندما بدأ الرئيس عبد الناصر العمل على إعادة بناء القوات المسلحة وبينما راح الرجال والشباب للتطوع للمشاركة فى معركة التحرير والثأر كانت المرأة المصرية تتجه إلى المستشفيات التى تحتضن مصابى معركة 1967 ليقدمن لهم العلاج والدواء والدعم المعنوى لهم بكل الحب والشجاعة ثم تتجه بعد ذلك إلى البنوك الوطنية المصرية لتتبرع بكل ما تملكه من أموال وحلى وهدايا لصالح المجهود الحربى ورأينا ذلك التكالب والاندفاع بروح العزيمة والإصرار للمساهمة فى بناء القوات المسلحة.. كما رأينا الفن المصرى بقيادة كوكب الشرق الراحلة أم كلثوم تجوب أنحاء العالم لتشدو بأعذب الألحان والكلمات والقصائد وقلبها يقطر دماً على وطنها لتتبرع بدخل تلك الحفلات بالكامل لصالح المجهود الحربى وحذا حذوها العديد من أهل الفن دون التفرقة بين عمل كل منهم حتى نجوم الفكاهة انقلبوا إلى جنود ومجندات يقومون بزيارة الجبهة المصرية طولاً وعرضاً للترفيه عن جنودنا والشد من أزرهم لتخطى تلك المرحلة العصيبة التى تعرض لها الوطن إلى أن تحقق انتصار اكتوبر العظيم الذى كان انعكاساً لتلك الروح الوطنية التى زرعتها المرأة المصرية داخل نفوس أبنائها من رجال القوات المسلحة.. وجاء الوقت الذى قدمت فيه تلك المرأة العظيمة الشهداء والنبلاء الذين سقطوا فى ميدان التضحية والفداء والعطاء ولم تبك عليهم بل كانت دماؤهم الذكية وقوداً لهن لاستمرار عطائهن فى جميع المواقع التى وجدن بها وجاءت أغنية
"أنا أم البطل" لتضمد جراح الأم الثكلى والطفلة اليتيمة والزوجة الأرملة ثم جاءت أغانى الانتصار التى شدت بها مطربات مصر بل والعرب فى كل مكان.
كان هذا الدور للمرأة المصرية التى كانت ومازالت تمثل القوى الناعمة للدولة المصرية نموذجاً للبذل والعطاء والتى كان دورها فى تحقيق انتصار أكتوبر العظيم لا يقل أهمية عن دور كل من ساهم فى تحقيقه بل إننى لا أتجاوز إذا قلت إنها كانت شرارة البدء لتحقيق هذا الانتصار وذلك العبور العظيم.
وعلى صعيد آخر فقد شاركت هذا الأسبوع فى الملتقى الثقافى التابع لمركز الهناجر بوزارة الثقافة حيث كان اللقاء حول"الوطن وتحديات 2020" ودور الثقافة فى معركة الوعى وكيف أنها قوة لا يستهان بها فى تلك المعركة التى أصبح الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية المعادية أحد أهم الأسلحة التى يلجأ إليها أعداء الوطن.. وخرجنا من هذا الملتقى بعدة رؤى من أهمها ضرورة تضافر جهود الدولة المصرية لخلق حالة من الوعى العام لما يتعرض له الوطن.. وأن تتكاتف جميع القطاعات التابعة لوزارة الثقافة تحديداً للتغلغل والانتشار داخل ربوع الدولة المصرية بكل تقسيماتها الإدارية من قرى إلى مراكز إلى مدن ومحافظات لتواصل مسيرتها التنويرية التى تقوم بها حالياً لإعادة تأهيل قصور الثقافة والمنتديات التوعوية والتوسع فى اقامة مثل تلك الملتقيات الثقافية على مستوى الجامعات وذلك عند بدء العام الدراسى الجديد حيث يتم استضافة الشخصيات المصرية الأصيلة التى لها قبول شعبي بين أوساط الطلبة والجماهير لنشر روح الولاء والانتماء للوطن.. كذلك الحال بالنسبة للمكتبات العامة ومسارح الأطفال والشباب خاصة فى تلك الأحياء الجديدة التى حلت محل العشوائيات فى العديد من مناطق ومحافظات الجمهورية فالثقافة والفكر أصبحا يمثلان ضرورة حتمية لاحتواء الشباب حيث لم يعد التعليم وحده كافياً للقيام بهذا الدور.. فالثقافة تأتى فى منطقة لا تقل أهمية على الإطلاق عن التعليم بل قد تكون أكثر اهمية منه أحياناً لأنها تخاطب عموم الشعب وليس فئة الطلبة فقط.
-وتبقى كلمة:
يجب أن يعى الجميع أن الإخوان فصيل وكيان إرهابى اجرامى وأن التصدى لهم هو فرض عين لا فرض كفاية ولا يجب إطلاقاً ان نتعامل معهم باعتبارهم فصيلا معارضا حتى لا تشعر تلك الجماعة الارهابية من خلال تعاملنا بهم بهذا الشكل بالندية.
إن التصدى للإخوان يجب أن يكون بإعمال القانون وتطبيق قانون الطوارئ عليهم ككيان إرهابى يواجه بالقوة الغاشمة وبكل الإجراءات القانونية والاستثنائية.. يجب أن ننتبه لذلك حتى لا ننسحب إلى مناظرتهم وإعطائهم أكثر من حجمهم خاصة فى ضوء المرحلة الحالية التى تشهد حالة الضعف والانقسام التى تعانى منها داخلياً وخارجياً.
وتحيا مصر...