رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الديكتاتور الدموي».. لهذا يصّر «أردوغان» على إشعال الحرب بين أذربيجان وأرمينيا

أردوغان
أردوغان

في كل مناطق النزاع في العالم تسعى تركيا لإيجاد موطئ قدم لها تستطيع من خلاله التدخل عسكريًا وتنفيذ مخططها التوسعي، بالإضافة إلى أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ثروات الدول المتناحرة خاصة النفطية منها، فبعد سوريا وليبيا والعراق، يحاول فرض هيمنته العسكرية على مناطق النزاع بين أذربيجان- الغنية بالنفط- وأرمينيا.

أرمينيا: أردوغان يسعى لتكرار «الإبادة الجماعية»
من جانبها أكدت أرمينيا أن دعم تركيا العسكري لأذربيجان يوسّع نطاق الحرب ويقوض الأمن الإقليمي في المنطقة، موضحة أن تركيا منخرطة بشكل كبير في العمليات العسكرية التي بادرت بها أذربيجان.

وأشارت أرمينيا إلى أن الأتراك يدعمون أذربيجان بشكل عملي جدًا، ليس فقط سياسيًا فحسب بل بالوجود العسكري والأسلحة.

وحمّل نيكول باشينيان رئيس الوزراء الأرميني النظام التركي وعلى رأسه رجب طيب أردوغان مسئولية التصعيد العسكري في إقليم كاراباخ متهمًا أنقرة بالسير على خطى الأجداد العثمانيين محاولين تكرار جرائم الإبادة الجماعية في حق الأرمن.

وتابع: تركيا تدعم القوات الأذرية المشاركة في الاشتباكات بإقليم كاراباخ ماديًا وعسكريًا، ولكن الوضع حاليًا أخطر بكثير من النزاعات التي دارت في عام 2016، سيكون من المناسب مقارنة الوضع الحالي بعام 1915، حيث ذُبح فيه – الأتراك - أكثر من 1.5 مليون أرمني، مضيفًا تركيا تنكر الماضي، ولكنها تسير وتتحرك نحو طريق الإبادة الجماعية.

«الطمع في الثروات».. المحرك الرئيسي لـ «أردوغان»
وتقف تركيا إلى جانب أذربيجان- الغنية بالنفط والتي تطالب بأحقيتها في إقليم ناجورني كاراباخ- ذي الأغلبية الأرمينية، في حين تقول أرمينيا إن الإقليم يقع في نطاق سيادتها، الأمر الذي أشعل نزاعا بين الجارتين أرمينيا وأذربيجان منذ استقلالهما عن الاتحاد السوفيتي مطلع تسعينات القرن الماضي.

ودخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خط الأزمة المستمرة بين البلدين قبل أيام، على إثر تجدد الاشتباكات المسلحة عبر الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، إذ قال أردوغان إن أنقرة لن تتردد في الوقوف ضد أي هجوم على أذربيجان، واصفا موقف أرمينيا بأنه «صعب» في إشارة بدا من خلالها أردوغان وكأنه يمد يد المساعدة إلى باكو إيذانا بتدخل عسكري على غرار ما فعل في سوريا وليبيا.

فيما سارع إسماعيل دمير، مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية، إلى القول إن «صناعتنا الدفاعية، بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا الحربية الإلكترونية، تحت تصرف أذربيجان دائما»، وفق ما ذكرت وسائل إعلام تركية محلية.

ويشير تعليق المسئول في هيئة الصناعات العسكرية التركية إلى رغبة أنقرة إلى إيجاد سوق لأسلحتها، في محاولة للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية الداخلية.

ولا يخلو الوقوف التركي إلى جانب أذربيجان من ظلال تاريخية تشير إلى العداء لأرمينيا، التي لم تنس حتى الآن إبادة مليون ونصف المليون أرمني على يد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

مرتزقة أردوغان يتساقطون بالعشرات يوميًا في «كاراباخ»
في هذا السياق، قال وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان، إنه «لم يتفاجأ» من السياسات التركية المتعلقة بالتطورات الأخيرة بين بلاده وأذربيجان، واصفا ما تقوم به أنقرة بـ«خطوة جيوسياسية خطيرة».

وأضاف مناتساكانيان في مقابلة مع «سكاي نيوز عربية» أن تركيا تحاول فرض سيطرتها على دول مجاورة، مؤكدا أن هذه السياسات العثمانية الجديدة امتدت إلى منطقتنا أيضا.

يذكر أن النظام التركي استدعى آلاف المرتزقة من سوريا وليبيا لإرسالهم إلى مناطق النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، حيث لقى 72 مقاتلًا سوريًا على الأقل من فصائل موالية لتركيا حتفهم خلال الأيام الماضية، في المعارك المشتعلة بين القوات الأرمينية والقوات الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد أن هؤلاء القتلى من بين 1200 مقاتل من فصائل موالية لتركيا أُرسلوا للقتال إلى جانب أذربيجان منذ الأسبوع الماضي، وأكد المرصد أن الحكومة التركية تعتزم إرسال دفعة جديدة من المقاتلين إلى أذربيجان خلال الأيام القادمة.