رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل نجحت المناهج والسينما فى رصد بطولات ملحمة أكتوبر لأطفالنا؟

 بطولات ملحمة أكتوبر
بطولات ملحمة أكتوبر

مع حلول ذكرى نصر أكتوبر من كل عام، يفرح الأطفال بهذه المناسبة التى يحصلون فيها على إجازة من المدرسة، وكي يكونوا على وعي كاف بهذه الملحمة التي نالوا الإجازة بسببها، تخصص حصص الرسم ليرسم كل تلميذ في كراسته ما يعرفه عن الحرب وتخيله عنها.

تبدأ مخيلة الأطفال في تذكر ما شاهدوه من أفلام عن المعركة المقدسة، فيكون الجنود والدبابة هما العنصران الأساسيان في الرسم ثم تنتهي الحرب بانتهاء الإجازة.

وتدشن بعض المدارس أنشطة تمثل واقع الحرب، من خلال عدد من الأطفال الذين يقومون بتمثيل الأدوار المختلفة عن أبطال الحرب ودور كل فرد منها.

"الدستور" تطرح هذا السؤال على الخبراء: هل تكفي الكتب الدراسية ليعرف الطلاب حرب أكتوبر، وهل الأفلام السينمائية التي ترصد المعركة كافية؟

تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بتربية عين شمس، إن الكتب الدراسية ليست كافية لإعطاء الأطفال المعلومات الكافية عن حرب أكتوبر، مؤكدة أن بناء الإنسان دون تنشئة سياسية وتفاصيل وحكايات عن ملحمة النصر لا يمكن أن يكون متكاملا.

وقالت إن تنشئة الأطفال منذ الصغر على الوعي السياسي بكل ما مر على مصر من ثورات وحروب له تأثيرات عديدة، فهى تنمي لدى الشخص الانتماء والولاء لبلده، وأن هناك كثيرين ممن ضحوا بأرواحهم من أجله.

وتابعت: حرب أكتوبر كانت لها تفاصيل لا بد أن تحكى على مر العصور والأزمنة، ولا تكتفي السينما وصناع الأفلام لرصد وقائع وحكايات وتفاصيل الحرب بكل ما فيها من شهداء وخطط وأبطال، مضيفة أن العالم الخارجي يخرج علينا بأفلام عن حروب خاضها لتستمر في وجدان الشباب وتكون مرآة عن الماضى.


وأشارت إلى أن الجيل الحالي يعيش في رغد من العيش ودائمًا غير راض، ولا يعلم الصعوبات التي عاشها المصريون في زمن الحرب، بل كانوا يطلبون الحرب ويخرجون في تظاهرات، وكان يرد عليهم الرئيس السادات أن هذا العام هو عام الحسم، وهذا يدل على طبيعة المصريين، وهو ما لم يعد موجودًا في أبناء هذا الجيل.

وشددت على أن التاريخ، خاصة الثورات والحروب تحتاج إلى الأفلام السينمائية لرصدها والعديد من البرامج والتقارير والأفلام الوثائقية التي تخلد ذكراها، وتكون مرجعًا لكل الأجيال، فالبرامج التي تستضيف المحاربين القدامى مع اقتراب ذكرى أكتوبر ليحكوا ذكرياتهم وقت الحرب وغيرها، تنال المشاهدة من الجمهور ليسمع عن هذه الذكريات.

وقال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، إنه لا بد من نقلة البوصلة من المدارس إلى الإعلام، فالدور لإعطاء المعلومات الكافية والمهمة عن تاريخ البلاد ومجهودها في كل الأمور السياسية، وكذلك في حرب أكتوبر، من خلال اللقاءات التليفزيونية وجولات الكاميرا وقدرتها على الرصد بصورة أعمق وأفضل من الكلمة، فإمكانية الكاميرا أقوى من الكتاب المدرسي.

وأكد أن هذه المناسبات نقطة تحول في تاريخ الطالب، لأنه من خلالها يعلم لماذا يأخذ إجازة فى هذا اليوم، وكذلك يأتي دور الآباء والأمهات والجدود ليحكوا عن ذكرياتهم في هذا اليوم، وما سمعوه وشاهدوه وعاصروه بأنفسهم.

وتابع: أن المكتبات المدرسية تحوي كتبًا بها قصص البطولات سواء كانت أونلاين أو المكتبة الورقية ويدخل الطلاب ليقضوا وقتهم بها ليعرفوا حقيقة تاريخ بلادهم.