رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة ميمى شكيب.. تحدت أهلها للزواج ودخول الفن وحياتها انتهت بطريقة غامضة

ميمي شكيب
ميمي شكيب

تميزت بنبرة صوتها المميزة وضحكتها الرنانة ونظرتها التي كانت تميل للشر أحيانًا وللإغراء في شبابها أحيانًا أخرى، على الشاشة السينمائية، ولقبت بـ"دلوعة السينما المصرية" وهو لقب استحقته بحق. فكانت بالفعل مميزة بالدلال والدلع في معظم أدوارها. إنها الفنانة ميمي شكيب، صاحبة التاريخ الفني الطويل التي انتهت حياتها نهاية مأساوية.

اسمها الحقيقى أمينة شكيب، مواليد 1913 بالقاهرة، إلا أنها من أصل شركسي، درست بمدرسة العائلة المقدسة، وعلى الرغم من أنها لم تكن متفوقة فى دراستها، إلا أنها استطاعت إتقان اللغتين الفرنسية والإسبانية، وكانت منذ طفولتها تتميز بالشقاوة والخفة والدلع.

وعلى الرغم من أصولها الأرستقراطية، إلا أنها وشقيقتها زينب"زوزو شكيب"، قد تحديتا تقاليد العائلة ودخلتا عالم الفن في سن مبكرة، التحقت زوزو بفرقة الريحاني في عمر16 عاما تبعتها أختي ميمي، التي عملت بفرقة الريحاني في السنوات الأولي من عمرها الفني على المسرح، وكان من أبرز أعمالها مع الريحاني مسرحية "الدلوعة"، التي فتحت لها الأبواب لدخول السينما في العام 1934، من خلال دور في فيلم "ابن الشعب" وهو الدور الذي تسبب لها في مشكلة مع عائلتها، فعلى الرغم من أن الفنان سراج منير هو الآخر من عائلة من مستوى اجتماعي قريب من عائلة ميمي شكيب، وكانت لديه، أيضًا، أزمة في دخوله العمل الفني، إلا أن عائلة ميمي شكيب رفضت زواجها من الفنان سراج منير تحت مبرر أن مستواه الاجتماعي لا يليق بها، وهو ما حدث من عائلته أيضًا، وظل الأمر حتى العام 1942 أي قرابة 10 أعوام حتى تدخل نجيب الريحاني وأسهم في إتمام زواجهما، وظل زواجهما حتى عام 1957، حينما توفي سراج منير، ولم تتزوج بعده رغم أنها قد سبق لها الزواج مرتين، الأولى من إسماعيل صدقي باشا، والثانية من الاقتصادي جمال عزت، كما ربطتها علاقة عاطفية بأحمد حسنين باشا رئيس الديوان، قدمت ميمي شكيب وزوجها سراج منير مجموعة من الأفلام منها: "الحل الأخير وبيومي أفندى، ونشّالة هانم، وابن ذوات"، وكانت بارعة في أدوار الشر بطرق مختلفة على شاشة السينما.

ظل نجمها صاعدًا في السينما حتى 1974، حينما تم القبض عليها ومعها مجموعة من الفنانات الشابات اللاتي كن يحضرن حفلاتها باستمرار، بتهمة إدارة منزلها للأعمال المنافية للآداب، وهى القضية التي عرفت باسم "الرقيق الأبيض" أو "قضية الآداب الكبرى"، ظلت جلسات مُحاكمتها ما يقرب من 170 يومًا قبل حصول ميمى ورفقائها على البراءة لعدم القبض عليهم فى وضع التلبس.

بسبب تلك القضية عانت ميمي كثيرًا بعد خروجها من السجن، خاصة من الاضطرابات نفسية، الأمر الذي دفعها لدخول مصحة نفسية للعلاج، ورغم حصولها على البراءة إلا أنها ابتعدت كثيرًا عن الأضواء، فلم تقدم إلا أعمالًا قليلة وكان آخر أفلامها السلخانة عام 1982، ونتيجة لظروفها السيئة اضطرت لأن تقدم على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة، وتوفيت ميمي شكيب في العام 1983، حينما وجدت ملقاة من شرفة منزلها بوسط البلد، دون معرفة حقيقة انتحارها أم أنها تعرضت لحادثة قتل مدبّر وقيّدت الحادثة ضد مجهول؟.