رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تصريح "فريدمان" بعدم إلغائه ..هل نسى نتنياهو الضم؟

نتنياهو وفريدمان
نتنياهو وفريدمان

إذا تجاهلنا الضجيج في الخلفية، فإن التصريحات الرسمية هي أنباء ممتازة، المشكلة هي أنه في الشرق الأوسط بشكل عام وفي إسرائيل بشكل خاص، فإن ضجيج الخلفية هو الأمر الحقيقي.

عند الحديث عن التطبيع بين إسرائيل والإمارات كان "التنازل" الذي قدمته إسرائيل هو "وقف ضم مستوطنات الضفة وغور الأردن"، ولكن فيما بعد تزايد الضجيج في الخلفية.

تصريحات حول عدم إلغاء الضم

في عدد من المقابلات الصحفية علق نتنياهو أن الضم لم يشطب من جدول الأعمال رغم الاتفاق، وقال: "أنا الذي أصررت على إدخال بسط السيادة إلى خطة ترامب، وهذه الخطة لم تتغير، الرئيس ترامب ملتزم بها وأنا ملتزم بخوض المفاوضات على أساسها"، واليوم قال السفير الأمريكي المعتمد لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان في لقاء إذاعي أجراه مع إذاعة الجيش الإسرائيلي: "إنه تم تأجيل عملية الضم وذلك لا يعني أنه تم إلغاؤها".

وقال فريدمان: "قلنا في البيان إننا سنؤجل السيادة، هذا لا يعني أنها ألغيت، بل يعني أنه تم تعليقها في الوقت الحالي. لقد تم تعليقها لمدة عام، وربما لفترة أطول، ولكن لم يتم إلغاؤها".

أما سفير إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إردان فأكد أن خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية لا تزال مدرجة في جدول الأعمال، بينما ترامب أجاب على سؤال عمّا إذا كان الضم أُزيل من جدول الأعمال، فقال: "لا نريد التحدث عن ذلك في الوقت الحالي".

بصورة رسمية أُرغمت إسرائيل على التخلي عن الضم، شركاء نتنياهو من اليمين أدركوا هذه المرة أنهم وقعوا ضحية وعوده الزائفة، ولكنهم لم يتأثروا، فقد تعودوا على الوعود التي لا تتحقق.
بالنسبة لواشنطن، فإن ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية هو جزء من خطة السلام الأمريكية للرئيس دونالد ترامب، لكن بشرط أن يكون تنفيذ الضم جزءا من الاتفاق، ولا يكون مكونا منفصلا، هذا هو موقف ترامب ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اللذين حذّرا نتنياهو من الضم في التاريخ الذي حدده (أول يوليو الماضي).

الضم لا يزال على الطاولة

والآن لا تزال التلميحات من جانب نتنياهو والمسئولين أن الضم لا يزال مطروحا على الطاولة، ولكن كما يبدو أنه سيتم تأجيله لبعد انتخابات نوفمبر.

إذا فاز ترامب في الانتخابات وقرر التمسك بخطته، فإنه سيكون مكبلا بالشرط السياسي الذي نشأ عن الاتفاق بين إسرائيل ودولة اتحاد الإمارات ونتنياهو أيضا.

بذلك أوجدت دولة الإمارات علاقة بين خطة ترامب والمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، ومنعت الضم الأحادي الجانب. من دون مفاوضات لا ضم، وإذا جرى الضم، فإن الاتفاق مع اتحاد الإمارات من الممكن أن ينهار.

نتنياهو يعرف سلم أولوياته جيدا، ويعرف أن السلام مع الدول العربية أكثر أهمية من خطوة الضم التي ستقلب عليه المجتمع الدولي، ولكن هناك اليمين الذي يجذبه بقوة نحو الضم، وربما الذي سيحدد هذا هو وضع الحكومة الإسرائيلية واحتمالية الذهاب لانتخابات مبكرة، عندها سنسمع المزيد من التصريحات حول الضم.