رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسن حماد: ازدادت وتيرة التعصب بعد نهاية عصر المعتزلة

صالون علمانيون
صالون علمانيون

تحدث الدكتور حسن حماد، عن فلسفة النفى فى الثقافة العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن "البدايات التقريبية لما يمكن تسميته بلحظة النفي في تاريخ الثقافة الإسلامية٬ بدأت مع ظهور جماعة المعتزلة٬ حيث تفجرت مناقشات عقلانية حول بعض المسائل الإيمانية، ومنها خلق القرآن، حيث أنكر المعتزلة القول بقدم القرآن٬ وقالوا إنه مخلوق أو محدث".

وقال "حماد"، خلال مناقشة وتوقيع كتابه الأحدث "هربرت ماركيوز فيلسوف النفي والتحرر"، والصادر حديثا عن مؤسسة مجاز الثقافية، إنه "بعد نهاية عصر المعتزلة تصدرت أفكار ومعتقدات أحمد بن حنبل المشهد٬ وازدادت وتيرة التعصب٬ واستعان الحنابلة بسلطة الحشود من الدهماء والغوغاء من أجل إرهاب المتكلمين من فلول المعتزلة، ومن الفرق الأخرى كالمرجئة والشيعة٬ واتسعت دائرة القهر والقمع٬ وأصدر المتوكل أوامره بهدم جميع الكنائس في العراق وبعض المدن الأخرى٬ واتسعت سلطة العوام٬ فمارسوا رقابة على الحياة اليومية الخاصة بالمسلمين٬ وكانوا يقومون بإراقة أواني النبيذ علي الطرقات ومطاردة الراقصات والمغنيات٬ وتحطيم الآلات الموسيقية٬ وهكذا أصبحت سلطة العوام امتدادا لسلطة الخليفة، وتجسيدا لأيديولوجيته الدينية".

وتابع، خلال حفل التوقيع الذي استضافه صالون علمانيون: "وللأسف فقد تم إقصاء الفلسفة وعزلها بطريقة بشعة عبر آلية التكفير٬ فمعظم كتب التراث والسير تصف هؤلاء بالزنادقة أو الكفار٬ ولذلك تم قتل الطوسي والطبري وأبي العلاء المعري٬ وابن المقفع الذي قتل علي يد سفيان بن معاوية٬ حيث قام بصلبه وتقطيع لحمه قطعة قطعة وشيها في النار أمام ناظريه حتي مات".

وقد تواصلت هذه الأرثوذكسية السنية مع حركة محمد بن عبدالوهاب في شبه جزيرة العرب٬ وامتدت لتواصل سيرها وتأثيرها المعاصرين من أمثال: أبي الأعلي المودودي وحسن البنا وسيد قطب٬ وتابعيهم من الفصائل السلفية والجهادية المعاصرة.

واختتم "حماد": "إن واقع الثقافة العربية الإسلامية منذ بدايته وحتي الآن لم يعرف تيارا فلسفيا يمكن أن نسميه بالتيار النافي٬ فالإبداعات الفلسفية والعلمية والصوفية لم تكن سوى حالات استثنائية في بيئة لم تكن تتقبل بسهولة أي فكرة تعارض مسلماتها أو تعارض مقدساتها".