رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسن حماد: «ماركيوز» لم يكن مفكرًا نظريًا معزولًا عن هموم العصر

الدكتور حسن حماد
الدكتور حسن حماد

قال الدكتور حسن حماد إن هربرت ماركيوز، يعد واحدًا من أهم فلاسفة القرن العشرين٬ وهو أبرز فلاسفة مدرسة فرانكفورت٬ لعدة أسباب من أهمها٬ أنه كان فيلسوفًا لديه رؤية متماسكة ومتناغمة في فهم الواقع وتحليله، كما لم يكن مفكرا نظريا معزولًا عن هموم العصر وقضاياه٬ بل ظل دوما حريصا على الربط بين النظرية والممارسة سيرًاا على خطى أسلافه الماركسيين.

وأردف "حماد"، خلال مناقشة كتابه "هربرت ماركيوز فيلسوف النفي والتحرر" والصادر حديثا عن مؤسسة مجاز الثقافية: "لا شك في أن ارتباط اسم ماركيوز بأحداث ثورة الشباب في أوروبا 1968 أكسبه شهرة واسعة ومنح أفكاره حرارة وحيوية٬ ومنذ ذلك الحين أصبح فيلسوف الشباب وواحدًا من أشهر ملهمي حركات التمرد والاحتجاج في العالم.

يأتي ذلك فضلًا عن أن فلسفة ماركيوز، رغم التحامها بالواقع، لم تكن مجرد صدى مبتذل للأحداث الواقعية٬ إذ استطاع أن يحقق تلك المعادلة الصعبة٬ الانطلاق من الواقع ثم تجاوزه ونفيه في آن واحد٬ وملامسة الواقع اليومي للأشياء في الحياة اليومية دون التورط في الالتصاق بها أو الضياع فيها.

وتتأكد أصالة ماركيوز الفلسفية عبر وجود فكرة محورية تدور حولها كافة أفكاره وهي السلب أو النفي٬ وهي مقولة يتردد صداها بقوة في كل كتابات ماركيوز سواء تحدث عن الحرية٬ أو الثورة٬ أو الصراع الطبقي أو الفن أو اللغة٬ أو الحضارة أو السعادة٬ أو غيرها من القضايا التي انشغل بها ماركيوز.

ورغم اعتراف ماركيوز بانتمائه للفلسفة الماركسية٬ وإيمانه بأن الفلسفة جاءت لتغيير العالم وليس الاكتفاء بتفسيره٬ كما يقول ماركس٬ إلا أن ماركيوز لم يكرس فلسفته لهذه المهمة٬ وظل طيلة حياته مؤمنا بأن الفلسفة لن تغير العالم ما لم تكن قادرة علي تغيير الإنسان نفسه.