رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كوابيس الحرب ستُلاحقنا طويلًا».. كيف شهد قادة إسرائيل على أكتوبر 73؟

حرب أكتوبر 73
حرب أكتوبر 73

في الذكرى الـ47 لحرب أكتوبر 1973 تكشف «الدستور» أسرار ومفاجآت واعترافات مثيرة لقادة جيش الاحتلال الإسرائيلي وهي شهادات تدعو المصريين للفخر والاعتزاز بقادتهم وبجَيشهم المصري والرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام.

منذ أعوام تسرّبت من هيئة الأركان والحكومة الإسرائيلية وثائق سريّة توضح حجم الهزيمة التي تعرّض لها الكيان الصهيوني ومن أبرز تلك الوثائق أن موشيه دايان قرر الانسحاب من منطقة الجولان في ثاني أيام حرب أكتوبر تحت وطأة الهجوم السوري وأن عشرات الجنود الإسرائيليين قتلوا وأصيبوا بـ «نيران صديقة».

وأصدر الجنرال أسحق حوفي، قائد اللواء الشمالي السابق في جيش الاحتلال كتابًا كشف خلاله عن توصل وزير الحرب وقتها موشيه دايان تحت ضغط مفاجأة الضربة العربية إلى خيار الهرب والفرار من هضبة الجولان في ثاني أيام الحرب، قبل أن يستعيد الزمام ويأمر بضرب دمشق.

ووفقًا للجِنرال حوفي الذي قال: «أصدر دايان بالفعل أمرًا في 7 أكتوبر بالانسحاب من الجولان وبإقامة خطوط دفاعية على الحدود القديمة (خط الهدنة) عند مجرى نهر الأردن، والاستعداد لتَدمير الجسور حتى لا يجتازها الجيش السوري نحو اسرائيل وفي الوقت نفسه أمر بإعداد خطة هجوم مضاد، وعندما مرت ثلاث إلى أربع ساعات على هذا الموقف شعر دايان بأن وضع قواته بدأ يتحسّن، فأحدث انعطافا حادًا في موقفه، فأمر عندها بقصف العاصمة السورية دمشق.

جنود إسرائيليون يقتلون زملائهم
الصحفي الإسرائيلي ايلان كفير نشر هو الآخر كتابا حمل عنوان «إخوتي أبطال المجد» كشف فيه أسرارًا مثيرة عن الجبهة الإسرائيلية أبرزها قيام كتيبة دبابات إسرائيلية بفتح النيران عن قرب على مجموعة من الجنود الإسرائيليين وقتل بعضهم وجرح الآخرين بدم بارد، كما قال أحد الناجين لمجرد اعتقاد جنود الكتيبة بأن الجنود المقابلين لهم هم جنود فروا من أمام الجيش المصري.

ونقل الكتاب عن أحد الناجين وهو موشيه ليفي قوله: "إنه لم يشفع للجنود الإسرائيليين كونهم عُزّل لا يحملون أي سلاح ويتحدثون العبرية بطلاقة، ويعرفون أسماء قادة الكتائب الإسرائيلية، فقد فتح رفاقهم عليهم النار، فقط، لأنهم اعتقدوا بأنهم عرب".

واستطرد "كان المصريون يطلقون علينا النار ونحن نركض في المستنقع، وتخلصنا من متاعنا وأسَلحتنا كي نتمكن من التحرك بسهولة داخل المستنقع، ولما تعبنا من السير بدأنا الزحف، وكان ارمان يتذوق رمال المستنقع ويقودنا على مدار 8 إلى 9 ساعات، لأنه كان الوحيد الملم بتفاصيل المنطقة وبعد ساعات طويلة وشاقة، وصلت المجموعة إلى حيث رابطت كتيبة دبابات إسرائيلية.

أضاف ليفي:"وقفنا على بعد 15 مترًا من الدبابات، لكن طاقمها لم يتعرف علينا، وصرخ بهم شلومو بأننا طاقم دبابة إسرائيلية هربنا من المصريين، فسَألونا مَن أنتم ومن أين جئتم، وكنا نتحدث إليهم بالعبرية، وقلنا لهم إننا من الكتيبة "ل"، فقالوا لا توجد كتيبة بهذا الاسم، ثم بدأوا بإطلاق النار علينا بدم بارد من 3 دبابات، وأصيب بعضنا بجراح بالغة بينهم أنا وشلومو، وسمعتهم يقولون في جهاز الاتصال إنّهم قتلوا أفراد كتيبة من العدو.. ويبدو أن سائق إحدى الدبابات المصاب صرخ فيهم:"نازيّون، وعندها فهموا أنهم أصابوا رفاقا لهم، تأكدوا أنهم أصابوا رفاقهم في السلاح، طالبين إرسال إسعاف لنا وانصرفوا دون تقديم أي مساعدة".

اعتراف دايان بالهزيمة
موشيه دايان وزير الحرب الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر قال في تصريح ديسمبر 1973: إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وإن ما حدث فى هذه الحرب أزال الغبار عن العيون، وأظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها وأدى كل ذلك إلي تغيير عقلية القادة الإسرائيليين، إن الحرب أظهرت أننا لسنا أقوى من المصريين وأن هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بإن إسرائيل أقوى من العرب وأن الهزيمة ستلحق بهم إذا اجترأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت، لقد كانت لي نظرية هى أن إقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل وأننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا، لكن تبين لنا أن منعهم ليست مسألة سهلة وكلفنا جهدنا لإرسال الدبابات إلي جبهة القتال ثمنًا غاليًا جدًا، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقا".

شهادة جولدا مائير عن المصريين والعرب
في كتاب لها بعنوان حياتي، قالت جولدا مائير، رئيس وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر: "إن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء وتوغل السوريون في العمق على مرتفعات الجولان وتكبّدنا خسائر جسيمة علي الجبهتين وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما إذا كنا نطلع الأمة على حقيقة الموقف السىء أم لا، الكتابة عن حرب يوم الغفران لا يجب أن تكون كتَقرير عسكري، بل ككارثة قريبة أو كابوس مروّع قاسيت منه أنا نفسي وسوف يُلازمني مدى الحياة".

شهادة حاييم هيرتزوج
في مذكراته عن حرب أكتوبر، قال حاييم هيرتزوج، رئيس إسرائيل الأسبق:"لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون، بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتى بدأ العالم الخارجي يتجه إلى الثقة بأقوالهم وبياناتهم".

شهادة أهارون ياريف عن أكتوبر
في ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس في 16 سبتمبر 1974، قال أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق:"لا شك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين، بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب أجاب:"انظروا إلى ما يجرى فى إسرائيل بعد الحرب وأنتم تعرفون الإجابة على هذا السؤال".

شهادة أبا إبيان
في نوفمبر 1973 قال أبا إبيان، وزير خارجية إسرائيل خلال حرب أكتوبر:"لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من أكتوبر لذلك ينبغي ألا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي، بل على العكس فإن هناك شعورًا طاغيًا في إسرائيل، الآن، بضرورة إعادة النظر في علم البلاغة الوطنية، إن علينا أن نكون أكثر واقعية وأن نبتعد عن المبالغة".

شهادة ناحوم جولدمان
في كتاب له بعنوان "إلى أين تمضي إسرائيل؟"، قال ناحوم جولدمان، رئيس الوكالة اليهودية الأسبق:" إن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل في مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب إسرائيل ثمنًا باهظًا حوالي 5 مليارات دولار وأحدثت تغيرًا جذريًا فى الوضع الاقتصادى فى الدولة الإسرائيلية التى انتقلت من حالة الازدهار التى كانت تعيشها قبل عام، غير أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت على الصعيد النفسي.. لقد انتهت ثقة الإسرائيليين فى تفوقهم الدائم".