رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من منزلها».. «الدستور» تعيش رحلة «ميار شريف» إلى العالمية

ميار شريف
ميار شريف

عيون تائه نبضات القلب تدُقّ بسرعة غير عادية.. دقائق معدودة وتنطلق الطائرة تحمل على متنها فتاة مصرية لم تتعد عامها الرابع عشر، مُتحيّرة مع أفكارها التي تقودها دائمًا للأصعب، ولمستقبلها التي رأته في لُعبة التنس وتحاول الوصول إليه.

وصلت الطائرة إلى أمريكا، لملت الفتاة أشياءها والمضرب الذي لا يفارق يديها الممشوّقتين دائمًا لتحقيق بطولات في عالم التنس.. وقد كان؛ لتكتب التاريخ بإنجازاتها وتُسطّر العناوين باسم البطلة المصريّة.

ميار شريف، فتاة مصرية تبلغ من العُمر 24 عامًا، برز اسمها بشكل كبير في نهاية 2019 الذي كان عامًا مثاليًا بالنسبة لها، بعد أن حققت إنجازًا كبيرًا بالفوز بذهبية الفردي والفرق والزوجي بدورة الألعاب الأفريقية في لُعبة التنس، والتأهل للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، لتكون أول لاعبة مصرية تتأهل للأولمبياد في تاريخ اللعبة.

دخلت بطلة التنس المصرية، التاريخ من أوسع أبوابه، بعد أن وصلت للترتيب 151 عالميًا كأول لاعبة مصرية في التاريخ تحقق ذلك، ووصولها إلى ثمانية ألقاب فردية وستة ألقاب زوجي في المنافسات الدولية للعبة التنس، فضلًا عن أنَّها أول لاعبة مصرية أيضًا ستشارك في الأولمبياد المقبل باليابان، كما لعبت الأدوار التأهيلية في بطولة أستراليا المفتوحة، إحدى بطولات الجراند السلام الكبرى، لتكون الأولى التي تحقق ذلك.

وتصدّرت اللاعبة المصرية عناوين الصُحف الأجنبية والمحلية، بعد أنّ حققت إنجازا كبيرًا ووصلت إلى الدور الرئيسي في بطولة رولان جاروس غدى بطولات الجراند سلام.

تقول اللاعبة المصرية أعتقد أن هذا يمثل شرفًا كبيرًا بالنسبة لي أن أتأهل لأولمبياد طوكيو 2020 كأول لاعبة مصرية في التنس عبر التاريخ، ومتحمسة للغاية بذلك وأتمنى أن يكون العام الجاري مليئًا بالإنجازات والاستعداد الجيد.

وترى "ميار" أنَّ التأهل لأولمبياد طوكيو مجرد بداية لها في مسيرتها وتريد أن تحقق أرقامًا قوية ونتائج مميزة هذا العام قبل المشاركة في الأولمبياد، ولديها حماس كبير لتحقيق المزيد في اللعبة.

«الدستور» عاشت رحلة اللاعبة المصرية من منزلها، وتحدّث مع والدتها مصدر الطاقة لابنتها وقائدتها في التفوق والإنجازات.

صوتها كان يحمل رسائل غير طبيعية؛ وكأنّها تُريد أن تقول شيئًا ما أكبر من الشُكر لله، لأنها الوحيدة التي شهدت ظروف ابنتها القاسية، وتحمّلت جُهدًا فوق جُهد، حتَى رافقتها الإنجازات والامتدادات التي سخّرها الله لابنتها لتصل إلى هذا التحدّي وتُحرز فيه العديد من البطولات المحليّة والعالمية في لُعبة التنس.

هي السيدة «آمال ثابت»، مواليد شهر مارس العام 1961، ووالدة البطلة المصرية «ميار»، والتي أثبتت كفاءة الأم المصرية وكِفاحها بجانب ابنتها حتىَ تصِل إلىَ ما تُريد بفضل مساعدتها وإيمانها وثقتها العارمة في موهبتها.

تقول والدة البطلة المصرية، إنَّ ابنتها بدأت مسيرتها في التنس، في وقت مبكّر للغاية، وكانت طبيعية مثل أي لاعبة؛ لكن شغفها وحبّها للعبة وطموحها جعلها تكون ضمن أفضل 15 لاعبة بمرحلة الناشئات في مصر، ثم ذهبت للتدريب في إسبانيا قبل المرحلة الجامعية، وفضّلت عدم المشاركة بالمرحلة الاحترافية قبل انتهاء المرحلة الجامعية، التي كانت في جامعة ببردين الأمريكية.

تحدّيات كبيرة واجهتها «ميار»، مع الاتحاد المصري قبل احترافها لُعبة التنس وتحقيقها بطولات عدية عالمية، إلى جانب فترات من التوقّف قضتها اللاعبة بعيدًا عن الدوريات والمشاركات أثناء رئاسة إسراء السنهوري؛ رغم أنَّها حققت إنجازات كانت فريدة من نوعها في اللُعبة.

ولأنّ اللاعبة بفترات قاسية في مصر، فضّلت الاحتراف الخارجي، خاصةً بعدما شاهدة لُعبة التنس وكيف يتعامل معها الآخرين بالخارج؛ لذلك كانت الجامعة من أهم المراحل في حياتها؛ فلقد شاركت في دوري الجامعات الأمريكي، وحققت الكثير هناك، حسب ما تؤكد والدتها.

ذكريات تستعيدها السيدة «آمال» والدة «ميار» لأول مرّة في حديثها مع «الدستور» عن حياة ابنتها الخاصة، وكيف تعشق الأكلات المصرية، وتشتاق لأماكن السهر التي كانت تجمعها مع شقيقاتها.

«الملوخية والمسقعة».. هما الوجبتان المفضلتان عند اللاعبة المصرية؛ التي لا تزال تفضل الأكلات المصرية عن غيرها، بل وتتناول بعضها من حين لآخر أثناء معسكراتها بالخارج.

تحن البطلة المصرية إلى مصر وشوارعها التي اعتادت السهر فيها، إلى جانب بيتها المُزخرف بضحكات الأهل والأحباب، واشتياقها لتناول الفطور مع إخوتها عقب إجازتها لمصر، حسب والدتها.

كما أنَّها تسعى دائمًا لتحقيق الإنجازات والبطولات، وأن تحفر مكانًا يليق بها وبدولتها المصرية، وأنَّ تُصبح رسالة قوية لناشئات التنس للوصول إلى العالمية، والإيمان بأنفسهم وحلمهم دائما وقدرتهم على أن يصبحوا أبطالًا.

وأوضّحت والدة اللاعبة، الفرق بين أوضاع اللعبة في مصر وأوضاعها بالخارج، مؤكدة أنَّ التنس من اللعبات المكلفة ماديًا وتتطلب تخطيطًا طويلًا، لذلك لم تهتم به معظم البلاد، من ضمنها مصر، فهي تُقدّر كثيرًا كرة القدم، ولا تنظر لباقي الألعاب خاصة الفردية.

وأشارت الوالدة، إلى أنَّ ابنتها كانت تؤمن بنفسها كثيرًا، لذلك بدأت العام الجاري بالمنافسة في مستويات أعلى ببطولة أستراليا المفتوحة ثم كأس الاتحاد، وهذا المستوى هو الذي سيصل بها للمنافسة في طوكيو، ولا يوجد أمر مستحيل في التنس فهي تؤمن بقدراتها ولديها فرص كثيرة في تحقيق أهدافها.

وثمنت والدة اللاعبة دور وزارة الشباب والرياضة في دعمها باستمرار، والذي لم يكن كافيًا بالطبع، فاللاعبة تحتاج مزيدًا من الدعم والاهتمام، مشيرة إلى أنَّ ابنتها لم تحصل على أي دعم من اللجنة الأولمبية المصرية.

ولا زالت البطلة المصرية تنتظر المزيد من البطولات والمنافسات العالمية، والحصول على جوائز عديدة في مشوارها الرياضي، إلى جانب صعودها ضمن أفضل 10 لاعبات في العالم.

وانتهت رحلة ‏‎ميار شريف في رولان جاروس، بعدما خسرت بصعوبة أمام المصنفة الرابعة على العالم كارولينا بليسكوفا، بعد أن قدمت مباراة رائعة، انتهت بمجموعتين لمجموعة (7-6) و(2-6) و(4-6).