رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مُعلم لكن متحرش».. أمهات يروين مخاوفهن من إيذاء أبنائهن بالدروس الخصوصية

الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية

ربما مثلت واقعة فيديو هاشتاج "إعدام المدرس المتحرش" التي وقعت منذ عدة أيام درسا قويا للكثير من الآباء، لعدم ترك أبنائهم منفردين مع المدرس الخصوصي، والذي مقابل شرح درس تعليمي قد يصير مغتصبا لأبنائهم يفقدهم أعز ما يملكون من عفة وبراءة، أو إن لم يمكنه القدر من ذلك، فيكتفي بترك أثرا نفسيا بالغ السوء على هؤلاء الصغار يستمر معهم لسنوات طوال.

وكانت واقعة فيديو المدرس المتحرش قد أثارت غضبا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حين قام أحد الأشخاص بتصوير مدرسا من النافذة المقابلة وهو يحتضن طفلة ويقوم بتقبيلها من فمها، في غرفة مغلقة عليهما، ليعمل مصور الواقعة برفع الفيديو على موقع تويتر فيتحول الأمر لهاشتاج، وتنهال عليه التعليقات التي تهاجم المدرس مطالبة بإعدامه.

كما انهالت تعليقات أخرى محذرة الأهالي من ترك أبنائهم بمفردهم مع مدرسى الدروس الخصوصية، والتي تتسبب في وقوع مثل هذه الحوادث.

وبعد أقل من ١٢ساعة على التقاط الفيديو استطاعت قوات الأمن التوصل إلى هذا المدرس المسن المتحرش وإلقاء القبض عليه، وتبين أن عمره ٧٦عاما، وأنه من منطقة الخليفة بالقاهرة.

وفي هذا التقرير نفتح الملف الأسود للمعلمين الذين هم من المفترض أن يكادوا يكونوا رسلا، لنجد بعضهم وقد أصبح رسلا للتدني الأخلاقي والديني بتورطه فأفعال بذيئة كهذا التحرش وبحق صغار براء، مثلما حدث في واقعة المدرس المسن تلك، لنجد أن مثل هذه الوقائع المشينة لم تكن الأولى بل سبقها الكثير من وقائع ربما فاقتها في البشاعة والبذاءة.
  
• وسام تراقب غرفة الدرس طوال الوقت
وسام محمد والدة الطفلة فاطمة محمود، حسبما أوضحت لـ"الدستور"، تحرص على مراقبة الوضع مع ابنتها أثناء تواجد المدرس الخصوصي بالمنزل لإعطائها الدرس، وتقول: "دائما أحرص على حضور المدرس إلى منزلنا لتكون ابنتي أمام عيني، فأنا أظل أراقبهما من وقت مجيئه إلى انصرافه دون التسبب في أي إزعاج أو تشويش كما أننى لا أغلق باب الحجرة عليهما مطلقا، وذلك خوفا على ابنتي مما أسمعه من حوادث تحرش فيها مدرسين بطلابهم لا حصر لها.

• منى: "كله بيتحرش ببعضه"
الأمر نفسه تأكده منى السيد، والدة الطالب محمود علي بالصف الخامس الابتدائي، والتي أوضحت أنها على الرغم من أن ابنها ذكرا إلا أنها تخشى عليه من قبل المدرسين الخصوصيين قائلة: "احنا في زمن كله بيتحرش بكله"، مضيفة أنها لولا حاجة ولدها إلى دروس تقوية ما كانت لجأت إلى هذه الدروس، وتوضح أنها تحاول مراقبة كل من المدرس وطفلها أثناء وقت الدرس، كما أنها تحرص على عدم الخروج من المنزل أثناء تواجد المدرس بالمنزل.

• دعاء تفضل مجموعات التقوية
بينما تمنت دعاء سيد والدة الطفلة نادين أشرف بالصف الرابع الابتدائي، أن يتم تفعيل المدارس الحكومية لنظام مجموعات التقوية، والتي لا مجال بها أن ينفرد مدرس بطالب أو طالبة، مما يزيد من عامل الآمن للوالدين على أبنائهم.

• مُعلمة: المجموعات المدرسية أكثر أمنا
فيما نوهت رضا محمد مدرسة اللغة العربية بمدرسة المنوات الثانوية بمحافظة الجيزة، بأنه لابد لأولياء الأمور أن يكفوا عن إعطاء أبنائهم الدروس الخصوصية والانتظار لحين إعلان الوزارة لنظام المجموعات المدرسية، لضمان الحماية للأسرة ليس فقط من الاستغلال المادي ولكن من الاستغلال الأدبي والأخلاقي، لأعز ما تملكه الأسرة وهم أبنائها، والذين قد يتعرضون على يد ما يطلق عليهم مدرسين لكوارث أخلاقية تستمر معهم طول العمر، وتؤثر على مستقبلهم ونفسيتهم مسببة لهم العقد النفسية التي تظل مصاحبة لهم طول العمر.

أما عن رد وزارة التربية والتعليم فقد أوضح مصدر مسئول بأنه في مثل هذه الوقائع يتم التواصل مع وزارة الداخلية للوقوف على بيانات المدرس القائم بأعمال المتحرش، وإذا ثبت أن المتهم ينتسب إلى الوزارة فيتخذ معه كافة الإجراءات التأديبية اللازمة، أما في حالة عدم ثبوت عمل المدرس المتهم، بالوزارة، فيتم ترك الأمر برمته إلى القضاء.