رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عم عشم مات».. مفردات «البيع» في الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

"عم عشم مات".. عبارة مصرية أصيلة تسمعها فى الحارة المصرية، يقولها البائع دوما لمن يريدون أن يشتروا منه بالٱجل، وفى الحقيقة ليست هذه العبارة الوحيدة الخاصة بهذا الموضوع، بل إن هناك عبارة عدة نرصدها فى السطور التالية:

١- الصبر خرب الدكان

والمقصود بالصبر هنا ليس القدرة على احتمال الصعاب، بل معناه "الشكك". لذا يقول البائع إن البيع بالٱجل يؤدى إلى خراب الدكانه. وهى عبارة اعتراضية لا تراعى مشاعر المشترى الذى لا يملك نقودا وربما يكون المشترى نفسه يملك مالا ولا يريد الدفع نقدا.

٢- الشكك ممنوع والزعل مرفوع ولا داعى للإحراج.

اعتقد أن هذه العبارة التى تجدها معلقة فى مكان بارز بالمحلات لا تجدها فى مكان آخر سوى مصر لأسباب عدة أولا لصياغتها ومفرداتها المصرية العامية ثانيا لأن أغلب الدول تعرف الشكك.

٣- اللى ممعاهوش ميلزموش

هى أيضا عبارة مصرية خالصة ربما تقال فى أماكن أخرى بصيغ مختلفة، وهي عبارة تحمل أنانية فى جوهرها إلا أنه من الممكن أن نلتمس فيها العذر للبائع الذي لا يقدر على بيع بضاعته بالٱجل لقلة المال، فلو أنه باع بالٱجل ربما يغلق دكانته ولا يجد قوت يومه.

والشئ بالشئ يذكر هناك لافتات تجدها فى المجال التجارية عليها عبارات مشابهة تخص عملية البيع والشراء. مثل "البضاعة المباعة لا تستبدل ولا ترد". وأخرى تقول "البضاعه المباعة تستبدل ولا ترد". وذلك يرجع إلى رغبة البائع نفسه فى عدم استبدال البضاعة التى تتلف بعد فتحها فلا يقدر على بيعها مرة أخرى، فتكون خسارته فادحة، وهناك من يستبدل البضاعة ببضاعة لأنه رابح فى الحالتين، وهناك لافتات تتعلق بنوع المنتج، على سبيل المثال تجد محلات عصير القصب بها لوحات مكتوب عليها الٱية القرٱنية الكريمة ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) أما محلات الأكل فتجد بها لافتة عليها الٱية الكريمة (كلوا واشربوا هنيئا لكم) فى النهاية نقول إن المصرى مبدع فى اختيار ما يناسبه ليضعه على لا فتات محاله التجارية. كما أن المصريون يختارون أسماء للمحال تجذب الزبائن وأشهر هذه الأسماء هو الأمانة. فلا يخلو شارع في مصر من محل تجارى اسمه الأمانة