رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موسى حوامدة: عبدالناصر سيظل علامة فارقة في تاريخ العرب السياسي للأبد

موسي حوامدة
موسي حوامدة

قال الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة: لنعترف في البداية أن عبد الناصر كانت له أخطاء٬ فقيادة مصر بعد التخلص من التبعية للاستعمار البريطاني والملكية التي كانت قد باعت مصر وفي ظل وجود عدو شرس على الحدود وبعد نكبة فلسطين وهزيمة الجيوش العربية التي ذهبت لمنع قرار تقسيم فلسطين فمنحت اليهود أكثر من قرار التقسيم وتم ترحيل الشعب الفلسطيني كلاجئين.. وفي ظل الضغوطات الأمريكية والغربية ضد الثورة الجديدة في مصر لم تكن كلها سهلة إضافة إلى الوضع الداخلي الذي كان يحتاج إلى قرارات جريئة تنصف المصريين من نظام الإقطاع وعدم وجود نظام ثوري سابق تعتمد عليه الثورة يتناسب مع مصر والعالم العربي سبب بعض الأخطاء أو العديد منها لكن ما أنجزه عبد الناصر والثورة لم يكن سهلا ولا يسيرا٬ لقد استطاع أن يجعل مصر حرة مستقلة وقادرة على طرد الاستعمار وذيوله وحقق وحدة عربية حقيقية انتشرت في الوطن العربي لأن الناس كانت تملك حسا شعبيا قادرا على الفرز والتمييز.

تابع "حوامدة" في تصريحات خاصة لــ"الدستور": وقف عبدالناصر مع العروبة فعلا لا قولا وأسس نواة المد القومي من الخليج إلى المحيط ووقف مع الثورات العربية ومع الإنسان العربي المقهور ولذا أحبه العرب بصدق ولا أنسى يوم وفاته كيف عم الحزن أرجاء بلدتي في فلسطين وبكى عليه الناس كما لم يبكوا راحل من قبل وكنت أتخيل أن ذاك البكاء والنواح لم يكن بكاء على زعيم راحل بل بكاء أسطوري على إله قتل وأحلام تم الغدر بها.

في فلسطين وفي العالم العربي كله رفعت صور عبد الناصر ليس في مؤسسات حكومية مأمورة بل في بيوت البسطاء والطيبين من المواطنين العرب وفي كفر قاسم تم قتل أكثر من خمسين عاملا فلسطينا من قبل الإسرائيليين لأنهم كانوا يعشقون عبدالناصر ويفتحون الراديو لسماع خطاباته.

بالنسبة للسد العالي والذي ظل محفورا في الذاكرة كإنجاز للرئيس عبدالناصر ولثورة يوليو ذهبت بداية العام لزيارة السد العالي ووقفت عند النصب التذكاري الذي أهداه الشعب السوفييتي إلى مصر بعد بناء السد العالي وفوائد السد وخيراته على مصر لا تحصى وهو الذي منع وصول الفيضانات الأخيرة إلى الأراضي المصرية

مذ مات عبدالناصر في مثل هذا اليوم قبل خمسين عامًا والقضية الفلسطينية تتراجع وتخسر والوحدة العربية كفكرة تتراجع والخيانات تكثر وتتكشف ولا زال البعض يسأل لماذا تحبون عبدالناصر مع أن له أخطاء..لا أعتقد أن الحس الشعبي يمكن خداعه٬ فالذين كانوا يحبونه والذين ما زالوا يعرفون جوهره العربي الأصيل ابن الريف المصري وابن الغلابة وابن الدم العربي والهوية العربية وسيظل علامة فارقة في تاريخ العرب السياسي إلى الأبد.