رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد إسماعيل: المصريون اتفقوا على وطنية جمال عبد الناصر

خالد إسماعيل وجمال
خالد إسماعيل وجمال عبدالناصر

قال الروائي خالد إسماعيل: اكتسب جمال عبدالناصر أهمية كبرى بالظرف الموضوعى والخصائص الشخصية والمنجز٬ الظرف الموضوعى مقصود به الصراع بين الشعب المصري والاحتلال الانجليزى وهذا جعل القضية الوطنية تحتل مكانة كبرى لدى المصريين، ولهذا فإن جمال عبدالناصر هو أول رئيس مصرى من طبقة شعبية وكان المصريون قد خضعوا للاحتلال التركى العثمانى أربعمائة عام ثم الفرنسى ثلاثة أعوام ثم الانجليزى لمدة تزيد على السبعين عاما٬ لذلك وجد المصريون فى ناصر الزعيم المكمل لمسيرات مصطفى كامل وعرابى وسعد زغلول فى قضية الاستقلال التي تحققت بالعمليات العسكرية التي اشترك فيها الضباط الأحرار ولمن يرغب فى معرفة تفاصيل هذه العمليات يمكنه الرجوع لكتاب "حرب التحرير الوطنية " للضابط كمال رفعت أحد الضباط الأحرار، وهذه العمليات كانت تتم بالتزامن مع المفاوضات التى انتهت بتوقيع اتفاقية الجلاء فى العام 1954 وبذلك تحقق الحلم الوطنى الذى شغل الشعب منذ 1882.

تابع إسماعيل في تصريحات خاصة لــ"الدستور": وكان من أسباب زعامة عبدالناصر٬ خصائص شخصيته التى كانت لها ملامح القائد وهذا ما سجله خالد محيى الدين فى مذكراته فقال إن أعضاء النواة الأولى لتنظيم الضباط الأحرار اتفق اعضاؤها على زعامة ناصر وقيادته للتنظيم، وكان من خصائص شخصية ناصر، القدرة على التوفيق بين المتعارضين، فكان فى كل خلاف يقوم بدور رمانة الميزان القادر على العبور من المنعطفات الحادة والأزمات٬ أما المنجز الناصرى الذى استقر فى وجدان الشعب فهو حديث الاستقلال والعزة والكرامة والوحدة العربية واستعادة حضور الدولة المصرية فى الدوائر الثلاث العربية والأفريقية والإسلامية، وهذا الجانب المعنوى أرضى شعور المصريين بعد معاناة طويلة من القهر والاحتلال.

وأردف: على مستوى العلاقة الإنسانية بين ناصر والشعب، فقد كان بينه وبين الناس حبل مودة وكان خطابه فى المناسبات يمنح الجماهير التفاؤل والرغبة فى الفعل والحركة، وكانت حياة الطبقات الشعبية والطبقة المتوسطة مريحة فكان المواطن الفقير يستطيع تعليم عياله وإطعامهم وكسوتهم بدون صعوبات، كان "الستر" بالمعنى الاجتماعى متوافرا للطبقات الفقيرة، وكان التصنيع والتوظيف لكل الخريجين يمنح الجميع الأمل فى الصعود الاجتماعي والاطمئنان النفسي وكان الناس أيامها يقولون فى أمثالهم: ماحدش مات بالجوع وماحدش بيبات من غيرعشا وكان المعدمون لهم معاش الضمان الاجتماعى وكان القطاع العام يغطى احتياجات الجيش والشعب وكان هناك فائض مالى سمح للطبقات الشعبية بالإدخار والشعور بالانتماء للوطن فمن يملك فى وطنه قيراطا يختلف عن الذى لايملك فى وطنه سوى مقبرته. وعموما استطاع عبد الناصر أن يحقق نقلة اجتماعية وتغييرا فى خريطة توزيع الثروة.

وفيما يخص السد العالى فهو المشروع الذى غير الشخصية المصرية، فالرى الدائم معناه الراحة للفلاح ومعناه زراعة الأرض عدة مرات فى السنة الواحدة بما يحقق فائدة اقتصادية للفلاح، وانتقال الوطن بالكهرباء والمصنع من مستوى علمى واجتماعى إلى مستوى أفضل تم بناء على إنشاء هذا السد الذى لم يسلم من الانتقادات منذ التفكير فيه حتى يومنا هذا وكلما حدث فيضان عال أو فيضان منخفض ظهرت فوائدالسد العالى وترحم الناس على من أنجز هذا المشروع الذى كان بمثابة معركة وطنية بين مصر والبنك الدولى والاستعمار الأمريكى البريطانى.

وقد لخص الدكتور جمال حمدان المفكر الاستراتيجى والباحث المعروف معنى "ناصر" فاعتبر برنامج عبد الناصر هو "البرنامج الوطنى" الذى يتفق عليه المصريون جميعا وهذا ما جعل الناس يجمعون على وطنية ناصر رغم اختلافهم معه فى قضية الديمقراطية وعدم تمكين الطبقات الشعبية من بناء حزب يحمى المكاسب الاجتماعية والاقتصادية ولهذا انتهت سياسات ناصر المنحازة للطبقات الشعبية برحيله المفاجىء فى 28 سبتمبر 1970.