رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علاء عبد العزيز: عبد الناصر حفر اسمه فى قلوب المصريين والعرب

علاء عبد العزيز
علاء عبد العزيز

نصف قرن على الرحيل لكنه مازال باق في الوعي الجمعي المصري٬ مازالت صوره تزين حوائط بيوت ومحلات المصريين٬ حتي من اختلفوا معه أو مع سياساته مازالوا يحملون له الود والمحبة، إنه الزعيم جمال عبد الناصر، الذي مر اليوم خمسين عام على مفارقته عالمنا.

استطلعت «الدستور» آراء الكتاب والمثقفين حول حضور «ناصر»، رغم غياب الجسد٬ ولماذا هذا الوهج ساريًا حتى الآن؟.

يقول الكاتب علاء عبد العزيز: «حياة جمال عبد الناصر ملكًا لكم٬ عشت لكم وسأعيش حتى أموت عاملًا من أجلكم وفي سبيلكم»٬ كلمات أطلقها ناصر بتلقائية مذهلة في ميدان المنشية، وأزيز الرصاص يتطاير من حوله وهو ثابت في مكانه كالنجم الفرقد الذي لم يتزحزح يومًا عن مداره في السماء، حينها أحس المصريون أن من بين ظهرانيهم لاح نجم فرقد يضيء لهم طريق الحرية والكرامة، ويحلق معهم بعيدًا لرسم حياة جديدة للمصريين الذين عانوا طويلًا من الاحتلال والقهر والفقر، فجاء ابنهم ناصر ليبعث فيهم الأمل من جديد ويبشرهم بالعدالة الاجتماعية التي غابت عنهم طويلًا، وبفتح أبواب العلم والتعلم على مصرعيها بعد مواربه باتت دهورًا».

وتابع: «ومن هذه اللحظة أصبح عبد الناصر نصير البسطاء والمتصالحون مع أنفسهم يأمنون معه على الحاضر وينطلقون مع ابنهم ناصر إلي المستقبل، في ذالك الحين كان العالم يضمد جراحه بعد الحرب العالمية الثانية وظهر في كل أمة زعيم، تشرشل زعيمًا في إنجلتر، وديجول زعيمًا في فرنسا، وخرشوف زعيمًا في روسيا، ونظر العرب حولهم لم يجدوا إلا ناصر بما حباه الله من بسطة في الجسم وحلاوة في الصوت وابتسامة ساحرة آخاذة وعمق في العيون تأبي أن تنظر إليها أو تنظر إليك٬ عيون تدعوك فورًا للتصديق على ما تقول من حدة نظراتها».

واختتم: «ناصر الذي أنشأ السد العالي، فحفظ أجيالًا من الغرق والعطش والدمار، وما واقعة غرق القري السودانية منا ببعيد، ناصر الذي أنار المدن والقرى والنجوع، ناصر الذي نوع مصادر السلاح حتى لايتحكم فينا أحد، فسار علي دربه كل من وعى وشب على إنجازاته، إنها الأقدار أن يكون لأمة العرب زعيم٬ مثل باقي الأمم، يستحضرون صورته وذكراه كلما اعتراهم حادث جلل أوأصابهم الاحباط من شيء ما يؤرق عليهم حيواتهم، ناصر هو الغائب الحاضر في نفوس العرب من المحيط إلي الخليج ومن ساحل البحر المتوسط ودول المغرب العربي إلي جنوب القارة السمراء وبالتحديد جنوب أفريقيا، حيث كان قدوة وزعيمًا لكثير من الأفارقة وعلي رأسهم نيلسون مانديلا الذي احتفى به العالم في بداية الألفية الثالثة، فكان بمثابة إحياء وتكريم لناصر الحرية والكرامة ومحرر الإنسانية من رق العبودية».