رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تراجع يوسف وهبي عن تمثيل فيلم «النبي محمد»؟

جريدة الدستور

كانت مجلة المسرح قد شنت هجمة شرسة على الفنان يوسف وهبي بتاريخ 17 مايو 1926، حيث نشرت خبر اتفاق "وهبي" على تمثيل دور النبي محمد في فيلم يحمل اسمه.

وفي عددها الصادر بتاريخ 17 مايو 1926 نشر محرر المجلة محمد عبد المجيد حلمي تحت عنوان "في النهاية" تفاصيل تعاقد وهبي علي فيلم "النبي محمد" قال فيه: في عرف يوسف وهبي٬ يكون نبينا محمد رسول الله٬ وحامل علم الدين الإسلامي وناشر كلمته٬ يشبه تمامًا راسبوتين الجاسوس الدنئ والدجال زئر النساء !! وأن يوسف وهبي ذا المزاج الجنوني والحركات التشنجية والعيون الشهوانية والذي يلوح التبذل والاستهتار في منظره العام. لا يصلح مطلقًا لتمثيل هذا الدور الذي يحتاج إلى وقار الرسل وجلال الأنبياء وهيبة الصلاح ورزانة التقوى.

فما كان من مشيخة الأزهر إلا وقدمت بلاغا ضد يوسف وهبي إلى وزارة الداخلية٬ بتاريخ 24 مايو 1926 تناشد فيه وزارة الداخلية المصرية٬ والسفارة المصرية في فرنسا بمنع يوسف وهبي من الإقدام على تنفيذ فيلم "النبي محمد"٬ حتى لو اقتضى الأمر بمنع "وهبي" من السفر خارج مصر٬ بعد أن أعلن وهبي في الصحف والمجلات إنه سيصور الفيلم في فرنسا.

وبدورها أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا برقم 1010، وجهت نسخة منه إلى مشيخة الأزهر٬ جاء فيه: جوابا على كتاب فضيلتكم المؤرخ بتاريخ 18 مايو الحاض٬ بخصوص تمثيل رواية سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. نفيد أننا قد استحضرنا يوسف وهبي وطلبنا منه العدول عن تمثيل هذه الرواية فقبل. وسيعلن عن عدوله هذا في الجرائد. وستتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة لمنع إخراج الرواية نفسها.

وعلى خلفية هذا البيان أصدرت المشيخة بيان أرسلته لمجلة المسرح، قالت فيه: جاءنا من حضرة يوسف وهبي صورة من الخطاب المفتوح الذي نشرته المجلة يدافع فيه عن نفسه تهمة تمثيل النبي بصورة الراهب راسبوتين ويقول في آخر الخطاب: "كما أنني أرفض لعب الدور عن طيب خاطر حتى لو كنت سأجني من ورائه الأرباح الطائلة إذا رأي السادة العلماء هذا الرأي، وليعلم إخواني المصريون أن شعاري ديني قبل كل شيء".

واختتم بيان المشيخة: "هذا مع شكرها لوزارة الداخلية وأولي الحل والعقد تلقاء هذه العناية بمقام صاحب الشريعة الرفيع وتصرح بأنها لا توافق على تمثيل هذه الرواية بأي شكل كان".