رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اتفاقات السلام .. ماذا سيقدم نتنياهو للفلسطينيين؟

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

يعرف الجميع بأن المسافة بين تل أبيب ودبي هي 2670 كيلومتراً، بينما صواريخ القسام في غزة جاهزة وتهدد إسرائيل من وراء السياج الحدود، الفلسطينيون لن يتبخروا، هم موجودون، وسيبقوا، والنزاع معهم هو التهديد الأمني الأخطر على إسرائيل.

مناحم بيجن عند توقيع اتفاق السلام مع مصر اعترف بـ"الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني"، والسؤال المثير للفضول ماذا سيقدم نتنياهو للفلسطينيين أمام الإماراتيين والبحرينيين، وإلى صانع الحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟

نتنياهو يحاول أن يقدم الحدث على أنه "سلام مقابل سلام"، مثل الوجبات المجانية التي يحبها، والحقيقة أن نتنياهو تنازل (لزمن غير محدد)، عن خطة ضم غور الأردن وأراضي المستوطنات إلى إسرائيل، كدفعة أولى جلبت الإماراتيين إلى حفل التوقيع، لكن موقفه من الفلسطنيين لايزال غير واضحاً.

حتى اليوم يتحدث نتنياهو بشكل غامض عن الفلسطينيين يقول: "أيدينا ممدودة للسلام" ويثني على ترامب وخطته للسلام، بدون تفاصيل.

بنود حل الدولتين في الاتفاقات
في وثائق اتفاقات التطبيع، لا يوجد فيه ذكر لاتفاقيات أوسلو، ولا لدولة فلسطينية أيضاً، ولا ترِد فيه أي كلمة عن مبادرة السلام العربية التي أُقرّت سنة 2002، لكن يتضمن الاتفاق ذكراً لـ"رؤيا السلام" وفقاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفقاً لما ورد في بنود الاتفاق، فإنه "يلتزم الطرفان [الإسرائيلي والفلسطيني] العمل معاً لتحقيق حل واقعي متفق عليه للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني يستجيب للحاجات والتطلعات المشروعة للشعبين، والدفع نحو اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط، ونحو الاستقرار والازدهار، وهو ما يعني أن "الحقوق المشروعة" أصبحت "حاجات مشروعة". ومن غير الواضح موقف الفلسطينيين من هذا التغيير.

ينص البند الأول من الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية. وينص البند الثاني على "الاعتراف المتبادل بالسيادة وحق العيش في سلام وأمن." وينص البندان 4 و6 على مكافحة الإرهاب وخلق أجواء السلام، بما في ذلك التوافق على أن "يعمل الطرفان معاً لمكافحة التطرف الذي يدفع قدماً بالكراهية والخلاف، وكذا لمكافحة الإرهاب ومسوغاته".

وينص البند 7 على التعاون الاستراتيجي لتحقيق شرق أوسط يعيش بسلام. ويوضح البند 9 أن الاتفاق يكون قائماً بذاته من دون أي صلة بخطوات تقوم بها جهات أُخرى. وبتعبير آخر، لا يُفترض بأي عمل لـ"حماس"، أو السلطة الفلسطينية، أو حزب الله، أو أي دولة، أن يؤثر في تنفيذ الاتفاق. وأكثر من ذلك، عندما ينشأ تضارب بين التزامات دولية أُخرى وبين اتفاق السلام يجب احترام هذا الأخير.

ليس من المعروف حتى الآن ما إذا كانت الاتفاقات التفصيلية تتضمن تفسيرات متفَّق عليها لهذه المصطلحات، وماذا يعني "حل واقعي"؟ فهل تقبل الإمارات والبحرين الوضع كما هو على الأرض ويشمل المستوطنات كجزء من الواقع "الحقيقي". هل تنويان تشكيل منتدى جديد يشمل الفلسطينيين وإسرائيل، يجري في إطاره تطبيق خطة ترامب؟