رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رحلتا الشتاء والصيف».. طيور مهاجرة في استضافة مصر

طيور مهاجرة
طيور مهاجرة

تهاجر غالبية أنواع الطيور في رحلات تُدعى بالموسمية، يقطعون مسافات تبلغ 50 ألف كيلومترا في السنة متجمعين في أسراب، يعبرون تضاريس وعرة، وتصل الطيور عادة إلى هدفها في الوقت نفسه من كل عام.

وظهر بالأمس، طائر "اللقلق الأبيض" في سماء شرم الشيخ، والذي يعد أحد أهم الطيور المهاجرة التي تقطع آلاف الأميال للعبور من الشرق إلى الغرب والعكس، وتقوم برحلتين هجرة كل عام من وإلى أوروبا، تبدأ الرحلة الأولى عندما يحل فصل الشتاء قارص البرودة على أوروبا، من ثم يتجه هذا الطائر إلى قارة إفريقيا مارًا ببلاد الشام، من ثم يمر على مصر، ومنها إلى المناطق الحارة في إفريقيا.

وتعد مصر من الدول التي يحلق في سمائها الكثير من أنواع الطيور المهاجرة، وتكون محطة أساسية خلال هجرة هذه الطيور قبل وصولها إلى المناطق الحارة الإفريقية.

في بداية القائمة يأتي طائر الصرد أحمر الظهر "Red-backed Shrike"، يعرف في مصر باسم "دقناش الأكحل"، يحلق فى سماء مصر في الخريف ويكون ضيف الشرف فى مصر لعدة أسابيع، ويمكث في المناطق الصحراوية وعلى قمم الأشجار، حيث تكون متواجدة بوفرة، ويقطن العديد من مناطق العالم، لكنه نادر في بريطانيا؛ بسبب هواة جمع بيض الطيور، والذين يسعون خلف البيض المزخرف ذو الشكل المميز لهذا الطائر.

ثانيًا طائر الوروار الشرقي الأخضر "Merops orientalis"، يقطن بلدان تكون على خط جغرافي واحد يحيط بالأرض، من السنغال وجامبيا في غرب إفريقيا إلى وادي النيل وإثيوبيا في شرقها، ثم الجزيرة العربية مرورا بالهند حتى فيتنام ولا يكترث لأمريكا الجنوبية، بعض طيور الوروار تمكث في مصر لمدة تصل إلى 6 أشهر؛ من بداية إبريل حتى نهاية سبتمبر، وعادة يصطاده الناس في مصر لغرض التربية والزينة، وفي أحيان قليلة ما يُصطاد للأكل.

يأتى ثالثًا الهدهد Hoopoe، الطائر الوطني لإسرائيل، ويتواجد في عدة مناطق بالعالم، منها جنوب أوروبا ومناطق في إفريقيا، يفد إلى مصر في الخريف، حيث الطقس الملائم لتزاوجه، وهناك أنواع محلية هجينة منه في مصر.

في المرتبة الرابعة صقر الغزال Saker Falcon، موطنه الرئيسي يمتد من شرق أوروبا مرورا بآسيا الوسطى حتى منشوريا، ويفد في الشتاء إلى شبه الجزيرة العربية وإثيوبيا ومصر، ويصنف من الأنواع المهدد بالانقراض، نظرًا لمحاولات أسره وتدريبه على الصيد، وغالبية هذه المحاولات تتم بشكل غير احترافي، مما ينتج عنها موت الصقر في الأسر.

خامسًا اللقلق الأبيض "Ciconia ciconia"، وهو طائر أوروبي بالأساس يهاجر إلى المناطق الدافئة في تركيا وبلاد الشام وشمال إفريقيا، وعادة يكون صامت لا يميل لإطلاق الأصوات إلا في الأعشاش، ويمثل رمزا للخصوبة، يأتي إلى مصر في الربيع ويرحل في الخريف، ويتواجد في المناطق الزراعية في الدلتا والصعيد.

يأتي خامسًا، السمان "common quail"، يقطن في أوروبا، وهناك بعض الأعراق الهجينة منه قد تواجدت في وسط وغرب إفريقيا، ويهاجر إلى مصر في الشتاء، ويتواجد بمحاذاة الشواطئ ويتم اصطياده للحمه الشهي؛ فهو من عائلة Phasianidae التي تشمل الدجاج أيضًا، ويُقال إن الطعام الإلهي المعروف بالسلوى والذي مُنح بني إسرائيل بعد هروبهم إلى سيناء، كما ورد في القصص القرآني، ما هو إلا طائر السمان.

سادسًا الدرسة الشعير "Ortolan bunting"، وهو من الطيور الأوروبية التي تفد إلى مصر خلال الصيف بغرض التكاثر، بالإضافة إلى أنه يقدم كطبق فرنسي بعد شيّه وتغميسه بالبراندي، لكن ذلك الآن ممنوع قانونًا في فرنسا، ولكن في مصر يتم اصطياده وأكله مما يضعه هذا في قائمة الطيور المهددة بالإنقراض.

سابعًا طائر أبو الفصاد "Wagtail" يُطلق عليه في الجزيرة العربية اسم ذعرة أو الصعوة، فهو يحرك ذيله للأعلى وأسفل أثناء أكله الحشرات والديدان، ويقضي شتاءه وربيعه في دول دافئة مثل مصر، ويعود إلى أوروبا مجددًا من مايو إلى يوليو لكي يقوم بالتزاوج والتخصيب والفقس، من ثم تربية الصغار حتى يشتدد عودهم ويحدث ذلك عادة في شهر أكتوبر، وبعد ذلك دورة هجرة موسمية جديدة.

جدير بالذكر أن هناك مشروعا إقليميا لدمج إجراءات صون الطيور الحوامه المهاجرة بالقطاعات التنموية بطول ساحل البحر الأحمر والأخدود الأفريقي الأعظم، ترعاه الحكومة المصرية: ممثلة بجهاز شئون البيئة "الجهة المنفذة للمشروع بالتعاون مع البرنامج الانمائي للأمم المتحدة"؛ للحفاظ على هذا التنوع البيولوجي من الانقراض.