رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العريان».. الدير الذي روى عطش الأقباط للكنيسة بعد كورونا (فيديو وصور)

احتفالات إيبارشية
احتفالات إيبارشية حلوان

جاءت احتفالات إيبارشية حلوان والمعصرة للأقباط الأرثوذكس، برئاسة نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتي، بنهضة القديس العظيم الأنبا برسوم العريان، كـ"كأس من الماء البارد" الذي ارتوى منه الأقباط، المتعطشين لتلك الأجواء منذ مارس المنصرم، بسبب انتشار وباء كورونا.

فبعد قرارات المجمع المُقدس الأحدث، بما يفيد عودة القداسات الإلهية، وكذلك الأنشطة بنسبة 50%، قرر عدد كبير من الأقباط من كل صوب ونحو، زيارة دير الأنبا برسوم العريان، بمنطقة المعصرة، ليرووا عطشهم للحياة الكنسية.

"الدستور" عايشت إحدى الليالي الختامية لنهضة الأنبا برسوم، للتعرف على الحالة التي يحياها الأقباط، بعد عودة حياتهم الكنسية.

الكمامة تنضم لشروط دخول الدير بعد البطاقة والصليب

اعتاد الأقباط على إبراز صليب اليد، وبطاقة الرقم القومي، أثناء دخولهم لأي كنيسة، كدرجات التأمين للكنائس، إلا أن ما زاد في 2020، هو قناع الوجه أو الكمامة بحسب المصطلح المُتعارف عليه، حيث تحرص الإيبارشية على سلامة كل زائر ومُصلي، الأمر الذي دفع خُدام الفريق الكشفي والذين يبلغ عددهم بين الخمسين والمئة كشاف، على مطالبة الزوار بارتداء الكمامة قبيل الدخول للدير.
ولم يقتصر الأمر عند الدخول للدير فقط، بل عند الدخول للكنيسة الصغرى أو الكبرى، وكذلك المزارات المتنوعة، وذلك في إطار حرص نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتي على دعم قرارات الدولة والكنيسة في ردع جائحة كورونا (كوفيد 19).
بى أجيوس أفا برسوم

أمتار تفصل بين بوابة الدير الرئيسية والكنيسة الصغرى، التي تحوي بداخلها جسد القديس الأنبا برسوم شفيع الدير.. بمجرد أن تخطو قدمك السلمة الأولى على درج الكنيسة، لك أن ترى عدة مشاهد الأول هو الابتسامة الملفتة على وجه إحدى مُكرسات على مكتب تلقى التبرعات والنذور، والمكرسات هن نساء وهبن أنفسهن لخدمة الله كالراهبات في كل شئ إلا أن زيهن يزدان باللون الرمادي وليس الأسود.
بوجه باش تتلقى المُكرسة، القادمين من كل صوب ونحو، يوفون نذورهم وتبرعاتهم لشفيعهم الأنبا برسوم، بعد شفاء من مرض ما أو العثور على عمل، أو إنجاب بعد فترة، تمنحهم البركة بكلمات معزية تقتبسها من الإنجيل، وتتركهم ليكملون رحلتهم.
المشهد الثاني هو الأيقونة الاثرية، فبعد خطوة أو اثنين من مكتب التبرعات والنذور بالكنيسة الصغرى، لك أن ترى صورة الأنبا برسوم الأثرية، والتي يظهر بها بشعر طويل وملابس لم تستر جسده بأكمله لينطبق عليه لقبه "العريان"، وأسفل قدمه ثعبان ضخم.. بينما المشهد الثالث هو الكنيسة الأثرية والتي يحصل فيها الزوار على خلوتهم الروحية، ومتابعة النهضة عبر الشاشات التي تنقل الطقوس والمراسم التي تتمم بالكاتدرائية الكبرى.
وأنت متجه بنظرك للجهة الشرقية، فيقع على يمينك المزار الذي يقبل الزوار على الدير لزيارته والتبرك منه، وهو يحوي جسد الأنبا برسوم وكلمات مديحه التي يتلوها الزوار بصوت جماعي كأنهم خوروس بإحدى الفرق الأوبرالية: "ابدأ بنشيد ومديح ومدح حبيب المسيح وبأعلى صوتى أصيح بى اجيوس افا برسوم بمحبة روحانية أحببت البتولية ومضيت للبرية بى اجيوس افا برسوم".
بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ." (مز 93: 5)
بعد زيارة مزار الأنبا برسوم لك أن تعلم أن رحلتك بالكنيسة الصغرى انتهت، ولك أن تنتقل إلى الكاتدرائية الكبرى، حيث هناك يجلس المصلون متباعدون، مرتدون كماماتهم، ويستمعون للألحان الكنسية، والطقوس التي حرموا منها بسبب الكورونا لفترة طويلة، إضافة للترانيم والكلمة الروحية.. ولك أن تمر عقب انتهاء النهضة على مشغل الدير، لتحصل على ما تريده من ملابس مخصصة للرعاة والشمامسة والمعموديات وغيره..
ولنهضة الأنبا برسوم وجه فلكلوري، يعرف بمولد العريان، وهو ما رفض نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتي أن يدخل إلى باحة الدير الداخلية عملا بالنص الكتابي: "بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ." (مز 93: 5)، حيث يبدأ الباعة في الاستقرار عقب بضعة أمتار من انتهاء سور الدير، حتى لا يظن البعض ـن للكنيسة علاقة بعملية البيع والشراء، حيث أصبحت النهضة في حبرية الانبا بيسنتي روحية بحتة، تعتمد على القداسات الالهية والعشيات والألحان والترانيم والعظات..
الوجه الفلكلوري للنهضة
أشرف المقدس.. أحد أبناء المقدس بطرس جرجس، أقدم بائعى حلوى الأنبا برسوم العريان، يأـتون سنويا إلى الدير ليبيعون الحلوى للزوار، حتى يسعدون، يأتي المقدس وأبناءه من طنطا إلى حلوان سنويا، ليأجرون محلًا من المحال الموجودة بجوار الدير، ليستقرون به 30 يوما يعودون بعدها إلى طنطا مجددا.

وأشار "المقدس" لـ"الدستور" إلى أنه يتواجد كذلك بنهضة القديسة دميانة الشهيد والأربعين عذراء ببراري بلقاس.