رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إدوارد سعيد يحكي عن طفولته: «دخلت 9 مدارس وخلفيتي كانت شاذة وغريبة»

إدوارد سعيد
إدوارد سعيد

تحدث المفكر الفلسطيني الكبير إدوارد سعيد، عن فترة طفولته في القاهرة وصباه في أمريكا، وذلك في حوار معه نشر على صفحات مجلة الجديد.

وقال إدوارد سعيد: "أنا فلسطيني ولدت بالقدس، وبسبب أعمال أسرتي كنا نعيش بين القدس والقاهرة، وقضيت بعض الوقت في لبنان، حيث كان لنا بيت نصطاف فيه، مع إننا منذ عام 1948 أصبحنا نقيم في القاهرة، والتحقت بمدارس عديدة بسبب تحركات الأسرة.

وأضاف: "وعندما غادرت القاهرة في أوائل الخمسينات لاجئًا إلى أمريكا كنت قد دخلت 9 مدارس، آخرها مدرسة إنجليزية عامة مما كانوا يؤسسونه في المستعمرات، وقد أقمت ضمنًا أنه غير مرغوب في رجوعي بحجة أنني مشاغب، جئت إلى أمريكا في الخامسة عشر من عمري، فالتحقت بمدرسة داخلية لمدة عامين، ثم ذهبت إلى برنستن وبقيت أسرتي في الشرق الأوسط فكنت أذهب إليها في العطلات الصيفية، على كل حال أنا الوحيد من أسرتي الذي يعيش هنا.

وتابع: "خلفيتي كانت شاذة وغريبة، الشعور بذلك لا يزايلني، ومع إنني فلسطيني فإنني إنجليكاني المذهب، فنحن أقلية في أقلية مسيحية ضمن أغلبية مسلمة، وكان ميسرًا لنا الدخول إلى أمريكا لأن والدي كان قد جاء إليها في شبابه، وقضى فيها 9 سنوات وإلى إنجلترا لأسباب دينية وثقافية، لذلك كنت أستطيع إما المجئ إلى أمريكا أو الذهاب إلى إنجلترا، واللغة الإنجليزية لتكلمها إلى جانب العربية منذ صباي، ومع ذلك كان هناك شعور بأنني غريب في وضع شاذ، ولكن مع مر السنين لازمني وعي بأنه لا يوجد مكان أعود إليه فأنا لا أستطيع العودة إلى مصر التي ربيت فيها، ولا أستطيع العودة إلى لبنان الذي منه زوجتي وفيه تعيش أمي.

وأكد: "خلفيتي عبارة عن سلسلة من الاغتراب والنفي لا تنقضي، مرارتها ولا شفاء منها أبدًا، وإحساسي بأنني معلق بين ثقافات متعددة كان ولا يزال قويًا جدًا، أستطيع أن أقول أنه أقوى تيار يجري في حياتي، أعني أنني دائمًا داخل الأشياء وخارجها ولكنني لست "من شيء لمدة طويلة جدًا".

وفي الأخير قال: "درست الأدب لأنني كنت دائمًا أهتم به، ولأنه تراءى لي أن الأشياء الأخرى من حول الأدب –إن جاز التعبير- كالفلسفة والموسيقى والتاريخ والعلوم السياسية والاجتماعية، وتمكني من الاهتمام بعدد من النشاطات الإسلامية الأخرى، وقد هيأ لي هذا الاتجاه حياة طيبة.

وما ندمت عليه لحظة واحدة، وكان البديل أن أغوص في دنيا الأعمال على منوال أسرتي، ولكن هذا لم يكن بديلًا حقيقيًا بالنسبة لي.