رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آخرهم معز مسعود.. رحلة الشيوخ من ندوات ارتداء الحجاب للزواج بالنجمات

معز مسعود
معز مسعود

ظاهرة ارتباط مشاهير الفن بأهل الدعوة، قد ترجع لتسعينيات القرن الماضى، وإن كانت فى بدايتها مجرد علاقات لا تخرج عن دروس المسجد أو لقاءات نادى الصيد، وكان مضمونها لا يتعدى مجرد استشارة مشاهير الدعوة في قرارات إقبال بعض الفنانات على ارتداء الحجاب، أو اعتزالهن الفن.

العلاقة بين أهل الدعوة ومشاهير الفن تطورت بتطور دور القنوات الفضائية، والإعلام الرقمي الجديد وخرجت من حيز المسجد وسور نادى الصيد؛ حيث نمت ظاهرة الدعاة الجدد، ونمت معها علاقات من نوع جديد بمشاهير الفن ارتقت للزواج منهن، كان آخرها نبأ ارتباط الداعية معز مسعود بالفنانة حلا شيحة، وأنهما فى طريقهما للزواج، وهو ما أثار جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ خاصة أنه سبق وأن تزوج من الفنانة شيري عادل.

بعض الكتب كشفت عن تطور علاقات أهل الدعوة بمشاهير الفن؛ ومنها زواج بعض الدعاةُ بفنانات، ومن قبل ذلك كما أشرنا كانت تقتصر على استشارات سريعة عن ارتداء الحجاب واعتزالهن الفن، وهو ما نرصده فى السطور التالية:

_ عمر عبدالكافى.. شيخ النساء والفتنة
هذا الرجل يحظى بإقبال واسع متكاثر، يؤم مسجده ودروسه الآلاف، فضلا عن أن نصفهم من النساء اللاتى يكتظ بهن المسجد، ويخصص لهن ندواته فى نوادٍ رياضية أهمها نادى الصيد، حيث سمح له منذ فترة فى الانطلاق من هذا النادي إلى آذان وأسماع مئات النساء.. إنه الداعية الدكتور عمر عبدالكافى، والذى وصفه الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى بـ"شيخ النساء والفتنة" فى كتابه "عمائم وخناجر..عن كارثة التطرف فى مصر"، والصادر عام 1993 عن "سفنكس للطباعة والنشر".

هكذا كان شكل علاقة الدعاة فى هذا التوقيت برواد نادى الصيد من نجوم الفن، وسيدات المجتمع، والتى كانت لا تتعدى مجرد استشارات تتعلق بارتدائهن الحجاب، أو الإقبال على قرار اعتزال الفن، ويتابع "عيسى" قائلًا: "شهرته وسمعته ضربت الآفاق فى هذا العالم بعلاقاته بالفنانات المحجبات ودروسه التى يلقيها عليهن، وأحيانًا ما يعقده من دروس فى منزل الممثلة سهير رمزي فى حضورهن، ونساء آخريات".
_ «إمام الدعاة» الذى سلم «مفتاح الجنة» لتحية كاريوكا
فى هذا الكتاب، وهو من تأليف حسين عبدالحميد نيل، يكشف عن ملمح آخر من ملامح علاقة أهل الدعوة بمشاهير الفن، ومنها علاقة النجمة الراحل تحية كاريوكا بالداعية الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوي، وذلك عندما كانت ذات مرة تحية كاريوكا في الحرم، وكانت قد اعتزلت وارتدت الحجاب، وكانت هيئتها في منتهى التدين، فأخذت تنادي على الشيخ الشعراوي، ولكنه لم يسمعها بسبب الزحام، فنادت عليه عدة مرات وقالت له: "يا شيخ شعراوي، بُح صوتي وأنا أنادي".

"كاريوكا" قالت له: "انظر إلي حتى تعرفني" فرد عليها الشيخ: "لو عرفتك لاتجهت إليك "رأسا" لا "رقصا"، فأثار ذلك ضحك الحضور، وظل الشيخ الشعراوي يدعو لها.

بعد دعوة الإمام لتحية، التقى الإمام بتحية مرة أخرى لكن ليس فى الحرم المكي؛ كان ذلك عندما طلبت مشورته عندما وجدت طفلة رضيعة ملقاة أمام باب منزلها، فاستشارت الشيخ الشعراوي في أن تأخذ هذه الطفلة وتتولى هي تربيتها ورعايتها، فقال لها الشعراوي اكفليها وسميها "عطية الله" فهي عطية من الله، وهي مفتاحك للجنة"، وبالفعل أخذت الطفلة الصغيرة، وكفلتها وتولت رعايتها وتربيتها.
_ «دولة الدعاة الجدد».. وائل لطفى يحلل ظاهرة الدعاة الجماهيريين
فى كتابه «دولة الدعاة الجدد»، والذى صدر عام 2007 عن دار الخيال بالقاهرة؛ يكشف الكاتب الصحفي المصري وائل لطفي، أسباب ميلاد وتطور ظاهرة الدعاة الجدد وعلاقتها بالعولمة، وكيف أن المناخ العام في مصر كان بحاجة ملحة إلى طرح نمط جديد من الدعاة الجماهيريين يسحبون البساط من تحت أقدام الجماعات الراديكالية العنيفة ذات القوة والنفوذ في ذلك الوقت، خاصة أن مشاهير العلماء التقليديين أمثال الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ محمد الغزالي كان موقفهما متفاوتا رغم إدانتهما للعنف، فضلا عن افتقار دعاة المؤسسة الدينية للتجديد.

وخصص المؤلف الفصل التالي من كتابه، للحديث عن الداعية عمرو خالد وبداية رحلته مع الدعوة والمحطات التي مر بها إلى أن سطع نجمه، مستعرضا أسلوبه الجذاب في الدعوة، فضلا عن جوانب من خطابه الديني والتفاف الجماهير حوله خاصة أبناء الطبقات الراقية والفنانات المعتزلات، وهو كتاب كشف مبكرًا عن تحول العلاقات بين أهل الدعوة ونجمات السينما من مجرد استشارات تتعلق بارتداء الحجاب واعتزال الفن إلى مستوى آخر من الحميمية أدت فى نهايتها لزواج بعضهم بنجمات السينما.