رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فايننشال تايمز: إيطاليا تتحول من «رمز للوباء» إلى «نموذج للصمود»

إيطاليا كورونا
إيطاليا كورونا

سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الضوء على تحول الأوضاع في إيطاليا بعد مرور أشهر من تفشي فيروس كورونا، إذ عقدت مقارنة بين الوضع في هذه الدولة الأوروبية عندما ضرب فيروس "كوفيد-19" أوروبا، حيث اكتظت المستشفيات في إقليم لومبارديا، بؤرة تفشي فيروس كورونا في إيطاليا، بالمصابين إلى جانب أعداد الوفيات المتصاعدة وكانت بمثابة نموذج قاتم لجيران إيطاليا وهو على عكس الوضع الذي تشهده البلاد الآن والتي باتت نموذجا للصمود في مواجهة الفيروس.

وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - إن إيطاليا عرضت خلال الأسابيع الماضية مسارًا بديلًا بات أكثر تفاؤلًا وأحكمت السيطرة على فيروس كورونا.. في حين تشهد إسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة زيادة ثانية في الإصابات بعد تخفيف قيود الإغلاق.

وأشارت إلى أنه على الرغم من ارتفاع معدل الإصابات اليومي في إيطاليا إلى 1535 حالة بعدما شهدت تراجعا يونيو الماضي عندما بدأت السلطات في تخفيف القيود، لكنها تعد أحسن حالا مقارنة بمعدل الإصابات اليومي في إسبانيا وفرنسا اللتان تسجلان أكثر من 10 آلاف إصابة يوميا.. إلا أنه على ما يبدو فإن الحياة تعود إلى طبيعتها في معظم أنحاء البلاد، حيث يستمتع الناس برحلات أواخر الصيف على الشاطئ وعاد الأطفال إلى المدرسة وأعادت المطاعم والحانات فتح أبوابها.

وسلط الخبراء الضوء على ثلاثة أسباب رئيسية لصمود إيطاليا ألا وهي: أولا: كونها المتحرك الأول في هذه المواجهة.. إذ يرى فابريزيو بريجلياسكو عالم الفيروسات في جامعة ميلانو أن "إيطاليا كانت في وضع أفضل من البلدان الأخرى مثل المملكة المتحدة أو إسبانيا أو فرنسا، لأننا كنا من بين أوائل الدول في العالم في مواجهة إعصار كوفيد".

وفي هذا الصدد، أفادت الصحيفة البريطانية بأن حكومة إيطاليا ونظامها الصحي كان لديهما متسع من الوقت للتخطيط لمكافحة الفيروس بعد فرض الإغلاق ومن ثم تخفيف القيود بشكل تدريجي، مما أتاح للحكومة مرونة أكبر في إعادة فرض القيود عند الحاجة.

ثانيا: ارتفاع درجة التزام الشعب وتنفيذ الإجراءات على نحو أكثر صرامة.. إذ يستشهد مسؤولو الصحة العامة بالقبول الشعبي الكبير بالقيود، مثل ارتداء الكمامات إجباريا في المتاجر وفي وسائل النقل العام، والتزام زوار الحانات والمطاعم بكتابة أسمائهم وأرقامهم وهو إجراء تم الالتزام به بدرجة كبيرة خلال فصل الصيف.

ونقلت "فايننشال تايمز" عن استطلاع أجرته جامعة إمبريال كوليدج لندن، قال فيه 84 في المئة من الإيطاليين الذين شملهم الاستطلاع إنهم سيكونوا "راغبين بشدة أو راغبين تمامًا" في ارتداء الكمامات التي تنصح بها حكومتهم، في مقابل 76 في المئة قالوا ذلك في المملكة المتحدة.

وفي السياق نفسه، قال أندريا كريسانتي أستاذ علم الأحياء الدقيقة في جامعة بادوا: "الإيطاليون أكثر احترامًا لإجراءات التباعد الاجتماعي لمكافحة انتقال الفيروس، حتى في أصغر نشاط تجاري، يتم الالتزامه بجميع الإجراءات بدقة شديدة ".

من جانبه قال فيردياندو لوكا لوريني مدير العناية المركزة في مستشفى في بيرجامو شمال إيطاليا إن "السلوك الفردي، على الرغم من صعوبة قياسه، لعب دورًا مهمًا" في صمود إيطاليا، مضيفا: "لقد انتقلنا من الدولة الأكثر تضررًا إلى واحدة من الدول الفاعلة في إدارة الوباء بفضل وضوح القواعد منذ البداية واستعداد الجميع لاحترامها".

ثالثا: الاختبار والمراقبة الفعالة.. وفي ذلك قال كريسانتي إن مكافحة الصحة العامة للفيروس لم تركز فقط على الاختبارات الجماعية ولكن أيضًا على المراقبة الفعالة للحالات لتتبع وتعقب أي شخص كان على اتصال بشخص مصاب.