رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حياة كريمة.. مبادرة حققت مطلبها للمصريين

حياة كريمة
حياة كريمة

توحيد الجهود بين مؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، هو ما دعا له الرئيس عبدالفتاح السيسى، في بداية عام 2019، من أجل إطلاق مبادرة وطنية هي مبادرة "حياة كريمة"، التي انطلقت على مستوى الجمهورية لتوفير الحياة الكريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا.

بالفعل فور إطلاق الرئيس، المبادرة تحركت كل أجهزة الدولة في اتجاه تنفيذها، ولتحقيق الأهداف المرجوة منها، وعلى رأسها الوقوف بجانب الفئات الأكثر احتياجًا في جميع المجالات كالصحة والتعليم والسكن.

فجاءت استجابة وزارة الداخلية من خلال اتخاذ عدة إجراءات، أهمها توفير الأغذية بأسعار مخفضة بمنافذ أمان، وكذلك توزيع بطاطين بالمجان على المواطنين غير القادرين، وتوجيه قوافل طبية لعلاج غير قادرين مجانًا، بالإضافة إلى مساعدة أسر السجناء والمفرج عنهم من السجون، وتوجيه قوافل للقرى والنجوع لاستخراج بطاقات رقم قومي للمواطنين بمنازلهم، وكذلك مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة بالمواقع الشرطية.

وأيضًا إهداء ذوي الاحتياجات الخاصة كراسي مجانية، ومساعدة كبار السن والمرضى بالجوازات، بالإضافة إلى توفير الأدوات المدرسية للطلاب بأسعار مخفضة من خلال منافذ للبيع مخصصة، وسداد رسوم الطلاب غير القادرين بمبادرة من بعض الضباط من أموال زكاتهم.

تواصلت "الدستور" مع بعض المواطنين الذين استفادوا من مبادرة "حياة كريمة" في مجالات عدة.

نهاد أحمد، ربة منزل، تقول "أصبحت لا أشتري اللحوم وعددا من السلع الغذائية سوى من منافذ أمان التي وفرتها الدولة"، موضحة أن تلك المنافذ تقدم اللحوم وجميع السلع الأخرى بأسعار مخفضة وبجودة عالية، متابعة أنها كانت قد انقطعت هي وأسرتها عن تناول اللحوم منذ فترة طويلة، بسبب ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه، "كنا نسينا طعم اللحمة رجعنا ناكلها تاني، فالدولة وفرت سلعا، كانت أشبه بالمحرمة على الفقير الذي لا يملك ثمنها".

مستلزمات المدارس وجميع الأدوات المكتبية لا يشتريها أحمد سمير، موظف حكومي، إلا من معارض "أهلا بالمدارس" التي تقيمها الدولة في إطار مبادرة "حياة كريمة"، موضحًا أن تلك المعارض والمنافذ تقدم المستلزمات المدرسية بأسعار مخفضة كثيرًا عن نظيرتها بالخارج، ما يوفر عليه عبء قرب قدوم المدارس الذي كان يعمل له ألف حساب، حسب وصفه بسبب ما يتكلفه من مصروفات.

جدير بالذكر إلى أنه تم اختيار القرى التي سيتم تطبيق مبادرة "حياة كريمة" بها من خلال خرائط الفقر المحدثة، وبناء على ذلك اختير أفقر 100 قرية تتجاوز نسب الفقر فيها أكثر من 70% ومعظم هذه المحافظات في الوجه القبلي، وهي محافظات: الجيزة، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، الوادي الجديد، القليوبية، البحيرة، مرسى مطروح، وشمال سيناء.

وتعاونت "حياة كريمة" مع 14 جمعية أهلية مثل مؤسسة صناع الخير وجمعية الأورمان، فقدمت لها الدعم وأثبتت من خلاله مدى الشراكة بين المجتمع المدني والحكومة في خدمة المواطن.

كما تعاونت كذلك المبادرة مع المجلس القومي للمرأة، والذي شارك من خلال فروعه المختلفة بحملة طرق الأبواب التي أطلقها المجلس بجميع المحافظات، للتعرف على احتياجات المواطنين بالقرى الأكثر احتياجًا ورصدها لتوصيلها إلى المسئولين، حسبما أوضحت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس.

أما اشتراك وزارة الصحة بالمبادرة فتمثل أيضًا من خلال عدة أوجه، مثلما أوضحت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، التي أعلنت في 20 يناير 2019، عن تقديم الخدمة الطبية بالمجان لمليون و295 ألفًا و649 مواطنًا، من خلال 1087 قافلة طبية تم توجيهها إلى المناطق النائية والمحرومة من الخدمات الصحية على مستوى الجمهورية خلال العام الماضي.

وتم تحويل 12 ألفًا و756 حالة إلى المستشفيات لإجراء عمليات جراحية، واستصدار قرارات من المجالس الطبية للعلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي شاملة كافة المحافظات.

وكنتاج لتعاون بعض المؤسسات الخيرية في إطار المبادرة قدمت مؤسسة "صناع الخير" للتنمية بالتعاون مع مؤسسة "أبو العينين الخيرية" انطلاق مرحلة جديدة ضمن حملة القضاء على قوائم الانتظار لمرضى القرنية بالقرى الأكثر احتياجا بالمحافظات المختلفة، لتبدأ المؤسستان 28 يناير 2019، في إجراء 100 عملية زرع قرنية بالمجان تماما لمرضى غير قادرين.

والمبادرة نجحت في إطار تطوير الوحدات الاجتماعية والصحية؛ بإعادة هيكلة وتطوير ٩ وحدات اجتماعية من إجمالي ١٨ وحدة اجتماعية مستهدفة، ووحدتين صحيتين استهدفتهما المبادرة.

كما نفذت المبادرة في محور التدخلات الصحية الخاصة بالقرى؛ ٤٣ قافلة بيطرية و١٧٥ قافلة طبية، وأجرت ١٠٦٠ عملية جراحية عملية، و٣٩٢٠ عملية عيون، فيما وفرت ٩١٥٠ نظارة طبية، وتستهدف الوصول إلى ١٧٨٠١ نظارة.

ومن خلال تدخلاتها التعليمية طورت المبادرة في القرى المستهدفة؛ ٨ مدارس، وهو ما كانت تخطط للوصول إليه، فيما طورت ١٠ حضانات، وتستهدف تطوير ٣٣ حضانة أخرى.