رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة طموح من منتدى إلى منظمة دولية بقيادة مصرية

جريدة الدستور

يوقع وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا، ووزراء منتدى غاز شرق المتوسط، غدا الثلاثاء، على ميثاق تحويل المنتدى إلى منظمة إقليمية مقرها القاهرة، لدعم قطاع الطاقة في المنطقة بقيادة مصرية.

• جهود مصرية لريادة قطاع الغاز في المنطقة:
بفضل الاكتشافات الهائلة من الغاز في المناطق الاقتصادية الخالصة لمصر في البحر المتوسط، بجانب قوتها السياسية والاقتصادية، أطلقت في مطلع عام 2019، مبادرة تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط وضم لا حقا عدة دول وهي إيطاليا، واليونان، وقبرص، والأردن، وإسرائيل، وفلسطين، على أن تكون العضوية مفتوحة لمن يرغب بذلك مستقبلا.

وتخطط مصر لضم العديد من دول المنطقة لهذا التجمع مستقبلا، فقد أكدت وزارة البترول وقت إعلان إطلاق المنتدى أنه في وسع أي من دول شرق البحر المتوسط المنتجة أو المستهلكة للغاز، أو دول العبور ممن يتفقون مع المنتدى في المصالح والأهداف، الانضمام إلى المنتدى لاحقا بعد استيفاء إجراءات العضوية اللازمة.

ونص الإعلان التأسيسي على اعتزام الدول المشاركة إنشاء منظمة تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردهم الطبيعية، بما يتفق ومبادئ القانون الدولي، لتأمين احتياجات الأعضاء من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.

• رحلة تحويل المنتدى لمنظمة إقليمية:
أكد القائمون على المنتدى وقت تدشينه أنه يهدف إلى إنشاء سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الأعضاء عبر تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.

كما خطط مؤسسو المنتدى بقيادة القاهرة إلى إنشاء منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية بما يتفق ومبادئ القانون الدولي، وهو ما سيتم غدا بتحويله رسميا إلى منظمة إقليمية تحكمها اتفاقيات وقواعد مشتركة.

ومنذ تدشين المنتدى مطلع 2019، أجرى الدول الأعضاء لقاءات وقدموا مقترحات بشأن هيكل المنتدى، وتحويله لمنظمة ذات كيان مستقل يدعم مصالح الأعضاء.

وفي يناير 2020 انتهى الاجتماع الوزاري الثالث لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي انعقد في القاهرة، وتم الاتفاق فيه على الإطار التأسيسي لمنتدى غاز شرق المتوسط، من أجل الارتقاء بالمنتدى إلى مستوى "منظمة دولية حكومية" مقرها القاهرة وهو ما تم بالفعل ليضع لبنة جديدة في جهود مصر لريادة قطاع الغاز.

• أهداف منتدى غاز شرق المتوسط:
وضع المنتدى أهدافا عدة لتحقيقها والتي ستنفذ اليوم بعد تحويله إلى منظمة رسميا ذات كيان إداري وسياسي وقانوني، حيث يهدف إلى إنشاء سوق غاز إقليمي يخدم مصالح الأعضاء، من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.

وسعى المنتدى إلى تعزيز التعاون من خلال خلق حوار منهجي منظم وصياغة سياسات إقليمية مشتركة بشأن الغاز الطبيعي.

كما يهدف التجمع الإقليمي إلى دعم الأعضاء أصحاب الاحتياطات الغازية والمنتجين الحاليين في المنطقة في جهودهم للاستفادة من احتياطاتهم الحالية والمستقبلية، من خلال تعزيز التعاون فيما بينهم ومع أطراف الاستهلاك والعبور في المنطقة، والاستفادة من البنية التحتية الحالية، وتطوير المزيد منها لاستيعاب الاكتشافات الحالية والمستقبلية.

وإلى جانب ذلك سيتم العمل على مساعدة الدول المستهلكة في تأمين احتياجاتها وإتاحة مشاركتهم مع دول العبور في وضع سياسات الغاز، من أجل إقامة شراكة مستدامة بين الأطراف الفاعلة.

• دعم دولي للتجمع الجديد:
منذ تدشين المنتدى طلبت العديد من الدول الانضمام إليه سواء بشكل دائم أو كعضو مراقب، فمثلا طلبت فرنسا رسميا الانضمام إلى المنتدى، كما أبدت الولايات المتحدة رغبتها في الانضمام كمراقب بصفة دائمة، للمنتدى.

كذلك ثمنت العديد من الدول الأوروبية التكتل الجديد والذي سيدعم احتياجات القارة الأوروبية من الغاز.

• غاز المتوسط يعمق عزلة تركيا:
شكل المنتدى الجديد ضربة قوية لأطماع تركيا غير الشرعية في منطقة شرق المتوسط، لذا خرجت وزارة الخارجية التركية لتقول إنها لا تعترف بالمنتدى جملة وتفصيلا.

ووصفت الخارجية التركية منتدى غاز شرق المتوسط وقت تدشينه بأنه مبادرة غير واقعية من بعض الدول ذات الدوافع السياسية، وبأوهام من استبعاد تركيا من معادلة الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.