رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هدد بالانتحار وأرسل خطابات لعبدالناصر والسادات.. تفاصيل آخر أيام إسماعيل يس

 اسماعيل يس
اسماعيل يس

في أواخر حياة الفنان إسماعيل يس، قرر اللجوء للإعلانات عن البيرة والمنظفات الصناعية، وقدم برامج فكاهية تليفزيونية.

كان ذلك في لبنان، وبعد عودته إلى مصر بدأت النهاية الدرامية تظهر خيوطها على أسطورة فن الكوميديا، فسقط على خشبة المسرح في الإسكندرية، ولعدم وجود أماكن خالية في المستشفى أمر المحافظ حمدي عاشور، بإخلاء غرفة له، وكان تقرير الأطباء يقول إن هناك إصابة بمياه على الرئة، ويجب التوقف عن العمل سنة كاملة، بعدها قامت مصلحة الضرائب بتقدير الضرائب المستحقة عليه وكانت 30 ألف جنيه، ومن ثم قامت بالحجز على ثروته ورصيده في البنك الأهلي وبنك الإسكندرية وعمارة الزمالك التي كانت ملكًا لزوجته، وأيضًا 600 جنيه كانت ملكًا لفرقته في التليفزيون.

وعندما علم إسماعيل يس، قال: "فلوسي ف البنك ماشي، طيب مالهم ومال عمارة مراتي وفلوس الفرقة؟"، وسقط "يس"، في أزمة نفسية حادة هدد بعدها بالانتحار من بلكونة شقته في الزمالك.

وأرسل إسماعيل يس، خطابًا للرئيس عبدالناصر، يرجوه فيه أن يقف بجواره في هذه المحنة، وراح يتسول من أصدقائه فرصة للعمل، حتى أنه ذهب إلى عبدالحميد جودة السحار، مدير المؤسسة العامة للسينما، يرجوه أن يشارك في أفلام تنتجها المؤسسة.

ووعده السحار، ولم ينفذ وعده، واشتد المرض على إسماعيل يس، وراحت آلام النقرس تطارده، وهاتفه في ذلك الوقت سعيد مجاهد، صاحب ملهى الأندلس، وطلب منه أن يلقي المونولوجات في الملهى، وبالطبع اضطر أن يوافق حتى يفي بالتزاماته المادية تجاه أسرته ومصلحة الضرائب، وفي هذه الفترة تكرر سقوطه على المسرح مريضًا، فطلب من الرئيس السادات، أن يمنحه معاشًا استثنائيًا، فمنحه 20 جنيهًا، وفي هذه الأثناء رحل صديقه المخرج فطين عبدالوهاب، صاحب سلسلة إسماعيل في الجيش والبوليس وغيرها، ليدخل "يس"، في اكتئاب حاد لم يستمر سوى عشرة أيام ليتوقف قلبه ونبضه ويغلق فمه مدى الحياة، وذلك حسبما ذكرت جريدة "الدستور" عام 1997.