رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ومن الكلام ما قتل».. هكذا أنهت بعض الكلمات حياة 4 من المشاهير

كلمات أنهت حياة مشاهير
كلمات أنهت حياة مشاهير

قال الشاعر والروائي الكبير عبدالرحمن الشرقاوي:
«أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو الكلمة
الكلمة لو تعرف حرمة
زاد مزخور
الكلمة نور
وبعض الكلمات قبور».

في هذه القصيدة لخص الشرقاوي الأمر تمامًا، وهو أن بعض الكلمات قبور، وهو الأمر الذي حدث بالفعل، وكانت بعض الكلمات التي أودت بمستمعيها للموت، كما سيرد في التقرير التالي:

-الشيخ مصطفى عبدالرازق

وفي يوم 15 فبراير 1947، اجتمع المجلس الأعلى للأزهر برئاسة الدكتور مصطفى عبدالرازق- شيخ الأزهر- الذي اقترح فيه تدريس اللغة الإنجليزية لطلبة المعاهد التابعة للأزهر- لكن الشيخ حسنين مخلوف- مفتي الديار المصرية، العضو في المجلس الأعلى للأزهر اعترض على هذا القرار، وقال إن ذلك سيضعف الدين.

فصاح الشيخ مصطفى عبدالرازق مندهشًا وغاضبًا: «إضعاف الدين لا يمكن أن يأتي عن طريق أسرة عبدالرازق».

فمحمود باشا عبدالرازق- والد علي ومصطفى عبدالرازق- هو الذي اهتم بالجمعية الخيرية التي أنشأها الشيخ محمد عبده وتولى رعايتها وكفل نموها وازدهارها، وأفضال أسرة عبدالرازق على النواحي الدينية والثقافية لا يمكن تجاهلها، وخرج الشيخ مصطفى عبدالرازق من الاجتماع إلى سيارته وهو يغلي من الغيظ.
وفي بيته تناول غداءه مع أسرته، وجلس وحيدًا يسترجع ما حدث، فإذ بأزمة قلبية حادة تغتاله وتقتله.

عبدالرحمن وعلي شلش

قال الكاتب السكندري الكبير مصطفى نصر في مقال له: «سافرنا في يوم الإثنين الموافق 10 أبريل سنة 2000، أنا وسعيد بكر وعبدالله هاشم وأحمد حميدة إلى القاهرة، وكالعادة ذهبنا في الصباح إلى هيئة الكتاب، ثم دار الهلال، وهيئة قصور الثقافة- وفي المساء ذهبنا إلى نادي القصة بشارع قصر العيني لمناقشة مجموعة سعيد بكر القصصية».

وكان المرحوم عبدالرحمن شلش- المشرف على النشاط الثقافي في نادي القصة- قد أعلن عن رغبته في مناقشة مجموعة قصصية لي، فقلت له: عندي مجموعة قصصية جديدة اسمها «حفل زفاف في وهج الشمس»، فطلب عددًا من النسخ لتقديمها للنقاد ولبعض الحضور في الندوة، وبالفعل أخذت معي مجموعة من النسخ، وسلمتها له.

وحضر الندوة الكثير من الكتاب، أتذكر منهم: صفوت عبدالمجيد، ومحمد محمود عبدالرازق، وحسن الجوخ، وعبدالعال الحمامصي، ومحمد قطب، ونبيل عبدالحميد، ومحمد جبريل، الذي يحرص على حضور أي ندوة في القاهرة لكاتب سكندري، على أساس إنه سكندري مثله، أي بلدياته.

وتحدث الحضور مرحبين بنا، وجاء الدور على حسن الجوخ، فأثنى على جهد محمد جبريل في اتحاد الكتاب، فقد كان يشغل نائب الرئيس- كان رئيس الاتحاد وقتها الشاعر فاروق شوشة- وقال ما معناه، إن محمد جبريل قد ترك عمله الأدبي والصحفي وتفرغ لاتحاد الكتاب، فأثار هذا الكلام عبدالعال الحمامصي، فهو أيضًا عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب، فاعترض على كلام حسن الجوخ، من باب «هو يعني وحده الذي يعمل وباقي أعضاء مجلس الإدارة لا يعملون» وتطور الحديث بينهما إلى أن وصل للسباب.

فإذ بعبدالعال الحمامصي يصيح مندهشًا من جرأة حسن الجوخ عليه، ومما قاله له ليلتها: «ثلاثة رؤساء جمهورية لم يستطيعوا قولها، وتأتي أنت لتقولها لي؟».

واندهش لحشر الرؤساء الثلاثة «جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك» في مشاجرة كهذه، وأعتقد أن تفسيرها نابع من إحساس عبدالعال الحمامصي بأهميته لأن الرئيس مبارك يعرفه شخصيًا، ففي كل افتتاح معرض كتاب، يتحدث الحمامصي، ويقول له مبارك: "عارف يا عبدالعال، لازم أنت تتكلم"، فكيف يجرؤ إنسان على سب شخص معروف لرئيس الدولة شخصيًا؟!

فإذا بعبدالرحمن شلش يغمى عليه، فالندوة مقامة تحت رعايته وتوضيبه، فأسرع البعض في البحث بين ملابسه واستخراج حبة من الحبوب التي يتناولها، وضعوها في فمه، لكنه لم يفق، فحملوه إلى بيته، ومات في ليلتها.

موت عبدالرحمن شلش سببه مدى رقته، فهو وشقيقه علي شلش كانا في منتهى الرقة، فقد مات علي أيضًا بسبب حادث مشابه لذلك، في مؤتمر من المؤتمرات الأدبية.

صلاح عبدالصبور

وفي 12 أغسطس 1981، ذهب الشاعر صلاح عبدالصبور إلى بيت صديقه أحمد عبدالمعطي حجازي، بمناسبة عودته من باريس واستقراره بالقاهرة، وحضر اللقاء عدد كبير من الشعراء والصحفيين والفنانين، ودار الحديث عما يحدث في مصر ومحاولة السادات للتطبيع مع إسرائيل ودخولها معرض كتاب القاهرة الدولي، فإذا بالفنان بهجت عثمان، يلوم صلاح عبدالصبور لقبوله العمل مع السادات، وقال له: «أنت بعت نفسك بتلاتة نكلة».

كان الاتهام قاسيًا، خاصة عندما يكون لشاعر كبير مرهف الحس مثل صلاح عبدالصبور، وفي وجود زوجته الإعلامية سميحة غالب التي غضبت وثارت، ودعت زوجها لترك الجلسة والعودة إلى بيتهما.

وخرج صلاح عبدالصبور مع زوجته، ومات فور وصوله إلى بيته.

محمد عبدالحليم عبدالله

كما أن الكاتب الرومانسي الرقيق محمد عبدالحليم عبدالله، كان قد تشاجر مع سائق سيارة أجرة، أراد أن تنقله لبلده هو وابنه، فسبه السائق بألفاظ نابية، لم يستطع محمد عبدالحليم عبدالله احتمالها، فمات بسببها.