رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طارق الطيب يكشف لـ«الدستور» عن تفاصيل «لهو الإله الصغير»

لهو الإله الصغير
لهو الإله الصغير

تصدر قريبًا عن دار مسكيلياني رواية جديدة بعنوان "لَهْو الإلَه الصغير" للكاتب طارق الطيب في قطع متوسط، وخطّ الغلاف سمير بن قويعة، وتصميم الشاعر محمد النبهان واسم اللوحة هو "الصبي الأحمر" للفنان فرانثيسكو جويا.

وعن الرواية؛ قال الطيب لـ"الدستور": جاءتني فكرة "لَهْو الإلَه الصغير" بفيينا في مايو 2017، واختمرت فكرتها في مايو 2018، لتأخذ عامين بالتمام وتنتهي في يونيو 2020، يعني التفكير استمر فيها لمدة عام كامل، ثم كان الشروع في كتابتها في خلال عامين، لذا يمكن القول إنها استغرقت 3 سنوات في التحضير والكتابة.

أضاف: تدور أحداث (لَهْو الإلَه الصغير) في 13 فصلًا عن مولد "شمس" في ظروف غريبة تكتنفها أحداثا ملتبسة، الحكاية تأتي عبر 3 أصوات بثلاثة حروف مختلفة في الرواية: على لسان "شمس" في تفاصيل منقوصة، تكملها لنا شخصيتان رمزيتان، واحدة قريبة منه تعدل الأحداث الخاطئة وشخصية الكاشف التي تكشف لنا الأسرار وتكمل لنا الناقص، والإله الصغير له أهم الأدوار في الرواية ولذا نسبت الرواية على اسمه.

وتابع "تبدأ مأساة شمس في الوجود في مدينة اختفى منها كل البشر وكل الكائنات الحية، لتزداد مآساته التي ستكون أكبر من وجوده وحيدًا في هذا العالم، وتنتهي الرواية بمفاجأة بعيدة عن التوقع، لا يمكن الكشف عنها لعدم إفساد متعة القراءة.

وواصل "الرواية كانت منتهية في يناير من بداية هذا العام 2020، وقد ساعدت ظروف جائحة كورونا على تسهيل كتابة بعض الأحداث الضرورية في مدينة فيينا حين خلت بالفعل من البشر لساعات وأيام في العديد من أماكنها.

ومن أجواء الرواية نقرأ ثلاث كن يهتممن بي في صغري: أكبر إخواتي (نور) وخالتي (بَلسَم) وشخصية ثالثة تلوح لي من بعيد ولا أستطيع الإمساك بملامحها أو القبض على اسمها. لأسباب كثيرة كان هذا الحشد يلتف حولي ويعاملني معاملة حنونة، ربما بسبب يُتْمي، وربما لتعليمات أبي الذي خصص لي من يهتم بي ومن قبل من ترضعني، قيل إن جارتنا عِطاف هي التي أرضعتني، خالتي كانت على الدوام بمثابة أمي، لم أعرف غيرها أُمًّا، رغم أن قلبي كان يميل مَيْلًا جارفًا لعِطاف كلما رأيتها ورأيت نظرة عينها الأسيانة الدامعة.

هذا الالتفاف الأنثوي الكثيف بطّن روحي ووجداني بحالة متناقضة من الدعة والميوعة، وبنوع آخر من شعور غريب كان علىّ أن اتباهى بصفاته الذكورية التي خلعوا تاجها عليّ في كل مناسبة، أبي كان صارمًا تجاه تلك الرخاوة وطراوة المعاملة من نساء العائلة، من ناحية أخرى كان ينصفني بأنني لا أخطئ أبدًا، فكان حق أخوتي يضيع في أي كذبات اختلقها ضدهنّ أو أي مشكلات أثيرها معهن؛ لأنني كنت دومًا إله أبي الصغير ودومًا على صواب".

طارق الطيب مواليد القاهرة، انتقل في عام 1984 إلى فيينا، حيث أنهى دراسته في فلسفة الاقتصاد وهو يعيش الآن فيها، ويعمل إلى جانب الكتابة الأدبية بالتدريس في ثلاث جامعات بها، نشر حتى الآن أربع روايات ومجموعتين قصصيتين وخمس مجموعات شعرية ومسرحية واحدة وكتاب في السيرة الذاتية وكتاب في المقالات، نشرت ترجمات لكتبه في اللغات الأوروبية التالية على الترتيب: الألمانية، الفرنسية، المقدونية، الصربية، الإنجليزية، الإسبانية، الرومانية، ثم الإيطالية.

وله أيضا ترجمات في أكثر من عشرين لغة ضمن أنطولوجيات عالمية ومجلات ودوريات أدبية في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وآسيا، وشارك في العديد من المهرجانات الأدبية العالمية في أكثر من 35 دولة حول العالم، وحصل على العديد من المنح الكبرى والجوائز منها منحة إلياس كانِتي (Elias Canetti) الكبرى في فيينـَّا عام 2005 والجائزة الكبرى للشعر في رومانيا في العام 2007، وتم تعيينه كسفير للنمسا لعام الحوارالثقافي الأوروبي (EJID) في العام 2008.

حصل الطيب على وسام الجمهورية النمساوية تقديرًا لأعماله في مجال الأدب والتواصل الأدبي داخليًّا وعالميًّا، في العام نفسه 2008، حصل على زمالة "برنامج الكتابة العالمي" وبرنامج "بين السطور" بجامعة أيوا في أميركا، في العام 2008، شارك كمحكم للرواية في جائزة الطيب صالح العالمية في عامي 2019 و2020، صدر له في السنوات الأخيرة: (وأطوف عاريًا)، القاهرة 2018، (نهارات فيينا) القاهرة 2016، (الرحلة 797 المتجهة إلى فيينا) القاهرة 2014، و(محطات من السيرة الذاتية) القاهرة 2012، و(... ليس إثمًا) القاهرة 2011، و(بعنا الأرض وفرحنا بالغبار) بيروت 2010.