رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشعب فى مواجهة الإرهاب.. حينما رفض المصريون بلع «فنكوش» الإخوان

الإخوان
الإخوان

لم يدم حكم الجماعة الإرهابية في مصر طويلًا، وأثبت النظام فشله منذ اليوم الأول لتوليه السلطة، إذ تعمدوا إقصاء الكفاءات وعدم الاستعانة بالخبرات الاقتصادية والسياسية والشخصيات التي لها خبرات طويلة مشهود لها دوليًا ومحليًا فى إدارة الأزمات، كذا جاءوا لتنفيذ مصالحهم الخاصة متجاهلين رغبات الشعب المصري وحقوقه.

ليعلن الشعب المصري رفضه لتلك السياسات المتطرفة وثار الشعب في وجه الإرهابية في يونيو 2013، من أجل حفظ الدولة الوطنية المصرية، وشارك في ثورة يونيو الملايين من أبناء الشعب المصرى، كي يدافعوا عن حقهم فى هوية الدولة المصرية، ولم يتخل عنهم الجيش المصري في ذلك الوقت وتماسكوا في مواجهة أعداء الوطن في لحظة مصيرية انتهى فيها الحكم الإخواني الأسود لمصر.

• مشروع "الفنكوش" وإقصاء مختلف القوى السياسية

بدأ فشل الجماعة الإرهابية بمشروعهم "الفنكوش" والذي أطلقوا عليه "مشروع النهضة" وما كان إلا سرابا يوهمون الشعب به، ومن ثم توالت تخبطات الجماعة الإرهابية وتأكيدهم يومًا بعد يوم على فشلهم.

كان هناك إصرار دائم من قبل جماعة الإخوان أثناء الفترة السوداء التي حكموا مصر فيها، إذ مارسوا احتكار السلطة واستبعاد مختلف القوى السياسية وإقصائهم دون الاستعانة بخبراتهم في إدارة البلاد والأزمات، إلى أن وصل الأمر إلى التجاهل التام لرأي الشعب وأصوات المعارضة والاكتفاء بمكتب المرشد في حل الأزمات.

بعد إقصاء مختلف القوى السياسية والرموز السياسية البارزة في مصر عن شغل أي منصب من قبل الجماعة الإرهابية، اتجهت الجماعة إلى تنفيذ سياسة التمكين أو ما يُعرف بمخطط "أخونة الدولة"، إذ تم تعيين عدد لا بأس به من العناصر التي تنتمي للجماعة الإرهابية في مؤسسات الدولة وتقلدوا مناصب رفيعة، حتى تجاوز عددهم الألف إخواني في مناصب الدولة العليا.

بجانب المناصب الرفيعة التي سيطرت عليها الجماعة الإرهابية دون وجود خبرات لذلك، تم عمل حركة تغييرات جديدة عن تعيينات المحافظين، وأطلقوا حملة "إصلاح القضاء" والتي لاقت رفضا تاما من مختلف المؤسسات القضائية، كذا السيطرة ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، ومحاولة السيطرة على الأزهر الشريف.

• الشعب المصري يقول كلمته في 30 يونيو

تأسست حركة "تمرد" بعد 10 أشهر فقط نتيجة انتهاكات وتخبطات الجماعة الإرهابية، لتعلن عن رفض الشعب المصري لحكم الإخوان، والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتم تحديد يوم 30 يونيو موعدًا لانتهاء المهلة للاستجابة لهذا المطلب ودعت الموقعين للتظاهر بعد انتهاء المهلة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

خرج الشعب بأكمله يوم 30 يونيو لإبداء رفضه لحكم الجماعة الإرهابية وإنقاذ مصر منهم، بل إنقاذ دول المنطقة العربية كلها، والتي ثمنت حينها دول الخليج ثورة يونيو ودور الشعب المصري في حفظ أمن المنطقة من التخريب المنتظر على يد تلك الجماعات الإرهابية.

كشف الشعب المصري عن الوجه القبيح للجماعة الإرهابية أمام العالم في 30 يونيو 2013، وانتهى وجود الإخوان سياسيًا واجتماعيًا فى مصر، إذ أدرك الشعب أن تلك الجماعة أفرزت كثيرا من الأفكار المتطرفة والمتشددة فضلًا عن احتضانها جميع التنظيمات المسلحة التي تهدف لنشر العنف والإرهاب حول العالم.

موقف تركيا ورئيسها أردوغان كان على النقيض تمامًا من بقية الدول العربية والخليجية التي عززت وأيدت ثورة يونيو وموقف الشعب المصري ورفضه لحكم الإرهاب، إذ حلل وقتها الخبراء بأن تركيا خسرت وفشلت في تحقيق حلمها بعودة الخلافة وحلم إعادة الدولة العثمانية.