رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معتز مطر.. الهلفوت

جريدة الدستور

"سيتحدث التاريخ طويلًا عن جماعة حاربت لأكثر من ٨٠ سنة لتصل للمُلك.. وكانت تحظى بتعاطف الغالبية.. ولما وصلت للحكم.. انتزعت كراهية الشعب فى ٣٦٥ يومًا".. ليست هذه تغريدة لأحد المعارضين لجماعة الإخوان الإرهابية، لكنها تغريدة للإعلامى الكاذب معتز مطر، بعد ٣٠ يونيو، حين كان أحد الوجوه المؤيدة لها، بل والتى طالبت بضرورة فض اعتصام رابعة الإرهابى، لكن تشاء الأقدار أن يتحول معتز بين يوم وليلة إلى أكبر الأبواق المدافعة عن الجماعة والمناهضة لما يسمى الانقلاب على الشرعية.

هذا دليل بسيط يؤكد أننا أمام حالة من الزيف، فبين هذه التغريدة وسفره إلى تركيا وتحوله، لم يستغرق الأمر شهرين، وأصبح من كبار المحرضين على الدولة المصرية وجيشها.

٧ سنوات من التحريض والظهور الإعلامى بشكل يومى للتحريض على مصر، والصراخ والحزق وإلقاء الشعر الردىء، مقابل البذلة الفخمة و«الاستشوار» الجديد، ومنصة يظهر عليها كل يوم ليكذب ويلحس كلامه ومواقفه حين ظن أنه مقابل موقفه المؤيد فى ثورة ٣٠ يونيو، فإنه يجب أن يحصل على المقابل.

لكن كلمة السر كانت الهارب أيمن نور، الذى التقطه ليقدم له برنامجًا فى قناة الشرق، وأغراه بمقابل مادى وحياة أخرى، وهرع معتز ليكون شريكًا فى اللعبة القذرة كل مساء، والمدهش أنه يصدق نفسه، ونسى ما قاله إن مرسى العياط كان أحد الوجوه المسيئة لمصر، وإن الرئيس عبدالفتاح السيسى قد نصحه مرارًا بأن يعدل عن قراراته والإعلان الدستورى.

وتاريخ معتز مطر معروف، فقد بدأ فى العمل فى قناة «مودرن سبورت»، كمذيع رياضى، ثم أقحم نفسه فجأة فى المشهد السياسى ليكون أحد الوجوه الرافضة لجماعة الإخوان، وحين عمل كـ«مرمطون» فى الفضائيات المصرية وعرض نفسه لم يحالفه الحظ، فلم يكن منه إلا أن يستجيب سريعًا لعرض أيمن نور، ليصبح «عرفة مشاوير»، الذى قدمه عادل إمام فى فيلم «الهلفوت».. بطلًا من ورق للجماعة الإرهابية على الشاشة.

ولم يتبق لمعتز مطر شىء لم يفعله طوال السنوات الماضية، قدّم كل الأكاذيب، وباع وطنه وجيشه، وقدم كل القرابين للأتراك، لدرجة أنه قال إن قيادات الجيش المصرى تتلقى أموالًا من الصهاينة لطرد أهالى سيناء وتعذيب الشعب المصرى، وإن أغلب ضباط الجيش يأكلون ويشربون فى تل أبيب، وأشياء خزعبلية أخرى لا تخطر على بال عاقل، ولا حتى على بال أشد الكارهين للجيش المصرى، لأن كلامًا مثل هذا قد يسبب لصاحبه اتهامًا بالعبط والهبل، ولكنه الخواء الذى يملؤه بأدائه التمثيلى والمسرحى الذى ينال إعجاب الهلافيت مثله من الجهلاء الذين يصدقونه.

والسؤال لمعتز مطر: لماذا لا يحدثنا عن الصفقات التجارية بين تركيا وإسرائيل؟ وإذا قال إن الشأن التركى لا يخصه، فلماذا دافع لمدة ٣٠ دقيقة فى برنامجه، عن تركيا، حين نشرت التقارير الأجنبية الموثوقة خبرًا يفيد بتصدير تركيا شحنة لوازم طبية لإسرائيل لمواجهة فيروس كورونا؟.

ولا حرج أن تعرف أن عائلة معتز مطر معروفة بالنصب وشيكات دون رصيد، وعلى رأسهم شقيقه مهند، وشقيقه الآخر معاذ، والاقتراب من عائلته وخلفيتها أمر طبيعى، فمن هذه العائلة نشأ معتز مطر، وبالتالى فإن السر وراء تغيير مواقفه وخيانته، وعمله فى بلاط العثمانلى الجديد، هو أمر بديهى لرجل اعتاد التلون وخرج من بيت كله نصب فى نصب وضلال وسرقة.

الأكثر دهشة أنه وكل حلفائه الخونة فى الخارج لا يجيبون عن سؤال: من يمولكم؟.. ولا يجيب معتز مطر: لماذا عندما قارن مؤخرًا بين مصر وتركيا فى العقارات وهو يتحدث عن قانون التصالح، لماذا لم يضم مسئولًا تركيًا على الهاتف ويسأله: «ماذا لو بنى شخص عقارًا مخالفًا على أرض غير مرخصة له؟.. ما رد فعل الدولة التركية؟».. ولماذا فى مقارنته الدائمة بين مصر وتركيا فى سياق الحديث عن قانون التصالح لا يجيب عن هذا السؤال؟
الإجابة سهلة وبسيطة: إنهم كاذبون يا عزيزى.