رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جلسات الإرهاب».. «تيليجرام» كلمة السر في الإخوان لتجنيد الشباب

جلسات الإرهاب
جلسات الإرهاب

منذ إسقاط حكم الجماعة الإرهابية في مصر، وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد، فر أعضاء الإخوان المسلمين للخارج، هربًا من تنفيذ الأحكام القضائية التي لاحقتهم فور ارتكابهم للعديد من الجرائم، واعتمدوا في نشاطهم الإجرامي على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة لتجنيد الأعضاء الجدد في الخفاء، وتوليتهم بالمهام التي يعملون عليها من لجان إلكترونية لاستهداف قضية ما تثير الجدل في مصر أو تزييف حقائق وترويج إدعاءات لنشر الزعزعة الأمنية.

لم تقتصر مهام الجماعة الإرهابية الخاصة بالتواصل الاجتماعي على تزييف الفيديوهات والصور، وترويجها من خلال قنوات وصفحات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، بل امتد الأمر ليشمل استخدامهم لتطبيقات إلكترونية يصعب اختراقها مثل التطبيق الشهير "تيليجرام"، ويعقدون من خلالهم جلساتهم السرية لتجنيد الشباب، والاتفاق على تنفيذ الفعاليات الإجرامية.

«الدستور» بحثت عن المجموعات الخفية على تطبيق "تيليجرام"، والتي كان يصعب الوصول إليها لكن مع البحث المستمر وجدنا مجموعات تحمل اسم "جماعة الإخوان المسلمين"، و"جيل الإخوان المسلمين"، تجاوز عدد أعضائها 5000 فرد.

يعتمد الشخص المسؤول عن المجموعة على إرسال بيانات بشكل يومي للأعضاء تحمل كل ما هو جديد عن جماعة الإخوان المسلمين، وإمدادهم بمعلومات وهمية وإنجازات للجماعة ليس لها أي دليل من الصحة، من أجل تجنيد الشباب وإقناعهم بفكر الجماعة الإرهابية.

لكن ما خفي كان أعظم، فتلك المجموعات لم تكن الوحيدة التي دشنها مؤسسو الجماعة الإرهابية على تطبيق "تيليجرام"، فهناك العديد من الجروبات الخفية التي لا يستطيع أي شخص الدخول إليها إلا بعد عقد جلسة "أونلاين" مع أحد مؤسسي المجموعات الإلكترونية، والتأكد من انتماء العضو الجديد قبل إقحامه بداخلها.

ظهر تطبيق "تيليجرام" للمرة الأولى فى عام ٢٠١٣، واحتوى على خاصية إرسال واستقبال الرسائل فيما بين المستخدمين بطريقة مشفرة، بما فى ذلك الصور والفيديوهات والمكالمات الصوتية التى لا يستطيع أحد اختراقها، لذلك يضم الكثير من الحسابات والرسائل غير المرصودة أمنيًا.

وفي عام ٢٠١٨، وصل عدد مستخدمى «تيليجرام» إلى ٢٠٠ مليون شخص شهريًا حول العالم، وزادت نسبة نموه خلال عام ٢٠١٧ حوالى ٥٠٪، حسب مديره التنفيذى، ويعتبر من المواقع الاجتماعية التى لاقت تفاعلًا ضخمًا خلال سنوات قليلة، حتى أنه يحقق مليار مشاهدة فيديو يوميًا.

ويذكر أن أبرز الحوادث الإرهابية في مصر تم الاتفاق عليها سريًا من خلال تطبيق "تيليجرام"، كونه أحد الوسائط الإلكترونية الآمنة في العالم، لكن بعد التضييق الشديد من قبل الجهات الأمنية، بدأت الجماعات الإرهابية في الانتقال إلى تطبيق تطبيق TamTam، فقد أعلنت داعش من قبل على هذا التطبيق عن مسؤوليتها عن الهجوم الأخير في جسر لندن.

واعتمد تنظيم «داعش» الإرهابى أيضًا على بث رسائل وخطابات زعيمه وأعضائه من التيليجرام، وغيره من الجماعات الإرهابية تتفق على تفاصيل العمليات الإجرامية التى تنفذها من خلاله، ومن أشهر العمليات الإرهابية التى تم تنفيذها من خلاله (تفجيرات باريس عام ٢٠١٥، وتفجير ملهى ليلي في إسطنبول عام ٢٠١٧، وتفجير «معهد الأورام» فى مصر عام ٢٠١٩).

وكذلك اعتاد تنظيم «القاعدة»، خاصة خلال عام ٢٠١٨، الترويج لأفكاره من خلال إنشاء حسابات عديدة على موقع «تيليجرام»، بلغات مختلفة وجنسيات عدة، واعتبرت هذه الحسابات بمثابة «كتائب إلكترونية» للتنظيم يبث من خلالها خطاباته وأفكاره.

قررت شركة "تيليجرام" مؤخرًا تحديث سياسة الخصوصية الخاصة بها للتأكيد على تعاونها مع المحققين في القضايا المتعلقة بالإرهاب فيما عدا دولة "روسيا"، وذلك عبر تضمينها جملة تنص على أنها قد تقوم بتسليم عنوان بروتوكول الإنترنت IP الخاص بالمستخدم ورقم هاتفه في حال تلقيها لأمر محكمة يشير إلى أن هؤلاء الأشخاص مشتبه في أنهم إرهابيون، وأضافت الشركة أن هذا لم يحدث حتى الآن، وأنه إذا حدث ذلك، فسوف يتم الكشف عنه في تقرير الشفافية نصف السنوي.