رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القمص أندراوس عزمي: «مارجرجس» قِبلة لأخوة الرب.. وقداساتنا منتظمة

القمص أندراوس عزمي
القمص أندراوس عزمي

على الرغم من أنه يومًا مُخصص لخدمة أخوة الرب، إلا أنه يعتبر اليوم المُنتظر أسبوعيًا لشعب الكنيسة، ففي يوم الثلاثاء لا فارق بين غني وفقير، ولا متعلم وأمي، الجميع شعبًا واحدًا، أيادِ مرفوعة لله، وأصوات تناجيه، وتتبارى لعمل الخير سرًا.

يُعد قداس الثلاثاء في كنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس، بشرق حلوان، والواقعة في مقابل الحديقة اليابانية، معلمًا من معالم الحب والخدمة بإيبارشية حلوان والمعصرة، تحت إشراف أسقفها نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتي، والذي استمرت به حتى بعد تعرضها لحريق التهم محتوياتها منذ عامًا تقريبًا..

خدمة الروح أولًا
يبدأ يوم الثلاثاء، بصوت جهوري في تمام الساعة السابعة صباحًا، يُطلقه القمص أندراوس عزمي راعي الكنيسة، ومسؤول خدمة أخوة الرب بها، قائلًا: "يا أبانا الذي في السموات"، مُعلنًا بدء إتمام طقوس رفع بخور باكر، ليليها مباشرة القداس الإلهي، والذي شدد على جميع خدام ومخدومي الاجتماع، أهمية وضرورة حضوره، تطبيقًا لقول السيد المسيح: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ»." (مت 4: 4).

لم يكن حضور القداس فقط هو ما يشدد عليه القمص أندراوس لأبناءه من أخوة الرب وشعب الكنيسة عمومًا، بل الحضور مبكرًا لأن الله يقول "وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي". (أم 8: 17)، إضافة إلى ضرورة التناول من سر الافخارستيا، والذي يُعد غذاء الروح – بحسب تعبيره.

يعقب القداس الإلهي، الأغابي وهي كلمة قبطية تعني محبة، ويُشار بها إلى وجبة الإفطار للصائمين عقب انتهاء القداس الإلهي، ليلية مباشرة الترنيمة الروحية والتي غالبًا ما تتحدث عن علاقة الفرد بالله والرغبة في إعلان التوبة، ثم العظة التي تحوي في داخلها جرعة روحية دسمة، عن محبة الله للبشر والتي تظهر في كل ثانية من الحياة.

• خدمات الجسد..
قال القمص اندراوس عزمي، راعي الكنيسة، إن الخدمة الكنسية تنبع من دافع الأمومة الذي دائمًا ما تشعر به الكنيسة تجاه أبناءها، وبناء عليه فإنها تتعامل معهم ولاسيما فصيل أخوة الرب وفق أنها أمهم.

وأشار القمص أندراوس، إلى أن الكنيسة تدفع اخوة الرب بشكل عام للأفضل فلا تكتفي فقط بسد الحاجيات الجسدية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وخلافه، بل تسعى لتحسين مستوياته التعليمية والصحية والثقافية كذلك.

وأوضح القمص أندراوس إلى أنه لايعمل بمفرده في اجتماع أخوة الرب، بل هناك جيش من خدام الكنيسة وأبنائها المتطوعين حبًا في تلك الخدمة، التي ولم يخدم بها أحدًا إلا وشعر ببركتها – وفق تعبيره، موضحًا أن خُدام الاجتماع يقع على عاتقهم مجهود ضخم يتمثل في متابعة المخدومين، وتدوين احتياجاتهم، والحضور منذ بداية القداس الإلهي واجتماع الخدمة، وهي جميعًا أمور مُجهدة لا يحرص على المواظبة عليها إلا محبي الخدمة والساكن بداخلهم روح الله.

كما أشار القمص أندراوس إلى أن الأمر لم يقف عند هذا بل حتى الحالة الترفيهية للمخدومين تعتبر مهمة جدًا، لذا فإن الكنيسة اعتادت على إطلاق مصيفها السنوي لخدمة أخوة الرب، بمدينة مرسى مطروح، مؤكدًا أن أخوة الرب هم من أفضل فئات الكنيسة بحسب وصية السيد المسيح.

كما أن الكنيسة تكشف اهتمامها بالمرضى من أخوة الرب، بدء من الكشف الطبي حتى العمليات الحرجة بالنسبة للحالات المستحقة، مرورًا بالعلاجات والمتابعة الطبية والرعاية المستمرة.

• عامًا على الحريق
"وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ." (رو 8: 28).. بذلك النص الكتابي علق القمص اندراوس على الحريق الذي طال الكنيسة منذ عامًا تقريبًا، مؤكدًا أن على الرغم من الحزن الذي طال الإيبارشية عمومًا وعلى رأسها نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتي الذي بذل الجهد البالغ في مساعدة الكنيسة للوصول إلى المرحلة الحالية وعودة القداسات، إلا أن الشعب جميعه يعلم أن كل شئ يسمح به الله هو خير.

وأشار القمص أندراوس أن الكنيسة حاليًا عادت لانتظام القداسات بشكل طبيعي في مواعيدها التي كانت عليها قبيل الحريق، في الكنيسة الداخلية والواقعة في البدروم، الى ان تنتهي من البناء الكامل.

كما أكد القمص أندراوس ان القمص سمعان سمعان راعي الكنيسة كذلك، بذل جهدًا كبيرًا منذ حريق الكنيسة وحتى الآن في الخدمة الكنسية، وفي متابعة البناء، مشيرًا إلى أنه والقمص سمعان، يسيران وفق توجيهات الأنبا بيسنتي الذي يصلي لاجل جميع كنائس وخدمات الايبارشية- وفق تعبيره.