رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كلمات قديمة ومعانى جديدة".. ما دلالات كلمة نتنياهو فى احتفال السلام بواشنطن؟

نتنياهو
نتنياهو

يعرف كثيرون شغف بنيامين نتنياهو بالكاميرات، وحبه لإلقاء الخطابات المثيرة، وبينما يرتجل معظم قادة العالم في المناسبات، إلا أن نتنياهو يلتزم حرفيا بالنص المُعد مسبقاً، ويقصد توجيه رسائل بعينها في كل كلمة يلقيها أمام الكاميرات، رغم أنه يعتمد في كثير من الأحيان على تكرار بعض أفكاره السابقة.

في الكلمة التي قالها "نتنياهو" أمس في حفل توقيع السلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين، استخدم نتنياهو كلمات قديمة لكن بمعاني جديدة.

في البداية شكر نتنياهو وزيري خارجية الإمارات والبحرين على "جمع كل أبناء إبراهيم معا"، وخاطب الشعوب التي وقع قادتها على الاتفاق وقال: السلام عليكم، وهو النمط الذي اعتاد الحديث به سابقاً، عند الحديث عن التطبيع، وقبلها كان يستخدم بعض الكلمات العربية عند إرسال التحيات والتهنئة بحلول شهر رمضان أو عيد رأس السنة الهجرية من خلال فيديوهات ينشرها على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماع.

تحدث نتنياهو بلغة رجل السلام، بعد أن كان يتحدث بلغة رجل لا يخاف الحرب ويستعد لها، كانت أشهر عباراته هي تهديدات موجهة لكل من حماس أو حزب الله أو إيران، مثل "مستعدين لكل سيناريو"، " سنرد في الوقت المناسب والمكان المناسب"، "لا تختبرونا"، "لن أقول لعدونا ما الذي سيواجهه".

في احتفالية أمس قال نتنياهو :"جروح الحرب تخلق عظمة السلام، لقد علم التاريخ أن القوة تجلب الأمن وتجلب الحلفاء في النهاية، كما عبّر الملك داود عن هذه الحقيقة في القدس منذ آلاف السنين"، وأضاف نتنياهو حديثه بالقول: "الله سيبارك شعبه بالسلام. هذا الأسبوع سنحتفل برأس السنة، ويا لها من نعمة، نعمة صداقة وأمل وسلام".

ثم تحدث عن الحرب مرة أخرى، ولكن بلغة أخرى، بلغة رجل يدعو للسلام، قائلاً :"شعب إسرائيل يعرف جيدًا ثمن الحرب، وأنا أعلم ذلك. لقد أصبت في المعركة، وتوفي أحد أصدقائي المقربين بين ذراعي، وتوفي أخي يوني عندما قاد جنوده لإنقاذ الرهائن في عنتيبي، واستمر حزن والداي على وفاة يوني حتى وفاتهم، رأيت نفس الحزن معهم. لهذا السبب أنا متحمس لوجودي هنا اليوم. أولئك الذين يعرفون آلام الحرب، يرحبون بتحقيق السلام".

ليست هذه المرة التي يتحدث فيها نتنياهو عن مقتل شقيقه "يوني"؛ هذه القصة يحكيها من فوق كل منصة، ولكن عندما كان يتلوها نتنياهو كان يتحدث بالقوة والانتقام، اليوم هو يستخدم نفس القصة ولكن في الحديث عن السلام.