رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خطة الاختراق».. كيف زرعت «الإرهابية» عناصرها داخل الأحزاب السياسية؟

الإخوان
الإخوان

اعتادت جماعة الإخوان العمل في الخفاء، ودس سمومها في كيانات أخرى، فالتنظيم الإرهابي عاش أغلب تاريخه في الظلام، عمد إلى زرع عناصؤه في أعرق الأحزاب السياسية المصرية، ليكون لديها جواسيس تنقل ما يدور داخل تلك المقار، وأيضا نشر فكر الجماعة داخل هذه الأحزاب.

واعترف قادة الإخوان في تصريحات إعلامية بمحاولة اختراق الأحزاب السياسية منذ تأسيس الجماعة على سيد حسن البنا وحتى بعد أن ثار عليهم المصريين وطرودهم من الحكم وأصبح من المستحيل أن يعودوا للشارع، لذا تحاول زرع عناصر داخل أحزاب قائمة.

"الدستور" تستعرض طرق الجماعة الإرهابية فى اختراق الأحزاب السياسية في مصر، واعترافات قادتها بهذه الخروقات.

اختراق الحزب الشيوعي في عهد البنا
انتهجت جماعة الإخوان مبدأ إختراق الأحزاب السياسية منذ بداية تأسيسها على يد حسن البنا، وكان أول هذه الخروقات عندما تم زرع فرج النجار داخل الحزب الشيوعى المصرى، بعدما تم حل الجماعة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان وقتها من أهم الأحزاب التى تختلف أيدلوجيا مع الجماعة.

وظل "النجار" الذي يعتبره أعضاء الإرهابية من أهم رموزها يترقى في الحزب الشيوعي حتى أصبح الرجل الثاني دون علم الأعضاء بحقيقة انتماءه للإخوان.

مقتل "ماهر" على يد إخواني اخترق الحزب الوطني
فوجئ قادة الحزب الوطني في عهد حكومة أحمد باشا ماهر بتورط أحد أعضائها في اغتيال رئيس الوزراء وهو محمود العيسوي الذي أكد أثناء التحقيق معه أنه ينتمي للحزب الوطني، نافيًا علاقته بالإخوان، وبرر قتله لرئيس الوزراء الأسبق بسبب محاولته إشراك مصر في الحرب العالمية الثانية.

وأثارت تصريحات العيسوي حفيظة أعضاء الحزب الوطني، فعلق عبدالرحمن بدوي، عضو اللجنة العليا للحزب، في سيرته المنشورة تحت عنوان "سيرة حياتي"، أن الحزب لم يكن يومها يمتلك جناحًا عسكريًا ولم يفكر بذلك أبدًا ولم تكن له نية لاغتيال أحمد ماهر، ولم يتعاطف أحدًا من الحزب مع العيسوي من أعضاء أو قيادة الحزب الوطني.

وبعد سنوات من الاغتيال اعترف قيادات الإخوان أن العيسوي كان جزءًا من التنظيم وتم زرعه في الحزب الوطني، ففي مذكرات سيد سابق، المرجع الديني والقيادي الأبرز في الجماعة، كتب: " اغتيال أحمد ماهر باشا نفذه التنظيم الخاص للجماعة وأن محمود العيسوي كان منخرطًا سريًا في التنظيم حتى وإن اعتقد الجميع أنه منخرطا بالحزب الوطني".

اختراق حزب مصر الفتاة
اعترف محمود عساف، أمين سر حسن البنا، في مذكراته بعمليات الاختراق للأحزاب السياسية المصرية قائلا: "وجدنا أنه من بعد النظر أن نعلم ماذا يدور في أدمغة قادة مصر الفتاة، فكلفنا أحد الإخوان بالانخراط في الجمعية، هو المرحوم أسعد السيد أحمد،الذي انضم إليها وبرز فيها سريعًا لما كان له من نشاط".

محاولات يائسة لاختراق أحزاب
في عام ٢٠٠٥ استطاع أعضاء الإرهابية السيطرة على ٨٨ مقعدا في البرلمان على الرغم من عدم وجود حزب سياسي، وأعادت المحاولة مرة أخرى في عام ٢٠١٤ بعد طردهم من الحكم بعد ثورة ٣٠ يونيه.

حاول الإخوان الزج بأعضائهم غير المعروفين للانضمام إلى الأحزاب السياسية، أو من خلال توجيه مباشر بالمال وهو ما تعرضت له بعض الأحزاب.

واعترف حسام الدين على المتحدث باسم حزب المؤتمر الذي أسسه عمرو موسى مرشح الرئاسة السابق، في تصريحات إعلامية سابقة باكتشاف محاولات اختراق إخوانية بهدف الوجود والتأثير على الحزب، قائلا: «لقد اكتشفنا عملية الاختراق من نحو 200 عضو في محافظة الشرقية بدلتا مصر ورفضنا ضمهم بعد أن عرفنا ذلك من اجتماعات تسربت لنا.



وتابع:" لدينا معلومات بأن الإخوان سيقدمون بعض المرشحين من الشخصيات غير المعروفة ليكونوا على رؤوس قوائم بعض الأحزاب المدنية في مقابل التبرع بالأموال لدعم حملات بعض الأعضاء والشباب في هذه الأحزاب يعني بجانب كل مرشح في الانتخابات من هؤلاء يجري الإنفاق على خمسة مرشحين آخرين وهي أسماء لأحزاب معروفة لكنني لا أستطيع ذكرها في هذا المجال إنما أستطيع وصفهم بأنهم من اليسار الجديد والليبرالي القديم".

وأكد هذه المحاولات اليائسة الجماعة اعتراف عباس قبارى، المتحدث الإعلامى باسم المكتب العام للإخوان، لبعض المواقع الإخوانية منذ شهور بأن الإرهابية سمحت لعناصرها بالانضمام لأحزاب سياسية.