رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نزوح مريم» توثق «جحيم سوريا» الذي أججه الإخوان

نزوح مريم
نزوح مريم

يرصد الروائي السوري محمود حسن الجاسم٬ في روايته "نزوح مريم"، المشهد السوري وكيف وصلت به جماعة الإخوان الإرهابية٬ لتخريب سوريا وتشريد الملايين من أهلها في بقاع الأرض الأربعة٬ ناهيك عن آلاف القتلى.

فمن خلال رصد للانقلاب الذي حل بحياة بطلة الرواية المسيحية "سارة"٬ والتي قاطعها أهلها بعدما تزوجت من هاشم المسلم، أمام سعادتها وحب حماتها خديجة٬ التي عاملتها أحسن من بنتها وجعلتها تعيش حرفيا في الجنة جنتها.

"الحلم ينقلب بكابوس 2011 تلك السنة السوداء التي لم يعد شيء بعدها كما كان قبلها٬ تلك التي بدأت مع الكذبة التي أطلقها المأجور عزمي بشارة عن تقطيع أصابع بعض الأطفال وتعذيبهم٬ فخرجت المظاهرات لأول مرة في درعا من بعد صلاة ظهر الجمعة في يوم أسود لم تعد الحياة كما كانت قبها بالنسبة لسارة٬ التي فقدت زوجها وابنتها مريم".

علي لسان الراوية: "تقشعر الأبدان من مشاهد الحرق والقتل والترويع٬ التي نشرتها داعش وأخواتها وكل مرتزقة الأرض في سوريا بالتحالف مع العدو الأول للشعب السوري ألا وهم جماعة الإخوان الإرهابية، فحولت سوريا من جنة الله في أرضه إلى جحيم طارد لساكنيه، وبتحالف جماعة الإخوان الإرهابية مع داعش وأخواتها٬ ودخلوا لما بدأت المظاهرات، والضرب في الجيش السوري كان التكأة التي بدأ منها جحيم النزوح والتشريد لدرجة أن الرقاوية ترحموا علي قمع آل الأسد وحسبنوا في المظاهرات والساعة التي اندلعت فيها".

تلح الراوية عبر صوت شخصية الرواية الرئيسية "سارة" على فكرة واحدة تخايل متلقيها خلال قراءة الرواية٬ ألا وهي فكرة أننا ضد نفسنا٬ ضد أمننا وحياتنا كما نعرفها حتي بكل ما فيها من منغصات وهموم.

كما تتطرق الرواية إلى التكنيك الجهنمي الشيطاني الذي اعتمدته الجماعة الإرهابية في تخريب دول المنطقة٬ من خلال زرع الشقاق والكراهية من جانب جموع المواطنين السوريين تجاه أفراد جيشهم النظامي ورجال الأمن بشكل عام، بل والتحريض على قتلهم ونزع أسلحتهم كلما تسنى هذا لأي مواطن.

فمن خلال شخصية "بشير" ضابط الشرطة وهو شقيق "هاشم" زوج سارة وعم مريم٬ يتحول حب أهل المزرعة الجارف لهاشم وأسرته ومن بينها بشير إلى كره وتحريض عليهم من أول الامتناع على البيع لهم حتى ما يحتاجونه من طعام وشراب٬ إلى اقتحام منزل العائلة ومطاردة بشير الذي هرب في اللحظة الأخيرة، قبل أن تطاله أيدي جيرانه٬ بعدما زرعت الجماعة الإرهابية حقدها الأسود وسمومها في صدور أهل المزرعة تجاه بشير كونه جزء من النظام الحكومي الرسمي.