رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«زواج إلكتروني».. يبدأ بـ «التعارف» وينتهي بـ «الزنا»

زواج
زواج

«هل أنت جاد؟.. إذا كنت من الجادّين للزواج، تقدّم لي، سأرسل لكَ صورتي عبر الماسنجر، إذا قرّرت الزواج منّي». جُمل مرموقة، مسموعة، مُستخدمة كثيرًا عبرَ صفحات الزواج الإلكتروني على منصّات السوشيال ميديا، تنتشر بسرعة البرق بلا ضوابط أو رقيب، لا يصفد نارُها، ولا يهدأ أنينها - فقط - هي من تُحي السعادة الزوجية بعد رَميمُها؛ ولكن خلالها تقع الفاحشة، وتتحول مسارها مع مرور الوقت، لتصبح الوجه الآخر للدعارة، فهي الآن انحرفت عن هدفها الأصلي واتخذت من مسمياتها، ستار لتشجع على الفسق.

صفحات غير مقننة تدعو للزواج الإلكتروني، انتشرت خلال الآونة الأخيرة بين مُستخدمي فيس بوك، وجُعل منها فراشًا زوجيًا غير شرعيًا، تجد خلالها وجوهًا من جميع الدُول، وصورًا غير أخلاقية، فالسيّدات خلالها، لهن طريقتهن في عرض صورهن على من يريد الزواج.

«أحببتها ثُمَّ وقعتُ في جمالها.. وصوّرت لي جسدها عاريًا.. فمارستُ معها الزنا».. استشهدنا في هذا الموضوع بقصّة شاب وفتاة وقعت عبر إحدى صفحات الزوجية على «فيس بوك» وقاما معا بعلاقة جنسية؛ قد يكون بداية تعارف وتمهيدًا لزواجهما، ولكن بماذا انتهت القصة، وباختصار؟.

في ديسمبر 2015، نشرت مُطلّقة تدعى «نهى سلطان» - اسم مُستعار - صورتها على صفحة تُسمى «زواج مجاني» على «فيس بوك» وطلبت من خلالها زوجًا بعد طلّاقها.

تلك الفتاة- كانت حينها - أتممت عامها الثاني والعشرين؛ فهو عُمر الطفولة الزوجية - حسبما يقول أطباء علم النفس- يقولون: «إنَّ سنّ العشرين، هو الأكثر إثارة وقد يجعل الفتاة طائشة تفعل ما لا يجوز»، وهذا فعلته المُطلّقة الصغيرة.. وقعت في الزنا بإرادتها!!.

وعدها أحد الشباب يبلغ من العُمر 26 عامًا، بالزواج؛ لكن لديه شروط أولها، أنّ تُرسل له صورًا شبه عارية ليتأكد من جمالها، وهو ما يخالف الشرع؛ ووافقت الفتاة، ثُم استدرجها بكلامه، وطلب منها - بعد شهرين من علاقتهما - ممارسة الزوجية قبل عقد القران، والذي قوبل بالرفض في بداية الأمر؛ لكن وعدها بأنَّه سيعقد زواجًا شرعيا بعد نهاية هذه الليلة فوافقت، وقاما بممارسة الرذيلة، ثُمَّ غادرها متجاهلًا علاقتهما، ناسيًا كُلَّ وعوده لها.

هذا هو حال آلاف الصفحات غير المُقننة، التي تدعو للزواج وعقد جلسات تعارف بين الزوجين، فتُرسل السيدات صورهن إلى هذه الصفحات، وهن شبه عاريات، يطلبن التعرف على أصدقاء جُدد، ولا يمنع مسؤول تلك الصفحات من نشر هذه الصور.

وتحمل تلك الصفحات عناوين عدة مثل موقع الزواج الشرعي، زواج مجاني، تعارف الطيبين والطيبات، زواج ملتزمين وملتزمات، الزواج الحلال للجادين، زواج أرامل ومطلقات.

ويدّعي بعضها الباحثين عن عزّاب أو عازبات مسلمين للزواج بطريقة ملتزمة بالمعايير الإسلامية للخطبة والزواج؛ ولكن في الواقع هم يقومون بالجمع بين العزّاب والعازبات من جميع أنحاء العالم للوقوع الفاحشة والرذيلة.