رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مختار نوح: صفحات «الإخوان» تبث فيديوهات مفبركة وقديمة لضرب الاستقرار

 المحامى مختار نوح،
المحامى مختار نوح، القيادى السابق

قال المحامى مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، إن الجماعة تركز فى دعوتها للنزول بـ«تظاهرات ٢٠ سبتمبر» المزعومة على توظيف منصات التواصل الاجتماعى لإيهام المواطنين بوجود حالة غضب شديدة بين صفوف المصريين، خاصة فى ملف التصالح فى مخالفات البناء وبث الشائعات حوله.
وكشف «نوح»، فى حواره مع «الدستور»، عن إصدار قيادات «الإرهابية» توجيهات لعناصر الجماعة بعدم المشاركة فى تظاهرات ٢٠ سبتمبر على الأرض، والاكتفاء بـ«التحريض الإلكترونى».

وأضاف: «الشعب المصرى واعٍ لما يحاك ضده من مؤامرات وألاعيب تقف وراءها الجماعة الإرهابية، ويعلم يقينًا أن الهدف من وراء هذه الدعوات المأجورة زعزعة الاستقرار والانتقام من القيادات الوطنية التى أنقذت مصر فى عام ٢٠١٣ من مستقبل أسود فى حال استمر الإخوان فى حكم مصر».

■ بداية.. ما توقعاتك بشأن دعوات التظاهر فى ٢٠ سبتمبر؟
- تحاول الجماعة الإرهابية جاهدة حشد المواطنين للنزول فى «٢٠ سبتمبر»، ووجهت عناصرها بعدم المشاركة والاكتفاء بـ«التحريض الإلكترونى».. يعنى «هتسخن الناس بس»، لكنهم لن يخرجوا فى هذه الدعوات خوفًا من الملاحقة الأمنية، وبسبب انفصال القواعد عن القيادات الهاربة.
وأحذر المواطنين من الاستجابة لمثل هذه الدعوات المشبوهة، لأنها فى الأصل عبارة عن دعوة للمواطنين ليكونوا حطبًا لنار تشعلها «الإخوان» ولن تقترب منها نهائيًا، ودعوة للمواطنين لكى يموتوا أو يسجنوا أو أن تطاردهم الجماهير التى أصبحت تلتف حول بلدها وقياداتها الوطنية، ومحاولة للانتقام من القيادات الوطنية التى أنقذت مصر فى عام ٢٠١٣ من مستقبل أسود فى حال استمر الإخوان فى حكم البلاد.
كل ما تنشده قيادات «الإرهابية» من وراء الدعوة للتظاهر فى هذا اليوم هو التقاط مجرد صور أو كتابة خبر عن الغضب فى الشارع المصرى فقط، لا يهمها بعد ذلك من يموت أو من يسجن، خاصة أن عناصرها لن تشارك على الأرض، هذا إن كان لا يزال لديها عناصر من الأساس.
■ هل تتوقع أن تجد دعوات النزول فى «٢٠ سبتمبر» أى صدى فى الشارع المصرى؟
- بالطبع لا.. فالشعب المصرى يعى تمامًا ألاعيب الجماعة الإرهابية الخبيثة، كما أنه يعلم يقينًا الهدف من وراء هذه الدعوات المأجورة التى تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن، دون أن تكلف الجماعة أى خسائر.
الشعب لديه يقين بأن وجود الجماعة أو عودتها للمشهد أصبح هو والعدم سواء، فحتى أتباعها أو الذين كانوا متعاطفين معها أصبحوا على يقين من تعرضهم للخداع والاستغلال خلال الفترة الماضية، مع انكشاف العديد من الأسرار الخاصة بالتنظيم والخلاف المشتعل بين قادته على أموال التبرعات وغيرها من الأمور الخلافية.
■ وما الآليات التى ستلجأ إليها الجماعة فى الحشد لهذه التظاهرات؟
- من متابعتى الشخصية، هناك تحركات حثيثة للجماعة بتوظيف منصات على مواقع التواصل الاجتماعى لإثارة الفتنة وإيهام الجماهير بوجود حالة غضب بين صفوف الشعب المصرى، واستغلال ملف التصالح فى مخالفات البناء بقوة للحشد، ونشر الشائعات حوله، على الرغم من أن توجهات الدولة فى هذا الملف تنحاز لصالح الشعب، وتهدف للمحافظة على الرقعة الزراعية ومياه النيل وغيرهما، ناهيك بالطبع عن نشر فيديوهات قديمة تعود إلى ٢٠١٣ و٢٠١٤ وإيهام المشاهد بأنها حديثة، وتوظيف آلياتها الإعلامية فى الفترة الحالية للتركيز على الحشد.
المضحك أن بعضًا من مقاطع الفيديو التى تستخدمها الإخوان فى التحريض وتروجها على مختلف منصاتها، ليست ضد الدولة ولكنها تهتف للرئيس السيسى وتدعمه ضد الجماعة.
■ هل تستطيع الجماعة بوضعها الحالى تنظيم تظاهرة؟
- استطاع الأمن المصرى فرض سيطرته على «الجماعة»، ونجح فى اختراق تنظيماتها السرية، ومحا وجودها على الأرض تمامًا، وتمر جماعة الإخوان بفترة من الضياع لا مثيل لها، لدرجة أن عناصرها يرشدون عن بعضهم البعض، وهناك حالة غضب شديدة تنتاب شبابها تجاه قياداتها لأنهم يعتقدون أنهم تعرضوا لأكبر عملية احتيال وتضليل فى التاريخ، وأنهم بذلوا الغالى والنفيس فى سبيل من لا يستحقون، خاصة عقب سقوط قناع الدفاع عن الدين وخروج أنباء الخلاف على أموال الجماعة إلى العلن وتبادل الاتهامات بين القيادات والشباب.
■ كيف تُدار الجماعة حاليًا فى ظل الحديث عن وجود انشقاقات كبيرة داخلها؟
- الجماعة منشقة بشدة وتعانى من ذلك منذ فترة طويلة ليست حديثة، وذلك فى الأصل ناتج عن وجود هيكلين لإدارة الجماعة، الهيكل السرى وهو المتحكم فى إدارة الجماعة وتوجيهها، والآخر هو مكتب الإرشاد وهو الشكل الظاهرى الصورى للجماعة، ونتيجة انفراد الهيكل السرى بإدارة الأمر داخل الجماعة وعدم وجود الشورى، وصل الأمر إلى وصف مخالفة الرأى بالجريمة والعصيان، وشبت خلافات شديدة داخل الجماعة، وتطور الأمر بعد ٢٠١٣ إلى انشقاق بين القواعد والقيادات بعدما كان فى السابق خلافًا بين القادة فقط لا يتم تصديره إلى المشهد العام حفاظًا على ترابط الجماعة.
■ ما الهدف من وجود هيكل سرى لإدارة الجماعة؟
- الهيكل كان الهدف منه الحفاظ على وجود الجماعة بشكل دائم ووجود ضمانات لاستمرار وجود منظومة إدارة داخل الجماعة، حتى مع تعرض القيادات للحبس أو الملاحقة وغيرهما، فالهيكل السرى غير معلوم وقياداته لا تتحدث فى الإعلام أو تخرج للعلن رغم أنهم المتحكم الأساسى فى كل أمور الجماعة، ومكتب الإرشاد ليس إلا واجهة يرسل إليه بعض القرارات حتى يصدرها فقط.
محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، الذى جرى إلقاء القبض عليه مؤخرًا، كان قائد هذا الهيكل أو التنظيم السرى منذ التسعينيات، وكان له مطلق الصلاحيات الإدارية فى الخفاء، وذلك يفسر القبض عليه بعد ٧ سنوات من ثورة ٢٠١٣.
■ بذكرك محمود عزت وأنه قائد الهيكل السرى.. ما تأثير القبض عليه على مستقبل التنظيم؟
- القبض عليه سبّب هزيمة نفسية كبيرة للتنظيم، والأكثر كارثية على وضع التنظيم والجماعة، أن القبض على محمود عزت لا يؤثر على مصر فحسب، ولكن على الأفرع العربية داخل الجماعة التى أصيبت فى مقتل بالقبض على قائد التنظيم السرى، فالجماعة كانت باقية باستمرار وجود محمود عزت وتحكمه بالأمر، أما الآن فالوضع إلى مزيد من السوء للجماعة.
■ أى الدول العربية قد تشهد تأثرًا شديدًا بوضع الجماعة بعد القبض على «عزت»؟
- فى الأصل وقوع التنظيم فى مصر له تبعات سلبية على وضعه فى جميع الأقطار العربية، ومنه ما نشهده من تراجع للتنظيم فى السودان والضغط عليه عسكريًا فى ليببا، ولكن أظن أن تونس ستكون الأكثر تأثرًا بالقبض على «عزت»، فى ظل أن الجماعة كانت قد تمكنت من الأمر بشكل كبير فى الفترة الماضية، ولكن بعد القبض عليه أصبح مستقبلها فى خطر، فالهزيمة النفسية التى سببتها عملية القبض على «عزت» تؤثر على وجود الجماعة، خاصة أنه لم يكن قياديًا عاديًا ودوره يمتد إلى المستوى الإقليمى.
■ من بديل محمود عزت؟
- لا يوجد بديل لـ«محمود عزت» حتى الآن، لأنه كان القيادى الأوحد، وآلية اختيار القيادى الخاص بالتنظيم السرى فى السابق كانت قائمة على المجلس الخاص الذى يضم خيرت الشاطر ومحمود عزت وغيرهما، والآن جميع عناصره فى السجون، وبالتالى فلن يكون هناك قائد للتنظيم السرى للجماعة وسوف يظل وضعها متشرذمًا يسوده التفتت والخلاف.
ولعلك تذكر أن محمود عزت كان يحافظ على وجوده فى قيادة التنظيم رغم اختفائه بمحاولة تأكيد وجوده كل فترة من خلال الخروج ببعض الرسائل حتى ينفى عن نفسه القبض عليه، خاصة مع محاولات سابقة لبعض القيادات الهاربة فى الخارج لأخذ هذا المنصب منه.
■ وماذا عن آلية إدارة الأمر الآن داخل الجماعة فى ضوء هذه الانشقاقات والخلافات الشديدة؟
- عملية إدارة الجماعة الآن تشهد حالة من الغباء الظاهر والمشهود الذى يتسبب فى تعميق حالة الانشقاق الشديد وتدخلها فى عمليات عنف وقتل وتدمير، وتخلق حالة من الانفصال بين القيادات والقواعد.
■ هل ستبقى الجماعة دون مرشد جديد؟
- بالطبع، خاصة مع التزاحم الشديد على منصب المرشد الجديد، والنزاعات المالية، ولكن هناك تحركات لمخابرات دولية تحاول التوفيق بين أجنحة «الإخوان» لاختيار اسم المرشد الجديد، ومنها مخابرات قطر وتركيا وبعض الدول الغربية المشهود لها دعم التنظيم واحتواء عناصره وتنظيمه الدولى.
وأتوقع أن المحاولات التى تجريها تركيا وقطر لصد الانشقاقات، ستكون نتيجتها التضحية بقيادات داخل التنظيم فى الفترة المقبلة حتى تضمن التوافق الداخلى للجماعة وتجنب حدوث تمرد كبير.