رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المتطوعون فى تجارب «لقاح كورونا» يتحدثون لـ«الدستور»

لقاح كورونا
لقاح كورونا

أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، السبت الماضى، عن بدء إجراء التجارب الإكلينيكية على لقاح فيروس «كورونا المستجد» فى مرحلته الثالثة، وذلك فى إطار تعاون مع الحكومة الصينية، وشركة «G42» الإماراتية للرعاية الصحية.

ومن المفترض أن تشارك مصر فى تلك التجارب الإكلينيكية من خلال ٦ آلاف متطوع، على أن يتلقى كل منهم جرعتين من التطعيم بينهما ٢١ يومًا، ثم متابعته لمدة عام كامل، للتأكد من فاعلية اللقاح ومدى أمانه على الصحة.
فى السطور التالية، تحاور «الدستور» عددًا من المتطوعين للخضوع لهذه التجارب، للتعرف على الأسباب الرئيسية التى دفعتهم لتلك الخطوة.

حسنى: أنا وابنى سجلنا.. وشروط صارمة للقبول
البداية مع الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس «كورونا المستجد» بوزارة الصحة والسكان، الذى قال إنه سجل اسمه ونجله فى قائمة المتطوعين لإجراء التجارب السريرية، معتبرًا ذلك واجبًا وطنيًا على كل من تنطبق عليه المواصفات.
وأضاف «حسنى»: «التجارب السريرية للقاح تجرى فى دقة بالغة، والمتطوعون يحصلون على رعاية مكثفة لمدة شهرين، ثم متابعة دورية لمدة عام، للتأكد من فاعلية اللقاح، وفى حال ثبوت نجاحه، فإنه سيكون بارقة الأمل لكل المصابين حول العالم».
وبَين أن التسجيل يتم إلكترونيًا عبر موقع وزارة الصحة والسكان، إلا أنه يحتاج إلى عدة شروط، أهمها أن يكون المتطوع بصحة جيدة وغير مصاب بأى أمراض مزمنة، ولا يعانى من حساسية الصدر أو أمراض عصبية، وأن يكون عمره فوق الـ١٨ عامًا.

نعيم: «اللقاح لو مش هيفيد مش هيضر»
قال نعيم عشماوى، ٦٥ عامًا، من منطقة «إمبابة» فى الجيزة، إنه ذهب إلى مركز المصل واللقاح، صباح أمس، لتسجيل طلب بالتطوع لإجراء التجارب السريرية، بهدف مساعدة البشرية على تخطى حالة الرعب التى تعيش فيها حاليًا جراء الوباء.
واعتبر «عشماوى» التطوع خدمة إنسانية لكل البشر، معربًا عن ثقته الكبيرة فى الدولة المصرية وكفاءة تعاملها مع ملف أزمة «كورونا»، متابعًا: «مصر مش هتضرنا.. واللقاح لو مش هيفيد فهو مش هيضر». وقال إنه سيعقد مساء اليوم جلسة عائلية تضم أبناءه وأقاربه، ليحدثهم عن أهمية التطوع فى التجارب السريرية للقاح، التى تنظمها الدولة بالتعاون مع الصين، قائلًا: «متخافوش أبدًا.. إنتم فى إيد أمينة». ودعا الشباب بشكل خاص للمشاركة فى التجارب السريرية، لأن صحتهم البدنية تسمح لهم بأن يتفاعلوا مع اللقاح ويكشفوا عن آثاره الجانبية وفوائده».


عبدالواحد: أقل شىء للوطن.. ونثق فى كفاءة أطبائنا
قال عبدالواحد فيالة، من البحيرة، إنه تطوع للمشاركة فى التجارب السريرية، لأنها خدمة يجب على كل مصرى أن يقدمها لوطنه، مضيفًا: «دى أقل حاجة نقدمها لمصر».
وأضاف «فيالة»: «جميع المواطنين المصريين يثقون بشكل كبير فى كفاءة الطب المصرى وقدرته على ابتكار علاجات لهذا الوباء»، مشيدًا بقدرة الأطقم الطبية على الصمود أمام الفيروس، رغم هزيمة العديد من الفرق الصحية فى أنحاء العالم.
واعتبر أن المشاركة فى التجارب السريرية تشبه الاشتراك فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، لأن كليهما واجب وطنى لا يجوز التقاعس عنه، مع استثناء الحالات التى لا تنطبق عليها الشروط.

هند: أحاول إقناع معارفى بالتطوع وأسعى لحماية عائلتى
قالت هند كمال محمود، ٤٠ عامًا، من سكان منطقة «المنيب» فى الجيزة، إنها قررت المشاركة فى التجارب لإنقاذ أبنائها وعائلتها وأقاربها من الوباء اللعين، متمنية نجاح الاختبارات والتأكد من فاعلية وأمان اللقاح فى النهاية.
وأضافت: «نجاح التجارب سيعود على الجميع بالأمن والاستقرار، وسيكون نقطة تحول فى مصير البشرية المهددة بسبب الفيروس القاتل».
وكشفت عن أنها عرفت بأمر «التجارب السريرية وطلب المتطوعين» من جارة لها تعمل رئيسة تمريض فى أحد المستشفيات الحكومية، مبينة أن الأخيرة أخبرتها بأن وزارة الصحة تطلب متطوعين لإجراء التجارب السريرية، بشرط خضوعهم لفحوصات طبية تثبت خلوهم من أى أمراض.
ووعدت بالعمل على إقناع كل أقاربها وجيرانها بالتطوع فى التجارب السريرية، لحماية المواطنين ومساندة الدولة فى حربها ضد فيروس «كورونا».

هارون: واجب دينى.. نساعد فى إنقاذ الملايين.. و«لو مُت هكون شهيد»
قال مصطفى هارون عبدالرحمن، ٢٣ عامًا، من محافظة المنيا، إنه كان يرغب فى التطوع منذ إعلان مصر المشاركة فى التجارب السريرية، وذلك خدمة لمصر، ولأن روحه فداء للوطن.
وكشف عن خضوعه لفحوصات طبية مكثفة، وكان خلالها يخشى ألا تنطبق عليه اشتراطات التطوع فى التجارب السريرية، معتبرًا أن المشاركة فى التجارب واجب دينى ووطنى، لأن «ربنا أمرنا نساعد غيرنا فى إنهم يعيشوا».

وأضاف: «فرصة ثمينة لخدمة ملايين ممن سيُحقنون باللقاح، بمجرد التأكد من فاعليته ورصد نتائجه، وبهذا سنكون قد أنقذنا حياة الملايين من البشر حول العالم».
وأشار إلى أن مواجهة أهله كانت أصعب شىء بالنسبة له، حيث توقع أن يرفض والداه مشاركته فى التجارب السريرية، لكنهما تقبلا الأمر ورحبا به، لأنهما يعلمان رغبته الشديدة فى خدمة الناس خلال أزمة «كورونا»، لكنه لم يجد الوسيلة التى ينفذ بها هذا الأمر، إلى أن فُتح باب التطوع لتلك التجارب، مضيفًا: «مش خايف أموت.. لأنى ساعتها هكون شهيد».
واختتم: «سأتوجه إلى مكان أخذ اللقاح برفقة عدد من أصدقائى، بهدف تشجيعهم على خوض تجربة التطوع فى التجارب السريرية للقاح المضاد للفيروس، خاصة أن هذا الأمر هو الفيصل فى القضاء على المرض اللعين».