رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عصام زكريا يكتب: سيرة القلب.. ذكريات عن الثقافة والفن والحب في نصف قرن (الحلقة الأولى)


"إنها نهاية العالم!"
جملة ترددت كثيرا خلال الشهور الماضية، بسبب سلسلة الأوبئة والكوارث الطبيعية و"الصناعية" التي ضربت كوكب الأرض.
جملة تعبر عن المخاوف التي تنتاب الناس في كل الأوقات، وتزداد حدتها في بعض الأوقات، مثل الحروب الكبرى، أو نهاية قرن، أو ألفية، أو تزامن أرقام سنوات بعينها، أو توالي عدد من المصائب خلال فترة وجيزة، كما حدث مع عام 2020، عقب انتشار فيروس كورونا وتفاقم الأزمة الإقتصادية العالمية، مع زيادة الجرعة المعتادة من فيضانات وأعاصير وحرائق، مما أصاب الكثيرين بالتشاؤم واليأس.
سوف ينتهي العالم بالتأكيد، في يوم ما، فالأرض، مثل كل الكواكب والنجوم والمجرات، لها عمر محدود، ولكن نهاية العالم ليست الآن بالتأكيد، ولن تقوم بسبب فيروس حقير بالتأكيد، وقد مر على أمنا الأرض وجنسنا البشري أوقاتا أصعب بكثير، ولكن الأرض استعادت عافيتها والانسان واصل مسيرته الحكيمة، والحمقاء، نحو غزو الكوكب واستكشافه وتخريبه في آن واحد.
رغم ذلك، فإن للتفكير في نهاية العالم الآن وجاهة ومنطق، ببساطة لأن العالم الذي عرفه الناس خلال القرنين الماضيين قد انتهى للأبد، وخلال سنوات أو عقود معدودة سيحل عالم آخر مختلف تماما...عالم لا نستطيع أن نراه أو نتخيله إلا من خلال أعمال الفنانين الذين أبدعوا قصص الخيال العلمي في الأدب والسينما.
..وأنا الذي لم تستهوني أفلام الخيال العلمي بت مهووسا بها في الآونة الأخيرة!
إنها نهاية العالم الذي عرفه كل من ولد قبل عام 0020، هذا العالم الذي عرفته وعشت فيه لأكثر من نصف قرن.
الكتب تموت، والسينما تموت، والصحافة تموت، وربما البيت، والمدرسة، والحب، والصداقة، وحتى اللغة التي استخدمناها طوال العقود الماضية. لقد كشفت أزمة كورونا عن حقيقة نحياها ولا نريد أن نعترف بها منذ سنوات، وهي أننا على مشارف عالم جديد مختلف كلية عن عالم القرن العشرين. وأبرز ما في هذا العالم الجديد هو أن الانسان نفسه- وليس شكل الحياة الخارجية فقط- في سبيله إلى التغير...ربما يتحول إلى "سوبرمان" كما تنبأ نيتشة، وربما لا يتحمل وطأة التغيير فينهار منكفأ على أعقابه نحو الحيوانية...ويمكننا أن نرى كلا الاستجابتين بوضوح هذه الأيام.
لم يكن العالم الذي عشته لأكثر من نصف قرن أفضل كثيرا، ولا أسوأ، لكنه كان مختلفا ومتقلبا ومتحركا طوال الوقت، وفي هذه الحركة يمكننا أن نرى وجه التاريخ، ونتعرف على جسد الزمن الذي يعيش عبر دماءنا وأنفاسنا مثل جني يسكننا...أو كما كتب الرائع سيد حجاب: 
"يا ترى اللي بيعيش الزمن احنا
ولا الزمن هو اللي بيعيشنا؟"
هذه الذكريات لا تتعلق بمسيرتي ولا بسيرتي الشخصية والمهنية بقدر ما تتعلق بحركة الزمن في حياتي وحياة الذين عرفتهم. ولا تدور  حول قصة حياتي بقدر ما تمثل فصلا، أو مشهدا واحدا، من دراما كبرى تتخذ من جميع البشر ممثلين عابرين فاشلين في المسرح الكوني الكبير..لا نملك أمام عجزنا عن التأثير فيها سوى أن نكتفي بتوثيقها على قدر ما تسعفنا الذاكرة واللغة.
لا أكتب هذه الذكريات من باب الحنين إلى الماضي، أو البكاء على الأطلال، بالعكس أؤمن يقينا أن المستقبل دائما أفضل، وحياة البشر تتطور وتتحسن باستمرار. لقد عانينا كثيرا في طفولتنا وشبابنا بسبب أشياء كثيرة كبيرة وصغيرة لم تكن تتوفر لنا. لو كان الهاتف المحمول، مثلا، موجودا في الخمسينيات، لتغيرت حياتنا تماما، ومصائر قصص حبنا، وأحداث ونهايات كل أفلام السينما...نحن الذين انتظرنا سنوات وسنوات حتى يتم تزويد بيتنا بالهاتف المنزلي، وكنا قبلها نقوم بزيارة بيوت أصحابنا دون اتصال مسبق، ونفاجأ بالأقارب يطرقون الباب علينا ليزورنا دون اتفاق مسبق، وكنا ننتظر بالساعات عند بيت أو مدرسة الحبيبة حتى نستطيع أن نلتقي بها، أو نلقي عليها نظرة! 
نحن الذين حضرنا آخر عصر "لمبات الجاز"، حيث لم تكن الكهرباء قد دخلت  معظم القرى، ومنها قرية أجدادي بالصعيد، وكثير من أحياء القاهرة نفسها. لم يكن ليخطر ببالنا، لا في الأحلام، ولا الأفلام، عالم تنتشر فيه القنوات الفضائيات المتصلة بالأقمار الصناعية، أو الهواتف الذكية التي تتيح لك الاتصال – صوتا وصورة- بأي إنسان على الكوكب، أو وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وانستجرام وواتساب، التي تتخذ طريقها لتصبح بديلا عن المجتمع نفسه. نحن جيل اللقاءات الشخصية، والرسائل البريدية الورقية، التي كنا نتواصل بها أحيانا داخل المحافظة الواحدة، أما العالم الخارجي فكان لغزا مجهولا كبيرا لا يمكن أن نفك شفرته إلا لو سافرنا للخارج لنراه بأم أعيننا..أو نكتفي بصورة خيالية نرسمها له من خلال السينما والكتب.
الأخبار؟ كنا نعرفها بعد حدوثها بساعات طويلة من خلال الراديو، ثم الراديو والتلفزيون، وكلاهما لا يبث سوى الأخبار الرسمية المحدودة، ومن أجل الحصول على المزيد من الأخبار كان ينبغي الانتظار يوما أو عدة أيام لقراءتها في الصحف والمجلات.
الصحف بالنسبة لنا لم تكن شيئا ترفيهيا زائدا، بل احتياج وضرورة يومية. مواعيد نشرات الأخبار، وبرامج الإذاعة والتليفزيون، وفيلم السهرة الأسبوعي، كنا ننتظرها بلهفة وترقب، وكانت تصيغ وتصبغ شكل أيامنا وحياتنا. في الصباح الباكر أذهب إلى المدرسة، دائما، على موسيقى وكلمات برنامج "همسة عتاب" تتردد وأنا أغادر على عتبة البيت، وأغاني الصباح المتفائلة المبهجة القادمة بأصوات منخفضة عبر شرفات ونوافذ الجيران في الطريق إلى المدرسة.
حياة المرء قد تبدو تافهة، لا معنى لها، لكنها حين تكتسي بالأحداث التاريخية ومعالم الزمن الذي يعيش فيه المرء، تصبح فجأة وكأنها ذات معنى ودلالات، ووثيقة تاريخية وإجتماعية مهمة.
ولدت في بداية الستينيات، في ذروة صعود نظام جمال عبد الناصر، بأحلام القوة والاستقلال والوحدة العربية، وانهيار هذه الأحلام وذاك النظام. أقدم ذكرى تحتفظ بها ذاكرتي هي نوافذ شقتنا التي طليت بالأزرق تجنبا لغارات طائرات العدو في 1967، و"دشم" الرمل التي وضعها شباب الجيران على عجل أمام باب البيت، تحسبا لهجوم وغزو محتملين.
أذكر نقاشا حماسيا غير محدد الأشخاص ولا الكلمات حول حفل أم كلثوم الذي سيبث الليلة ( لا بد أنها كانت ليلة الخميس الموعودة من أول كل شهر)، وأذكر نقاشا أكثر غموضا عن جار ذهب "وراء الشمس" بعد "زيارة في الفجر"، وأسمع صوت أحد المشاركين يقول بانفعال : "أنا مبخافش". لكن الخوف كان يدب بالفعل في أوصال المكان.
أتذكر أصوات الراديو الصغير في بيتنا تملأ سكون الليل الطويل بالأغاني والمسلسلات...أذكر على وجه الخصوص الصوت المهيب لزوزو نبيل ( لم أكن أعرف بعد اسمها ولا أنها ممثلة) وهي تتحدث باسم شهرزاد في بداية ونهاية المسلسل الإذاعي "ألف ليلة وليلة": تبدأه بعبارة "بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي الرشيد" بحيوية وقوة شخصية، قبل أن تختمه بصوت ناعس متكسر والديك يصيح علامة بلوج الفجر، ثم تأتي الجملة الختامية التي تتركنا متشوقين مثل شهريار نفسه: " وهنا أدرك شهر زاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح"، على نغمات لحن شهرزاد للموسيقى الروسي ريمسكي كورساكوف التي أصبحت جزءا من تراثنا الموسيقي المتعلق بـ"ألف ليلة وليلة". لم أكن أعلم وقتها بالطبع أن اللحن هو جزء من سيمفونية وباليه عالميين شهيرين، وأن هذه الجملة اللحنية بالذات تمثل صوت شهرزاد في السيمفونية والباليه. على كل حال، فقد ارتبط اللحن بالمسلسل الإذاعي الذي استمر لسنوات طويلة جدا علامة من علامات شهر رمضان، والإذاعة المصرية، ثم ارتبط بعدها بكل ما أنتج من مسلسلات وفوازير عن "ألف ليلة"، كما لو أنه جزء عضوي من حكايات "ألف ليلة"، وكما لو أنه صوت شهرزاد فعلا، قادما عبر أثير الماضي...من يدري؟
هكذا أيضا صوت زوزو نبيل، ارتبط بصوت شهرزاد، لكن بشكل أكثر غموضا وهيبة، إن لم أقل الخوف أيضا بالنسبة للطفل الصغير الذي كان يستمع للمسلسل عبر صوت الراديو المعدني الغريب في بهيم الليل، كما لو أنه قد انتقل بالفعل لعالم السحر والعفاريت.
ترتبط صورة زوزو نبيل في ذهني أيضا بصورة ناظرة مدرستي الابتدائية التي كانت تتمتع بقوة شخصية وصوت مؤثر، ولغة جسد تليق بزعيمة سياسية..كان اسمها "زنوبة" (!) وكانت تشبه زوزو نبيل إلى حد كبير. كلتاهما تشبهان أمي، التي كانت متعلقة بمسلسل "ألف ليلة" بشدة، وتحب ناظرة مدرستي جدا، وتربطها علاقة ود متبادل، وربما صداقة، مع معلمتي الجميلة "حسنية".
قبل الابتدائية ألحقت بـ"حضانة هدى شعراوي" بالقصر العيني. لم يبق من هذه الأيام سوى ذكريات مبهمة حول ملعب الأطفال والوجبة التي كنا نتناولها قبل المغادرة، خضار باللحم وأرز وحلوى، غالبا كانت "مهلبية" أو "أرز باللبن"، ولما كنت طفلا أكبر فاسدا، لا أحب الخضار، فقد تفتق ذهني الصغير عن فكرة عجيبة، هي طبق "المهلبية باللحم"، حيث كنت أقوم باستخراج قطعة اللحم من طبق الخضار وتنظيفها من الصلصة، ثم تقطيعها فوق طبق المهلبية، والتهام الاثنين معا. هذا المزاج السيريالي العجيب في الطعام لا يزال يراودني أحيانا!
أتذكر أيضا حارس، أو "بواب" هذه الحضانة، كنت أرى أنه يشبه الفنان فؤاد المهندس، ربما لم يكن يشبهه ولكن خيالي كان يميل دائما لمثل هذه التشبيهات. ذات يوم كنت أركب الترام الكهربائي بشارع القصر العيني، ولمحت رجلا ما يقف في ركن بعيد، فقلت لمن يصحبني، لا أذكر هل كانت أمي، أم أبي، أم جدي، أن محمود المليجي يقف هناك.
إلى اليوم، تختلط معالم الأفلام التي أتأثر بها بحياتي بشكل مقلق!
ذات يوم دخلت مطبخ الحضانة، فإذا بالحارس يقوم بغسل كائنات غريبة مرعبة في الحوض، قيل لي بعدها أنها نوع من السمك اسمه "كابوريا"، لا زلت كلما شاهدت فيلما من نوعية "الفك المفترس" أتذكر ارتجافتي القديمة أمام الحوض الممتلىء بالكابوريا الحية..ولكن الحمد لله أنني أعقل من أن أقاطع تناول الكابوريا وبقية المأكولات البحرية!
يجب أن أذكر أن هذه الحضانة كانت مجانية، وأنني تعلمت في مدارس حكومية مجانية تماما، لم أتلق درسا خصوصيا في حياتي، باستثناء مساعدة أو اثنتين بناء على طلب وإلحاح من أهلي، ومركز لدروس التقوية في معظم المواد خلال الشهور الأخيرة قبل امتحان الثانوية العامة، كنا ندفع فيه على ما أذكر جنيهات معدودة شهريا، ولم يكن تابعا لمدرستنا أو معلمي مدرستنا بالمناسبة.
التحقت بمدرسة "الشيخ علي يوسف" الابتدائية، الكائنة في حي المنيرة بين السيدة زينب والقصر العيني . لا تزال توجد حتى الآن، أحيانا أمر بجوارها، وأتذكر، وأقارن بين حالها الآن وحالها منذ نصف قرن، لكن المقارنة صعبة وليست في صالح الحاضر فيما يتعلق بأحوال التعليم. في هذه المدرسة الصغيرة البسيطة المشتركة، أو المختلطة بنات وبنين، تلقيت تعليما أساسيا جيدا، وتلقيت دروسا في الموسيقى، وشكلنا فريقا للتمثيل شاركت فيه، وقمت بأداء دور فدائي صعيدي إبان العدوان الثلاثي على مصر في 1956، في مسرحية قصيرة باسم "صوت مصر" من تأليف ألفريد فرج، قمنا بعرضها على مسرح قصر ثقافة الطفل بحي جاردن سيتي ( لا يزال القصر موجودا، ولكن لا يعمل، بمواجهة فندق سميراميس من ناحية القصر العيني)، وأتذكر أنهم وضعوا لي شاربا قبل الصعود للمسرح، ولا زلت أشعر بلسعة الصمغ عندما أزالوه عقب انتهاء المسرحية، وكانت هذه أول تجاربي مع المسرح والتمثيل والوطنية مع فريق مدرستي الابتدائية الحكومية.
لاسم المدرسة "الشيخ علي يوسف" وقع غريب على الآذان، ولم يشرح لنا أحد في المدرسة من هو الشيخ علي يوسف، ولم أعرف من هو إلا بعد أكثر من عقدين، عندما قرأت بالصدفة عن "الشيخ" الذي تمرد على الأزهر وأصبح رائدا من رواد الصحافة المصرية في بداية القرن العشرين، وارتبطت سيرته بزواجه "غير المتكافىء" من ابنة أحد كبار الأعيان وهو الشيخ السادات رغما عن أبيها، مما أدى لرفع دعوى قضائية ضد الاثنين وتطليقهما بسبب عدم التكافؤ! 
من حضانة هدى شعراوي رائدة تحرير المرأة لمدرسة الشيخ على يوسف رائد الصحافة المتمرد على المجتمع وأفكاره البالية ارتبطت حياتي بالصدفة بهذين الاسمين وهذه التجارب والأفكار إلى حد كبير. إنها الصدف الدرامية القدرية التي تفوق خيال أكبر المؤلفين!
الصدفة الأكبر في تشكيل شخصيتي وحياتي على ما هي عليه كانت عمل أبي بمطابع مؤسسة "دار الهلال"، حيث كان بيتنا منذ تفتح وعيي يمتلىء بالاصدارات الصحفية للمؤسسة: من مجلات "ميكي" و"سمير" و"المصور" و"الكواكب" و"حواء" و"الإذاعة والتليفزيون" جتى "طبيبك الخاص" ومجلة "الهلال" وكتاب "الهلال" و"روايات الهلال"!
أتخيل الآن ذلك الطفل الذي كان يعلم مواعيد صدور هذه المجلات، وينتظرها بالاسم كل يوم، وخاصة اليومين اللذين تصدر فيهما مجلتا "ميكي" و"سمير". انس اليوتيوب وألعاب الفيديو..لا توجد بهجة في حياة الأطفال تشبه بهجتي بالمجلات الملونة المصورة التي كانت تزين طفولتي وتملأها بالقصص والتسلية والمعرفة.
بفضل هذه المجلات عشقت القراءة، وتعلمتها حتى قبل أن ألتحق بالمدرسة، وبفضلها أصبحت الكتب والمجلات والصحف أقرب الأصدقاء وأحبهم إلى قلبي إلى الآن. بسببها أيضا عشت وحيدا في ملكوت من الخيال منقطع الصلة بالواقع وبالناس، لا أميل إلى الزحام ولا الضجيج ولا الثرثرة، مكتفيا بالشخصيات الخيالية التي أعيش معها على صفحات الورق..ولمن لا يعرف ليس الورق جمادا ميتا مثل التابلت والمحمول، ولكن له حياة لا يعرفها إلا من عاش وسط الورق مثلي. للورق رائحة ولون وملمس وعمر يمكن أن تتعرف عليهم وأنت مغمض العينين. أعرف وأذكر جيدا الفارق بين رائحة وملمس مجلات "ميكي" "و"سمير" وبقية إصدارات دار الهلال وبين "سندباد" التي كانت تصدرها "دار المعارف" و"تان تان" التي كانت تطبع في "الأهرام" ومجلات "الكوميكس" التي كانت تأتي من بيروت: "سوبرمان" و"باتمان" و"بونانزا" و"لولو وطبوش" و"البرق" وغيرها. وللورق أيضا ذاكرة، خاصة لو كنت تعرفت على عادة شراء واستبدال المجلات المستعملة التي تباع على سور الأزبكية وسور السيدة زينب وبائع المجلات القديمة بشارع المحطة بحي الجيزة، هذه الأماكن التي قضيت طفولتي وصباي في التردد عليها بشكل شبه يومي لاشباع نهمي الذي لا يشبع للمجلات والكتب.
هذه المجلات المستعملة تحتفظ بذاكرة الأيدي التي كانت تمسك بها ورائحة المكان الذي أتت منه، وربما بأرواح الذين قرأوها قبلك.