رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى عيدهم.. دور مرشدي قناة السويس في عبور سفن المجرى الملاحي

قبطان وسام حافظ
قبطان وسام حافظ


تحتفل قناة السويس يومي 14 و15 سبتمبر من كل عام بعيد المرشد، انتصارا للارداة والإدارة المصرية، بعد انسحاب العاملين الأجانب من القناة.

ففي عام 1956 اعتقدت الإدارة الأجنبية أن نجاح العمل في القناة يعتمد على موظفيها وأن المصريين لن يتمكنوا من إدارة القناة بمفردهم، لذلك جاء انسحابهم لتعطيل وإيقاف حركة الملاحة.

لم يبق في جهاز الإرشاد سوى 52 من أصل 207 مرشد، كذلك انسحب مع المرشدين 326 موظف فني واداري من أصل 805.

لكن الإدارة المصرية كانت قد أعدت خطتها بالفعل، فعززت جهاز الارشاد بعناصر جديدة من البحرية المصرية وعدد من المرشدين الأجانب الجدد، فكان النجاج حليف أبناء القناة، خاصة مع محاولات الغرب إرسال عدد كبير من السفن لعبور المجرى دفعة واحدة ليظهروا عدم قدرة المصريين على إدارته وهو ما باء بالفشل.

خلال الاحتفال بتخريج فوج جديد من الطيارين، أشاد جمال عبدالناصر برجال القناة من المرشدين وجميع العاملين، قائلًا:" باسم الشعب وباسم كل فرد من أبناء مصر أهدي إلى هؤلاء الرجال وسام الاستحقاق من الشعب المصري".
رئيس مراقبة الملاحة: الارشاد يعتمد على العلم والخبرة والمهارة

أوضح القبطان عمرو فايز، رئيس مراقبة الملاحة، أن تنظيم حركة الملاحة هو المسؤول عن القوافل وعن العبور الآمن بالنسبة للسفن، فالسفن العابرة لقناة السويس يتم التبليغ بها قبلها بيوم من حيث مواصفاتها ونوع المركب من العرض والطول والغاطس أي الجزء المغمور تحت المياه، ويتم التبليغ بالعدد المتوقع عبوره خلال القناة، بحيث يتم تكوين شكل القافلة.

وتابع أن قافلة بورسعيد يبدأ عبور السفن بها في 4.30 فجرًا، في حين قافلة بورتوفيق تبدأ العبور فيها من الخامسة فجرًا، موضحًا أن شكل القافلة يتكون وفقًا لحركة المراكب بها التي تسير بشكل منتظم ومستمر دون انتظار، وبالتالي يتم حساب أن تكون أول مركب من بورسعيد تقابل أخر مركب من بورتوفيق في محطة كبريت.

وأكد أن القافلة لها سرعات معينة ومراقبة الملاحة تؤكد عدم اختلال هذه السرعات، فالسرعات الكبيرة تمثل خطورة أثناء العبور وعلى جسم القناة، والسرعات العالية تصعب على المرشد في المناورات لذلك مراقبة السرعات المطلوبة لتحقيق الأمان الملاحي للسفن.
وقال إن دور المرشدين على السفينة والذي أساسه الإلمام بالقناة وبكل خصائصها يقدم خبرته وعلمه لربان السفينة، من أجل عبور قناة السويس بأمان، فالمرشد يقود السفينة من بورسعيد إلى الإسماعيلية ثم من الإسماعيلية إلى السويس، ومن ومن بورتوفيق يرشدها إلى الاسماعيلية، ثم مرشد أخر من الإسماعيلية إلى بورسعيد.

وأوضح أن المرشدين يأتون من جهتين أولا الذين أنهوا خدمتهم في السلاح البحري، وخريجي الاكاديمية العربية للنقل البحري، وعقب تخرج في العشرينات من عمره لابد له أن يحصل على ماستر خاص بالربان في البحر يستغرق من 10 إلى 12 عام، لأن مهنة الارشاد تعتمد على 3 نقاط أساسية العلم والخبرة والمهارة.
مدرب المرشدين: التدريب المستمر أساس عملنا

لمدة 30 عام خلال عمل القبطان حسام داوود كمرشد في قناة السويس، لم يك مواعيد عمله محددة بوقت معين وإنما ترتبط مواعيد عمله بتوقيت عبور القوافل، حيث يتم تبليغه بنقطة الالتقاء بالنسبة له قبلها بساعة على الأقل، ثم يُنقل إلى نقطة التقاءه بسفينته التي سيقوم بإرشادها اليوم.

ولكن بعد أن تولى منصبه الجديد كمدرب للمرشدين في مركز التدريب والمحاكاة، أصبح عمله محدد بتوقيت محدد هو الثامنة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، يقول داوود عن مهام عمله:"حان الوقت لنقل خبرتي التي تعلمتها في الهيئة إلى زملائي المرشدين الجدد، وكذلك لابد أن يكون متوفر الجهد في تدريب المحاكاة من خلال وضع سيناريو معين يتم التدريب عليه".

وأوضح أن المرشدين الجدد يتلقوا التدريب على 3 مراحل، أول مرحلة يتم عمل برنامج تدريبي في المركز لمدة شهرين أو 8 أسابيع، يكون عبارة عن محاضرات نظرية وتدريب عملي في المحاكاة، حتى يكتسب مهارات معينة تؤهله للتدريب العملي على السفن مع المرشدين العاملين، يكون كتدريب حي في الواقع لتكون لديه السيناريوهات التي سيطبقها في الحقيقة.
وذكر أن التدرج في المنصب أو الترقية بمهنة الارشاد تسمى برفع الحمولة للمرشدين، فالسفن تتدرج في حمولتها ويتدرج المرشد في الترقية أو التأهيل وفقًا لحمولة السفن، لذلك كل عام يتم رفع حمولته مثل الترقية، فحمولة البداية للمرشدين الجداد تبدأ من 20 ألف تقريبًا يكتسب الخبرات، ثم يحضر دورة تدريبية لمدة 5 أيام للتدريب على الحمولات الأكبر.

وأكد أن التدريب المستمر هو أساس تعليم وتدريب المرشدين الجدد أو الكبار ذات الخبرات سواء كل عام أو كل فترة زمنية أو كلما حدث تجديدات في الإجراءات أو في الأوضاع، وكذلك المرشدين الذين يتعرضوا لحوادث كثيرة بسفنهم التي يقومون على إرشادها، يتم تدريبهم بكثرة في المحاكي لفترة معينة وإذا نجحوا يستكملوا مهاهم.

وتابع: دور المحاكي يكون كالواقع الحقيقي تمامًا ويتم إدخال المراكب فيه داخل المياه وكذلك الطائرات البحرية والرياح، ويقوم المرشدين بالتدريب داخله على السفن.
كبير مرشدين: منصب المرشدين يتم وفقًا لحمولة السفينة

يعمل القبطان خالد ندا، كبير مرشدين أول ورئيس تنظيم تحركات المرشدين في الاسماعيلية، يقوم دوره في المارينا الخاصة بالمرشدين، ولكن في حالة كثرة المراكب العابرة للقناة مع عدم وجود عدد كافي من المرشدين يقوم بدوره في الارشاد وفقًا لحمولته المحددة له.

يوضح ندا أنه عند وصول المركب محطة البلاح يتم تبليغ المرشد بالـ call، لتجهيز نفسه لاستقبال مركبه وصعود السفينة الخاصة به، يتم استدعاء السفينة وفقًا لرأس السفينة وحمولتها، حيث ينقسم المرشدين إلى مرشد ومرشد رئيسي ومرشد ممتاز وكبير مرشدين، تتم الترقية كل اربع سنوات أو ثلاث سنوات.
وتابع: بعد أن يصل المرشد إلى المارينا وهي مكان استقبال مواعيد السفن الداخلة وترتيبها وترتيب المرشدين بناء عليه، وعند الوصول لمحطة البلاح ينطلق عليها المرشد، فدور المارينا تجهيز المرشد لصعود السفينة، فعن طريقها يتم توزيعهم.

واستكمل أنه بعد أن يصل المرشد إلى المارينا يتسلم الكمامة والقفازات الطبية، ويتم توقيع الكشف الطبي عليه، في ظل أزمة فيروس كورونا، قبل صعوده السفينة والتأكد من استعداده الصحي والنفسي للقيام بدوره المنوط به.

وعن اليونيفورم الخاص بالمرشدين، أوضح أنه قميص أبيض وبنطلون أسود وكذلك الحزام والحذاء، وشعار هيئة قناة السويس، والكاب الخاص، وفي الشتاء يكون الزي هو الأسود كاملًا.
واستكمل أنه بعد أن يصل المرشد إلى المارينا يتسلم الكمامة والقفازات الطبية، ويتم توقيع الكشف الطبي عليه، في ظل أزمة فيروس كورونا، قبل صعوده السفينة والتأكد من استعداده الصحي والنفسي للقيام بدوره المنوط به.

وعن اليونيفورم الخاص بالمرشدين، أوضح أنه قميص أبيض وبنطلون أسود وكذلك الحزام والحذاء، وشعار هيئة قناة السويس، والكاب الخاص، وفي الشتاء يكون الزي هو الأسود كاملًا.
مرشد رئيسي: إرشاد السفينة يستغرق من 8 إلى 10 ساعات

10 أيام عمل و5 أيام عطلة رسمية هذه هي طبيعة عمل القبطان نادر ناجي، مرشد رئيسي، الذي يعمل في مهنته منذ 9 سنوات تقريبًا، خلال أيام عمله غير المحدد بساعات معينة، ينتظر أن يتلقى اتصال هاتفي من المارينا وهي مركز تعيين وخروج المرشدين، تحدد له نقطة التقاءه مع سفينته المحددة.

50 دقيقة هي المدة المحددة بالضبط منذ تلقي القبطان نادر وغيره من المرشدين، ليجهز فيها حقيبته ونفسه، وتلقه السيارة الخاصة بالعمل حتى المارينا ثم يتم عمل الكشف الطبي له وعقب ذلك يركب اللانش الذي سيصل به إلى السفينة المحددة له وفقًا لحمولته الأساسية.

يستغرق توقيت العمل اليومي للمرشدين من ثمان إلى 10 ساعات منذ نزوله من منزله وحتى وصوله إلى المارينا ثم ركوب السفينة الذي يقوم بإرشادها ثم إيصالها إلى بر الأمان والعودة من جديد إلى المنزل، وفي أيام تزاحم السفن وكثرتها يستريح المرشد فقط لـثلاث ساعات ثم يعود ليستكمل دوره، ومن الممكن أن يتم استدعاءه من إجازته في حالة وجود عدد غير كافي من المرشدين.

ويقول ناجي إنه عقب استلامه السفينة من الجهة الأولى سواء من السويس أو بورسعيد، يستعلم عن كافة التفاصيل الخاصة بالسفينة من حيث الاتجاه والرادار والسرعات والتسارع والتوجيه.
أوضح أن المركب مسؤولية الربان ولكن في المناطق الضيقة يكون الدور والقيادة للمرشد لأن خبراته بهذا المكان الضيق أعلى وتأمينه أعلى، فدور المرشد ناصح وموجه لربان السفينة منذ ركوبه عليها وحتى نزوله منها.


شارك القبطان وسام حافظ في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 73، عبر قناة السويس وخليج السويس، وعمل على تطهير القناة من بورسعيد وحتى السويس من القنابل وغير من الاضرار التي لحقت بها.

وكان صاحب فكرة نسف الكوبري الذي شيده اليهود أمام قناة السويس، فقام بعمل الحسابات الخاصة بعملية النسف وأتمها بالفعل في 7 يناير 1975، وتم فتح قناة السويس مرة أخرى في 5 يونيه 1975.

وقرر أن يستكمل حياته وعمله في قناة السويس، ليكمل هذا العام 45 عام في مهنته كمرشد رئيسي، بدأ منذ فبراير 1976 وحتى الآن.

شارك في مشروع تطوير قناة السويس الأول، وكان له الدور في وضع الشمندورات، وتوسعة القناة من 90 متر إلى 162 متر، وزيادة عمقها إلى 19 متر، وتصميم 3 تفريعات، وكان عمله في هذه تأهيل الشمندورات التي تحدد المجرى الملاحي الجديد الذي تم عمله بعد التطوير.