رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طارق البشبيشى: قيادات الإخوان اختلست الأموال ووضعتها فى حسابات بالخارج

 طارق البشبيشى
طارق البشبيشى

قال طارق البشبيشى، الإخوانى المنشق عن الجماعة الإرهابية، إن دعوات التظاهر ضد مؤسسات الدولة فى ٢٠ سبتمبر الجارى ستفشل بالتأكيد، كما فشلت سابقاتها، مشيرًا إلى أن لجوء الإخوان إلى المقاول الهارب محمد على مرة أخرى يعكس حالة الضعف والتخبط التى تشهدها الجماعة الإرهابية نتيجة الضربات المتلاحقة التى سددتها لها الدولة المصرية فى مقتل، وكان آخرها القبض على محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة. وأضاف، فى حواره مع «الدستور»، أن التحريض الإعلامى ضد الدولة المصرية ومحاولة فك رباط الثقة بين الشعب وقياداته الوطنية هو الحيلة الأخيرة التى تملكها الجماعة الإرهابية، التى انقطع عنها المال القطرى والتركى نتيجة انشغال قيادات البلدين بمشكلات داخلية وخارجية.

■ ما تعليقك على دعوات «المقاول الأجير» لـ«التظاهر فى ٢٠ سبتمبر الجارى»؟
- قلت فى السابق وأكررها كثيرًا إن أى دعوة للتظاهر أصبحت «كارت محروق» ولن تلقى أى قبول فى الشارع المصرى، لأن المواطنين يشاهدون بأنفسهم حجم الإنجازات التى تحدث فى الدولة، والشعب المصرى بل وجميع شعوب العالم ما زالوا يعانون من التداعيات والآثار السلبية لجائحة فيروس كورونا. توقيت الدعوة غير مناسب وحيلة «خايبة» لن تنطلى على عقل طفل فما بالك برجال وشباب وحكماء الدولة المصرية، وأتوقع فشل الدعوة وأنها ستكون ضربة جديدة موجعة توجهها مصر للكتائب الإلكترونية الإرهابية فى مقتل.
■ برأيك.. كيف ترى عودة المقاول الهارب محمد على للظهور من جديد والتحريض ضد مصر؟
- عبث ودليل قاطع على الحالة المزرية التى وصل إليها التنظيم الإرهابى التى تجعله يضطر للاستعانة بأكثر شخصية فقدت مصداقيتها عند الجمهور، ليعيد ظهوره من دون أى جديد بل وبنفس الهيئة والأفكار والأحاديث التى لم تعد تلقى قبولًا أو اهتمامًا عند أحد، والدليل على ذلك ضعف المشاهدات والاستجابة والصدى الذى تحققه فيديوهات هذا الهارب.
محمد على «كارت محروق» منذ بداية ظهوره، ولكن نتيجة دعمه بحملة دعاية كبرى أدارتها الشركات العالمية التى يملكها التنظيم فى مجال العلاقات العامة طال عمره الإعلامى بعض الشىء وأحدث ضجة فى بدايته، ولكن بعد أن تأكد التنظيم وجماعة الإخوان من عدم جدوى ظهوره قطعوا تمويلهم له ولفيديوهاته.
ومن الغريب عودته وظهوره بنفس الفكرة والأدوات والآليات بل والأحاديث، وإعادة تكرار فكرة الدعوة للنزول فى الشوارع والانتفاض ضد القيادة السياسية، هذا عبث ودليل كبير على انتصار القيادة السياسية والأمنية على هذا التنظيم وتوجيه ضربات متتالية فى مقتل لهذه الجماعات وإثبات أن الجيش المصرى والشعب يد واحدة ولن يلتفتوا لأى مهاترات ولن يسمعوا للصعاليك.
■ ما أكبر الأزمات التى تواجه جماعة الإخوان الإرهابية فى الوقت الحالى؟
- التنظيم والإدارة هما أكبر مشكلتين تواجههما الجماعة والتنظيم الدولى، خاصة فى ظل انشغال قيادات الدولتين الداعمتين للإخوان قطر وتركيا بالمشكلات الاقتصادية والسياسية الداخلية، فتخلت قطر عن التنظيم فى الوقت الحالى نتيجة معاناتها الاقتصادية وقلصت من حجم التمويل للتنظيم الدولى، إضافة إلى ما تشهده تركيا حاليًا من انقسامات شديدة داخلها، وصراع مع أوروبا، إضافة إلى احتلالها ليبيا. يعانى الإخوان الهاربون لدى تركيا من أزمات كبرى وهم فى حالة انقسام شديدة وصراع على التمويل بين القيادات، لأن تركيا مشغولة بمشكلاتها الآن ولم تعد الملاذ الآمن والممول الرئيسى لأنشطتهم، أصيب الإخوان بالشلل لأن العقل المدبر، تركيا، مشتت، وأعضاء التنظيم لا يملكون حق التفكير أو التدبير، هم مفعول بهم فقط وأداة لتنفيذ المخططات القطرية والتركية من دون تفكير أو إبداء أى رأى أو نصيحة.
عدم وجود قيادة حاكمة داخل التنظيم أفقده توازنه وأصابه بالخلل، إلى جانب فقدانه التمويل، وكلها أمور أشعلت غضب شباب الإخوان وجعلتهم يثورون على القيادات الكبيرة التى لا تقدم أى جديد وتسير وفق النهج والفكر القديم.
■ إلى متى سيظل التنظيم الإرهابى فى حالة التخبط وفقدان التوازن؟
- إلى أن يسقط، وهو بالفعل أصبح غير قادر بمفرده على الاستمرار والبقاء وإعادة تماسكه من جديد، نظرًا لانهيار بنيانه بعد القبض على محمود عزت، الخيط الأخير الذى كان يمنح التنظيم بعض التماسك وكان الملاذ الفكرى للجماعة الإرهابية، فضلًا عن انقطاع التمويل والمشكلات الدائرة حوله والمشكلات والانقسامات التى تحدث بين القيادات والتى تظهر جلية فى رسائلهم المتبادلة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، والتراشق الواضح بينهم على قنواتهم الإرهابية مثل «الشرق» و«مكملين».
الجماعة ستظل تسقط إلى أن يختفى أثرها من الوجود، ولكن هذا لن يحدث فى يوم أو اثنين أو سنتين أو عشر، سيستغرق ذلك عدة سنوات، وسيقتصر تأثيرهم على إطلاق الدعاوى الإرهابية والظهور على بعض القنوات الإرهابية التى تمولهم فى سبيل بث الشائعات واستمرار سيناريو التحريض على العنف وبث الفوضى.
■ ما توقعاتك لتحركات الجماعة خلال الفترة المقبلة؟ وما آلياتها وأدواتها؟
- الإخوان فقدوا كل أدواتهم وآلياتهم ولم يتبق لهم سوى الجناح الإعلامى فقط، نتيجة وجود شركات إعلامية تحت أيديهم من بقايا التمويل الذى كانت تقدمه قطر وتركيا، لذا سيواصلون بث الشائعات من خلال كتائبهم الإلكترونية التى تحرض على العنف والفوضى وتقليل الإيجابيات والعبث بعقول الشعب المصرى ومحاولة فك رباط الثقة بين المواطنين والقيادة السياسية والتقليل من مكانة ودور ومهام الرموز الوطنية والتقليل من حجم الإنجازات التى تحدث على أرض الواقع. ستواصل الكتائب الإلكترونية عملها، لحين الاستقرار على إدارة جديدة للتنظيم تحظى بقبول لدى جميع الأطراف خاصة شباب الجماعة وتكون قادرة على انتشال الجماعة والتنظيم من المنعطف الخطير الذى وصلت إليه فى السنوات الأخيرة، بمعنى آخر «تستطيع بقيادة جديدة استعادة عافيتها المتهالكة». سيواصلون عمليات التحريض وتدشين الصفحات التى تبث الأخبار المزيفة، وتلعب على المشكلات التى تواجه المجتمع وتثير الأحقاد والضغائن فى نفوس بعض المواطنين من محدودى الفكر والإدراك، عبر اقتصاص أحاديث القيادة السياسية ووضعها فى غير مسارها لضرب ثقة الشعب فى قياداته، وهذا هو الغرض النهائى للمخطط الذى تحاول الجماعة اللعب عليه الفترة الحالية.
■ بعد انضمامك للجماعة سنوات عدة قبل الانشقاق.. ما تقييمك للعقيدة التى يتبناها الإخوان؟
- جماعة الإخوان آلة ضخمة عملاقة من الكراهية والكذب والتآمر، تقوم سياساتها على نهب مؤسسات ومقدرات وخيرات الدولة المصرية، لصالح أعضاء الجماعة، بجانب السرقة والتهديد وتطبيق شرع الله الوهمى الذى كانوا يرددونه عن باطل، كانت هذه مبادئهم التى زعموا كثيرًا محاربتهم لها، ولكن فى الخفاء كانت سياستهم التى كشفت حقيقتهم أمام الرأى العام، فالتعامل داخل الجماعة فيما يتعلق بالأمور المالية لم يخلُ من السرقة والنهب وبمبالغ وأموال طائلة لم يعلم عنها أحد شيئًا، ومعظم القيادات التى مرت على الجماعة اختلست الأموال ووضعتها فى حسابات فى بنوك بالخارج.
سرقت القيادات ونهبت أموال التبرعات التى يجرى جمعها من الأعضاء، كانت جماعة الإخوان شوكة كبيرة فى ظهر هذا الوطن، ولكن ثورة ٣٠ يونيو اقتلعتها من جذورها ولم يعد لأى حديث أو دعوة تطرحها قيادات الإخوان أو القنوات التى تمولها أى صدى فى نفوس الشعب المصرى.
■ كيف ستستكمل الجماعة مشوارها بعد القبض على محمود عزت؟
- القبض على محمود عزت ضربة قاسية للغاية للتنظيم والجماعة الإرهابية، لأنه كان الملاذ الفكرى الأخير لهم للخروج من هذه الحالة التى وصلت إليها الجماعة. كان «عزت» الرجل القوى الذى يحظى بثقة الممولين، وكان أى تمويل يدخل للتنظيم لا بد أن يمر عليه أولًا ويتفاوض فى زيادته لصالح الأعضاء، كانت الجماعة تعيش فى رخاء مالى بسببه، وبعد القبض عليه سادت حالة من التفكك واليأس والإحباط والانكسار داخل التنظيم، والفترة المقبلة ستشهد حالة من الخمول الشديد وستحاول قيادات الإخوان البحث عن أى حل لوقف نزيف الخسائر التى منيت بها على مدار السنوات الماضية.
هناك حالة من الشعور بالغدر تسيطر على التنظيم نتيجة وقف جميع الجهات تمويلها وترك التنظيم وحده فى شدة كبيرة نتيجة الضربات التى يتعرض لها، فكل دولة منهمكة فى حل مشكلاتها وأصبح التنظيم وحده دون أى ممول أو قيادة على الأقل تحركه أو تنظم أموره فى الداخل.