رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كورونا.. قد تكون الإجابة مصر



نتائج مطمئنة حققها لقاحان مضادان لفيروس «كورونا المستجد»، فى المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية، وأمس السبت، أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة، فى مؤتمر صحفى، عن بدء المرحلة الثالثة والأخيرة، بالتعاون مع شركتى «ساينوفارم» الصينية، و«G٤٢» الإماراتية، وأكدت جاهزية الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات، «فاكسيرا»، لإنتاج اللقاحين فور ثبوت أمانهما وفاعليتهما.
مع تراجع الإصابات وانخفاض حدتها وقلة عدد الوفيات، كدنا ننسى فيروس «كورونا المستجد»، لكنه لم ينسنا، والأرجح أنه لن يفعل، حتى يظهر علاج فعال أو لقاح مضاد آمن، كما أن هناك مخاوف من ارتفاع الإصابات خلال فصل الشتاء، حيث تقل المناعة ويظهر فيروس الإنفلونزا، الذى تبدأ دورة سريانه عادة، فى نوفمبر أو ديسمبر، وتستمر ثمانية أسابيع.
التفاعل بين «كورونا المستجد» وفيروس الإنفلونزا، من الألغاز التى ما زالت مستعصية على الأوساط الطبية والعلمية، فى ظل وجود معلومات تشير إلى إمكانية إصابة الشخص نفسه بالفيروسين معًا، فى وقت واحد، كما أن الإصابات المتعاقبة بالفيروسين تثير القلق، أيضًا، لأنهما يصيبان الجهاز التنفسى، وبالتالى فإن ضعف جهاز المناعة بعد الإصابة بالأول، يزيد من احتمالات وخطورة الإصابة بالفيروس الثانى.
المهم، هو أن التجارب على اللقاحين، اجتازت المرحلة ما قبل السريرية: مرحلة الاختبار فى المختبرات وعلى الحيوانات، ثم جرت المرحلة الأولى على عدد محدود من المتطوعين، للتأكد من الأمان، وقياس فاعليته، وتحديد الجرعة القياسية لإنتاج أجسام مضادة بمستوى مناسب، والمرحلة الثانية كانت على عدد أكبر وانتهت بثبوت الأمان والفاعلية، ثم بدأت المرحلة الثالثة التى تستهدف إجراء التجارب على ٤٥ ألف شخص، من دول مختلفة، أبرزها الإمارات، البحرين والأردن.
بالفعل، تم إجراء تجارب سريرية على نحو ٣٥ ألف متطوع، بينهم ٦ آلاف مصرى، تناولوا الجرعة الأولى، وينتظرون تناول الثانية بعد مرور ٢١ يومًا، فى ٣ مراكز: مستشفى صدر العباسية، معهد الكبد، وشركة «فاكسيرا»، التى تقوم، كما أشرنا، بتطوير وإنتاج اللقاحين محليًا، وهى واحدة من أقدم وأعرق وأهم مصانع الأمصال واللقاحات فى الشرق الأوسط وإفريقيا، واليوم الأحد، تم تفعيل الموقع الإلكترونى الخاص بتسجيل المتطوعين المصريين الجدد.
تتولى الإشراف على هذه التجارب وعلى أبحاث تطوير اللقاحين، لجنة قومية تضم ممثلين عن وزارة الصحة، إدارة الخدمات الطبية بقواتنا المسلحة، وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وزارة العدل، وهيئة الدواء المصرية، كما تقوم تلك اللجنة بمتابعة تجارب اللقاحات الأمريكية، البريطانية، الروسية، والصينية، وهناك تواصل وتنسيق مستمران مع كل الدول والمؤسسات، التى أعلنت عن إنتاج وتطوير لقاحات، لتأمين حصة مصر اللازمة منها، أو إنتاجها محليًا، حال نجاح تجاربها بشكل نهائى والتأكد من أمانها وفاعليتها.
عدد الإصابات المؤكدة فى منطقة شرق المتوسط تجاوز المليونى حالة، ومنذ أيام، حذرت منظمة الصحة العالمية من تسارع الوباء فى عدة دول كانت قد تمكنت من السيطرة عليه، وطالبت دول المنطقة بـ«مواصلة تطبيق التدابير الوقائية»؛ خاصة مع بدء العام الدراسى واقتراب موسم عدوى الإنفلونزا، وطبقًا لبيان أصدره أحمد المنظرى، مدير المنظمة الإقليمى فى المنطقة، فإن معدلات الإصابة بدأت تتزايد فى عدة دول أبرزها ليبيا، الأراضى الفلسطينية المحتلة، البحرين، والإمارات، بالإضافة إلى أن هناك عدة دول كانت قد نجحت فى السيطرة على الوباء، منها: تونس، المغرب، لبنان، والأردن، لكنها تشهد الآن تسارعًا فى انتشار العدوى.
فى مصر، تراجع انتشار الفيروس وانخفضت حدته، لكنه لا يزال موجودًا، وما قد يطمئن، هو أنه لا يوجد، حتى الآن، دليل علمى على حدوث موجة ثانية، طبقًا لتأكيد الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا التابعة لوزارة الصحة، الذى شدّد على ضرورة الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية، مع حصول الحالات المشتبه فى إصابتها على الرعاية الطبية الكاملة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين الحدود، ومنع دخول أى مصابين، كما طالب الحكومة بتشديد الرقابة، من جديد، خاصة فى النوادى والمقاهى والمطاعم وأماكن التجمعات وغيرها، مع العمل على زيادة الوعى المجتمعى بأن الفيروس لم ينته بعد.
ما قد يطمئن أيضًا، هو أن بروتوكول العلاج المعمول به حاليًا، حقق نسب شفاء جيدة، واقتربت نسب التعافى من ٧٠٪ من إجمالى عدد المصابين، بالإضافة إلى أن وزارة الصحة أعدت سيناريوهات للتعامل مع أى أزمات طارئة، تضمنت بروتوكولًا علاجيًا محدثًّا، لن يتم تفعيله إلا مع حدوث ذروة فى الموجة الأولى أو ظهور موجة ثانية، أو أعراض جديدة للفيروس.
قد تكون الإجابة مصر، وقد لا تكون، وفى الحالتين، وحتى يظهر العلاج الفعال، أو تتلقى اللقاح الآمن، عليك أن تتوخى الحذر وأن تستمر فى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية الكاملة، لو أردت أن تعيش حياة طبيعية، إن عشت.