رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم عبدالناصر.. السعى مفتاح تفوقه


مصر بخير لأن فيها شبابًا مُشرّفًا، فيها قصص كفاح ونجاح تستحق أن نعرفها، وأن يعرفها الصغار والكبار، وأن نرويها للعالم أجمع، قصص تستحق أن يُسلط عليها الإعلام الضوء، لأنها ببساطة نقاط ضوء فى حياتنا، وكما أن هناك قصص فساد تتعقبها الدولة ولا تتهاون فيها، فإن فى مصر عددًا لا يُحصى من قصص التفوق والنجاح التى تستحق منا الإشادة، والحديث والكتابة عنها للغير.
قصة الشاب إبراهيم عبدالناصر، هى قصة تفوق ونبوغ وكفاح، وجدتنى أكتبها للقارئ، لأننى سعدت جدًا بأننى أعرف صاحب هذه القصة المشرقة، كلمة السر فى تفوق إبراهيم، هى السعى، وهى كلمة قالها لى عندما سألته عن كلمة واحدة تُلخص سر تفوقه، إلا أن قصة إبراهيم وراءها عائلة بأكملها، «أم وأب وخال»، أحسنوا تربيته على القيم والأخلاق والعمل والتعليم والاجتهاد والأمانة والرضا بالرزق القليل الشريف الذى هو أغلى من أموال الدنيا كلها.
إنها قصة نجاح شاب مصرى بسيط لأسرة بسيطة من الإسكندرية، استطاع أن يُصبح أيقونة ونموذجًا يُحتذى به فى التفوق، ولقد تسنى لى معرفة عائلة إبراهيم كلها عن قرب منذ سنوات. فخاله أشرف محمود، رجل مصرى بسيط وشريف ومحترم، وهو بائع الفريسكا الشهير الذى ألتقيه أنا وأسرتى كل سنة فأشترى منه الفريسكا الطازجة، جميلة المذاق، وفى نفس الوقت زهيدة الثمن. يُجيد إعدادها، ويبيعها بقرية الدبلوماسيين بسيدى عبدالرحمن، حيث اعتدت قضاء إجازتى الصيفية كل سنة مع أسرتى.
وهذا الرجل معروف لأهل القرية كلهم من كبار الدبلوماسيين والمسئولين والأسر المحترمة فى قريتنا البسيطة، والتى يعيش أهلها على البساطة فى كل شىء، وأشرف بائع الفريسكا أراه يوميًا على الشاطئ، لأن الجميع يحبه لدماثة خلقه وأمانته.
وكلما رأيته حرصت على الحوار معه، والسؤال عن أحواله، كما أنه يذكرنى بأيام طفولتى، حيث كنا نشترى الفريسكا على شاطئ ميامى أثناء شهور الصيف، فنسعد بها لأنها من سِمات المصيف فى إسكندرية، وقد اشتهر أهل إسكندرية بجودة صناعتها وبمذاقها الشهى.
وهناك أيضًا خاله عمرو ووالد إبراهيم، اللذان يعملان فى نفس المهنة، فبيع الفريسكا الشهيرة للمصطافين، هى مهنة العائلة خلال شهور الصيف، وهم يبيعونها بابتسامة تحمل علامات الرضا والمحبة لزوار الصيف، ومنذ صغره فإن إبراهيم وجد التشجيع على الاجتهاد والعمل الشريف والتفوق فى التعليم من جانب أمه وأبيه، وقد شجعه خاله على العمل معه ببيع الفريسكا للمصطافين خلال شهور الصيف، وذلك ليتسنى له المشاركة بالدخل لأسرته، وليسهم فى توفير مصروفات دراسته مع والده ووالدته.
وقد أخبرنى إبراهيم فى لقاء معه بعد أن التقيته على الشاطئ منذ أيام، حيث كان يبيع الفريسكا عندما سألته عن مجموع درجاته فى الثانوية العامة، فأجابنى أنه قد حصل على ٩٩.٦٪، لحظتها ابتسمت وفرحت لإبراهيم، الذى يتميز بالرضا والأمانة، والذى اجتهد، وكافح، وذاكر حتى حصل على هذا المجموع المشرف.
وأجابنى إبراهيم بكل فخر عندما سألته عن صاحب الفضل فى هذا التفوق؟.. وبلا تردد: «بعد ربنا سبحانه وتعالى، أمى وأبى ثم عائلتى، وكل من ساعدونى فى حياتى».
وواصل إبراهيم حديثه معى قائلًا: «إنه يعمل فى بيع الفريسكا على الشاطئ خلال شهور الصيف منذ أن كان عمره ١٠ سنوات، وأنه كان يأخذ مجموعات للمراجعة مع المدرسين، لأنه كان يسعى للحصول على مجموع يؤهله لدخول كلية الطب، كان تلميذًا متفوقًا منذ صغره بمدرسة حكومية، مجتهدًا طوال حياته فى الدراسة، ودائمًا يسعى للتفوق».
أما أجمل مفاجأة حدثت لإبراهيم، كما قال لى، أمس الأول، فهى أنه «تمت دعوته ليحضر منتدى الشباب فى دورته المقبلة، والذى يُشرفه بالافتتاح والحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأنه يفتخر بأنه سيرى الرئيس».
أما حلم إبراهيم الكبير، كما قال لى أيضًا، فهو أن «يصبح جراحًا ناجحًا، وأنه حاليًا سيأخذ كورسات ليجيد اللغة الإنجليزية، وأنه يتمنى أيضًا أن يصبح طبيبًا عالميًا شهيرًا مثل الدكتور مجدى يعقوب».
إن الحظ لا يأتى على طبق من ذهب، إنما يأتى للمجتهدين فى الحياة من أمثال إبراهيم عبدالناصر، وهذا ما دفع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، لدعم إبراهيم بإلحاقه بالكلية التى يتمناها، ورغم أن الطريق أمام إبراهيم لا يزال طويلًا، لكنه كشاب مصرى لديه الإصرار على النجاح، وهذا يرجع إلى نشأته السليمة وأخلاقه العالية.
فتحيةً لإبراهيم، وتحية إعزاز لوالدته التى أحسنت تربية ابنها، وتحية لوالده المكافح، والذى غرس فيه مفهوم الاجتهاد والأمانة، وتحية لخاله الذى تعهده بالرعاية، وعلمه مهنة ليساعد أسرته.
وفى تقديرى، فإن إبراهيم عبدالناصر، قد تحول إلى أيقونة للتفوق والنجاح، وذلك بسبب معرفته الجيدة بأدوات وسر النجاح، وهو السعى إليه بكل جهد وعرق وشرف وأمانة، وجميعها أسلحة ستكفل له مسيرة ناجحة ومستقبلًا مشرفًا بإذن الله تعالى.
ختامًا، فإن لدينا فى مصر آلافًا من قصص النجاح التى تشبه قصة إبراهيم، لذا أتمنى من قُرائِى الأعزاء أن يُرسلوا إلىّ بعضها على إيميلى الخاص حتى يتسنى لى أن أكتب عن تفوقهم وكفاحهم، فمصر بخير طالما فيها شباب مجتهد مثل إبراهيم، وطالما فيها عائلات شريفة ومجتهدة مثل عائلة إبراهيم عبدالناصر، ولنتذكر جميعًا اسم «إبراهيم عبدالناصر»، لأنه حقيقة سيصبح إن شاء الله وبفضل سعيه ومثابرته، طبيبًا شهيرًا له شأن كبير بالمجال الطبى فى المستقبل القريب.