رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عربدة كورونا".. لماذا أصبحت إسرائيل من أعلى دول العالم في الإصابات؟

كورونا في إسرائيل
كورونا في إسرائيل

لا يخلو خطاب أي مسئول إسرائيلي منذ بداية الصيف، من كلمتين هما "إذا لم" فيما يتعلق مكافحة وباء الكورونا، "إذا لم" تتوقف الأعراس الجماعية، سنفرض الإغلاق. إذا لم تتوقف الاكتظاظات سنفرض الإغلاق، إذا لم تنفذ التعليمات لوقف التعليم في المدن المصابة جدا بالكورونا، فسنفرض الإغلاق، وإذا لم يطع الجمهور تعليمات وضع الكمامات، سنفرض الإغلاق، بحسب رؤية الكاتب "سيفر بلوتسكر" في مقاله بجريدة يديعوت أحونوت فإن تهديد "إذا لم" هو محاولة من المسئولين في تل أبيب للتهرب من مسئولية تدهور الوضع الوبائي.

في إسرائيل يعربد وباء كورونا، ورغم أن عشرات الدول نجحت في صده، إلا أن إسرائيل مازالت أرقام الإصابات بها مرتفعة بشكل يثير الدهشة والتساؤل.

أمس قرر كابنيت الكورونا فرض إغلاق لحوالي بلدة ومنطقة، بهم معدل الإصابة مرتفع، وتم اعتبارهم مدنا "حمراء"، وبحسب مدير محاربة الكورونا، البروفيسور روني غمزو، فإن في المدن الحمراء التي سيتقرر عدم فرض إغلاق فيها، سيكون هناك حظر تجول في الليل وسيتم إغلاق جهاز التعليم. وقال غمزو أيضا بأن فرض الإغلاق الكامل في إسرائيل هو احتمال وارد.

في المدن الحمراء فإن الإغلاق الذي سيتم فرضه سيشمل منع الدخول والخروج الى المدينة وتقييد الحركة بخمسين مترا عن البيت وتقييد المواصلات العامة، وإغلاق المحلات باستثناء الحيوية منها وإغلاق مؤسسات التعليم باستثناء رياض الأطفال والتعليم الخاص.

حسب جامعة جونز هوبكنز، فإن إسرائيل هي الرائدة في العالم من حيث عدد الإصابات الشهرية بفيروس كورونا وكل يوم، بالنسبة لعدد السكان، المعطيات التي نشرت في التقرير اليومي للبنك الدولي في كندا تكشف أنه في الأسبوع الماضي اكتشف بالمتوسط 215.6 مصاب شهري لكل مليون من السكان في كل يوم في إسرائيل. وهو رقم يضعها على رأس اللائحة العالمية.

بعد إسرائيل تأتي البرازيل (188.7 مصاب شهري لكل مليون شخص في كل يوم في الأسبوع الأخير بالمتوسط)، اسبانيا (182.4) والولايات المتحدة (127.2 مصاب) مع ذلك، الأرقام التي تصل من اسبانيا وأمريكا هي أقل بالنسبة لأرقام الشهر الأخير كله، في حين أنه في إسرائيل يدور الحديث عن منحى ارتفاع حاد، حيث إنه في الشهر الماضي كان في إسرائيل 179.7 مصاب شهري لكل مليون نسمة في كل يوم بالمتوسط.

بحسب التقديرات، فإن ارتفاع الإصابات في المجتمعين المتدينين والعرب بحسب تصريحات "غمزو"، الذي أكد أن زيادرة الإصابات ترتبط ببداية الدراسة في الأول من سبتمبر، وانتهاء الفترة التي يوجد فيها الكثير من الأحداث في المجتمع الأصولي، وكذلك الصلوت والأعراس، ورفض إجراء الفحوصات.

بينما في المجتمع العربي فإن هناك استخفاف بالاصابة وعدم مبالاة تجاه اضرار الفيروس، "أنا ازور كثيرا القرى العربية وأرى مرة تلو الأخرى عدم الإدراك بأن الأعراس تسبب ارتفاع الإصابات".

بالنسبة للمراقبين فإن نتنياهو يتحمل مسئولية التدهور، فهو لاعتبارات البقاء الائتلافية لا يتجرأ على العمل ضد المتدينين ومعاقبتهم، وركز على مهاجمة المتظاهرين ضده كل يوم سبت، رغم أنه لم تثبت "المظاهرات" كبؤر لانتشار العدوى.