الحسين نجاني من الموت.. حكاية «آية» أصغر بائعة للقرآن
«الفقراء الذين يتبادلون الحب هم الأغنياء الحقيقيون».. حكمة قديمة رددها ملايين لكنها وجدت ملاذها في نفس آية محمود، ذات العشر سنوات، عرفت في منطقة الحسين بضحكاتها المتلاحقة سالكة طريقها للقلوب، حاملة في يديها السبح وبعض الأيات القرآنية؛ لتصبح أصغر بائعة على عتبات سيد الشباب.
«رزقت الخير هذه الجمعة» هكذا بدأت آية حديثها لـ«الدستور» قائلة إنها تمكنت اليوم من بيع عدد كبير من الكتب الدينبة والسبح؛ بسبب عودة صلاة الجمعة في المساجد، ما جعل رواد مسجد الحسين يتوافدون عليه؛ أملًا في التضرع إلى الله.
تحت حرارة الشمس وقفت تخترق الناس بلمعة عينيها الطفولية، تحاول أن تجد زبائنها بين المارة، موضحة: «بشتغل علشان أساعد أهلي وأحاول أزود دخلهم».
نجدها الحسين من وحشة الفقر التي عاشت فيها برفقة أهلها في أحد أحياء مصر القديمة، ففي البداية كانت أسرتها لا تستطيع أن تجد قوت يومها، حتى أنتهت الدراسة، وخرجت آية تبحث عن رزقها بين الوافدين والمصلين في رحاب مسجد الحسين.
«بقيت بعرف أقنع الناس» هذه كانت المهارة التي أكتسبتها الطفلة ذات الـ 10 سنوات منن سيرها في الطرقات وحديثها مع المواطنين، مضيفة: «بحاول أوفر مصاريف الدراسة لأن أهلي مرضي وفقراء لدرجة أني ممكن أخرج من المدرسة»، مرددة «الله كريم».
