رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صبحي الجيار.. أديب زارته هند رستم وشادية ورقصت له تحية كاريوكا

جريدة الدستور

سرد الكاتب مكاوي سعيد في كتابه "القاهرة وما فيها" قصة الأديب صبحي الجيار صاحب مجموعات قصصية وكتب العديد من المسلسلات الإذاعية، وكان يقدم برنامجًا إذاعيًا للرد على مشاكل المستمعين وتوجيه الأدباء الشبان، ظل مريضا لفترة طويلة وطلب زيارة مجموعة من الفنانين له.

أصيب "الجيار" في الرابعة عشرة من عمره بمرض تيبّس العضلات فى أشد مراحله، الذى سبب له شللًا شبه كامل؛ ذراع واحد فقط كان يحركه يرسم به ويكتب، وكان لا يحب أن يثقل على أحد لدرجة أنه ابتكر بكرة بحبال لتساعده على دخول الحمام - على كرسيه - دون مساعدة من أحد، وعندما ذاع صيته وطالب الأدباء الدولة بضرورة علاجه بالخارج، وافق الرئيس جمال عبد الناصر وأصدر قرارًا بذلك.

وكان الباب الصحفى "ليلة القدر" الذى ابتكره مصطفى وعلى أمين، يحقق الأمنيات للقراء فى شهر رمضان، وعندما تحدد موعد سفره للخارج، أرسل صبحى - الذى ظل ظهره ملتصقًا بالسرير 18 عامًا - رسالة إلى محرر هذا الباب، أمنيته أن تزوره نخبة من الفنانين الذين يحبهم حتى يعوضوا حرمانه من رؤيتهم وجهًا لوجه، وقررت جريدة "الأخبار" تحقيق أمنيته وبدأت فى الاتصال بالفنانين.

قالت تحية كاريوكا: "أنا أعرفه وتحت أمره"، وقالت فاتن حمامة: "إنها لسعادة كبرى أن أقدم له هذه الخدمة البسيطة"، وقالت شادية إنها على استعداد للغناء له ليلة كاملة، وقالت هند رستم: "ما عنديش مانع لكن أخشى أن تغير تحية رأيها إذا علمت أنى ذاهبة"، وأكد لها المحرر أن تحية تعرف أنها ستحضر ولم تعترض، وعقبت هند: "إذن لا مانع".

وكانت صباح عائدة لتوها من بيروت، وقالت إنها ستبدل ملابسها وتحضر فورًا، وقال "أبو لمعة": "طبعًا سأحضر ومن غير فشر ومعايا ابنى لمعة وأم لمعة"، وبعد أن حكوا الحكاية لفريد الأطرش قال لهم: "يتفضل ييجي، فعادوا الكلام يا أستاذ ده حبيس السرير لمدة 18 سنة! فرد: هو طلبني بالاسم؟ نعم يا أستاذ، خلاص هاعمل إيه! هاجى. (ولم يحضر)، ثم اتصلوا بالمخرج صلاح أبو سيف وردت حرمه وأبلغوها فقالت دقيقة واحدة، ثم عادت بعد قليل تبلغهم بأنه غير موجود.

عندما رآهم الكاتب، قال: "أنا لا أصدق عينى أشعر أننى لم أعد سجين هذه الغرفة الضيقة٬ لقد اتسعت لتحقيق أحلامى، فقال له "أبو لمعة": أنت الآن تأمر ونحن جميعًا ننفذ، وقال صبحى: "أريد أن أرى تحية وهى ترقص، وقالت تحية: "حاضر سأرقص لك الليلة حتى الصباح وسأقيم لك حفلة أخرى هنا قبل سفرك لأرقص لك ببدلة الرقص".

وعلق صبحى: وماذا ستقدم لى فاتن؟ ردت فاتن ضاحكة: "أنا سعيدة برؤيتك لدرجة أنى لن استطيع أن أبكى! لذا سأكون معهم فى أية مناسبة يحضرون فيها إليك"، ثم طلب صبحى من صباح أن تسمعه أغنية جديدة ولبّت طلبه وغنت له شادية أغنية "أنا قلبى معاك ثانية بثانية.. لو حتى تروح اخر الدنيا"، وطرب صبحى وقال: لقد شعرت أنك تغنين لى وحدى وقالت له شادية: "أنا فعلًا أغنى لك وحدك.. وأريدك أن تراسلنى من الخارج"، وأغمض صبحى الجيار عينيه ليحبس دموعه.

وأورد الكاتب مكاوي سعيد مجموعة من الأسئلة المعلقة قائلا: "ما الخلاف الذي كان بين هند رستم وتحية وتسبب فى عدم حضور هند؟ وما الذى جعل فريد الأطرش لا يلبى أمنية الأديب المريض؟ ولماذا تهرب المخرج صلاح أبوسيف من اللقاء؟".