اليونان توجه ضربة لتركيا بالمتوسط وتستعد لاتفاق جديد مع ألبانيا
تعمل الحكومة اليونانية على تسريع اتفاقية ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة مع دولة ألبانيا، وذلك ضمن خطتها ومساعيها الدبلوماسية للتصدي للتجاوزات التركية بمنطقة شرق المتوسط، وأيضا لدعم موقفها بالمتوسط، خاصة بعد توقيع اتفاقيات مماثلة مع مصر واليونان لترسيم الحدود البحرية وتحديد المناطق الاقتصادية الخالصة.
ومن المخطط أن يزور وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس العاصمة تيرانا قريبًا لإجراء محادثات مع المسؤولين في ألبانيا، لكن لم يتم تحديد موعد الزيارة بعد، وذلك وفق صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية.
وقالت الصحيفة إن القنوات مع الحكومة الألبانية مفتوحة والأرجح أن الزيارة إلى تيرانا، ستتم مع عودة نيكوس ديندياس من نيويورك، حيث من المقرر أن يلتقي غدا الجمعة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس لبحث الوضع في شرق المتوسط وإطلاعه على الاتفاقية التي وقعتها اليونان مع مصر وأيضا الحديث عن الانتهاكات التركية.
وأشارت الصحيفة اليونانية إلى أنه في النقاش الأخير بالبرلمان حول التصديق على اتفاقيات المناطق البحرية مع إيطاليا ومصر، أبلغ رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس ووزير الخارجية البرلمان أن أثينا تخطط لاستئناف المحادثات مع الحكومة الألبانية للتوصل إلى تسوية نهائية بشأن ترسيم حدود المناطق البحرية.
وكشفت "جريك سيتي تايمز" عن أن دندياس أجرى بالفعل محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، واتفق معه على تكرار المحادثات قريبًا، بعد توسيع المياه الإقليمية اليونانية في البحر الأيوني، لحل مسألة الحدود البحرية مع ألبانيا، ومن المتوقع أن تتقدم المحادثات بسرعة بين البلدين.
ونوهت الصحيفة إلى أن تأخر المباحثات مع ألبانيا جاء بسبب الأزمة اليونانية التركية، بجانب أن الاتفاقات مع إيطاليا ومصر كانت لها الأولوية.
وأكدت الصحيفة أن هدف الحكومة اليونانية ليس تأخير الحوار مع ألبانيا بشأن المنطقة الاقتصادية الخالصة لكنها تريد من ناحية استكمال المشاورات مع تيرانا قريبًا وتوقيع الاتفاقية ذات الصلة، ومن ناحية أخرى، لأنه في الوقت الذي تستفز فيه تركيا القانون الدولي وتنتهكه تريد أثينا أن ترسل رسالة إلى أنقرة بأنها تناقش وتتوصل إلى اتفاقيات مع دول الجوار بناءً على ميثاق الأمم المتحدة لقانون البحار ويمكنها التفاهم مع تركيا وفق هذا الإطار.
ولفتت الصحيفة إلى إن الأدميرال التركي المتقاعد جهاد يايجي والمعروف بالعقل المدبر لاستراتيجية "الوطن الأزرق"، قال إن تركيا هي من "نسفت" في عام 2009 "اتفاقية تيرانا" الخاصة بترسيم المناطق البحرية بين اليونان وألبانيا والتي وقعها البلدان في أبريل من العام ذاته إلا أن التدخل التركي أفشل الاتفاقية بعد شهور وتم إلغاؤها بين البلدين.
وأكدت الصحيفة أن تركيا استغلت بعض الخلافات في ذلك الوقت، لكن الآن الوضع مختلف تمامًا، حيث تشير التقديرات إلى أن المحادثات بين الجانبين قد تستغرق بعض الوقت، لكنها الآن لن تبدأ من الصفر لأن أساس المحادثات الجديدة هو اتفاق 2009.
