صاحبة أول جمعية مصرية لحقوق الحيوان: الأديان تحث على الرحمة (حوار)
لم يكن مصطلح حقوق الحيوان مألوفًا في مصر، بل كان مسارًا للسخرية حتى من النخبة، ومع ازدياد الوعي به مؤخرًا، وكثرة أعداد "الشلاتر" أو ملاجئ الحيوانات عامة والكلاب والقطط تحديدًا.
بحثنا عن أول من آمن بالفكرة، وحارب لأجل اقناع الجهات المختصة بضرورة الاعتناء والرفق بمخلوقات الله، فكانت أمينة أباظة، صاحبة أول جمعية للرفق بالحيوانات، جمعية سبير المصرية لحماية حقوق الحيوان المشهرة عام 2001، التي اختصت "الدستور" بالحوار التالي:
- بداية.. عرفينا أكثر بنفسك ومهنتك ودراستك؟
درست في آداب القاهرة، قسم لغة فرنسية، إعلامية في مبني الإذاعة والتلفزيون، عملت في نشرة أخبار الإذاعة باللغة الفرنسية، ثم رئيس قسم الترجمة في الفضائية المصرية.
- كيف كانت بدايتك مع الرفق بالحيوانات؟
بدايتي لم تكن قرار، لكن كانت من صغري بسبب حزني وهلعي على طريقة معاملة الحيوانات في مصر، إلى أن تزوجت المهندس رءوف مشرقي، وحكيت له عن اهتمامي وحبي بهذه المخلوقات، وتعاستي بسبب ما تلاقيه من تعذيب، فشجعني على إنشاء أول جمعية رفق بالحيوان في مصر، وأنشأنا جمعية سبير لحماية حقوق الحيوان عام 2001.
- ما الصعوبات التي واجهتك لاقناع المسئولين؟
وزارة الشؤون الاجتماعية سخرت من المحامي وهو يجهز الأوراق لإشهار الجمعية، كما سخر مني معظم معارفي وأقاربي والإعلام، كانت البرامج تستضيفني من أجل الانتقاد أو توجيه اتهامات، ولكن الحمد لله بسبب شغفي وقراءاتي عرفت أرد عليهم وأحيانًا كنت أفحمهم حين أتحدث عن فلسفة الرفق بالحيوان، أو قوانين الرفق بالحيوان التي تدرس في أكبر جامعات أوروبا، وتحدثت أيضًا عن الأدباء والفلاسفة الذين عشقوا الحيوانات ودافعوا عنهم مثل إيميل زولا، ولامارتين، وفيكتور هوجو، وشوبنهاور.
كما كنت أتحدث أيضًا عن الأديان، وحثها على الرحمة والرفق بكل مخلوقات الله.
- مع زيادة أعداد "الشلاتر".. ما العيوب التي تلاحظيها عند المهتمين بالحيوانات؟
العيوب التي ألاحظها في جمعيات الرفق بالحيوان، أنهم يعتقدون أن كثرة عدد الحيوانات داخل أماكنهم هي دليل الرحمة والمهنية، ولكن جودة العمل واتقانه أهم من عدد الحيوانات.
- لماذا تعد زيادة أعداد الحيوانات أزمة؟
لأن كثرة الكلاب تجعلهم يعتدون على بعض، ويقتلون بعض أحيانًا، والقطط كذلك لا تحب الزحام. بخلاف أنه من المستحيل الاهتمام بصحة وغذاء ونفسية ألف أو ألفين حيوان في مكان واحد.
يصبح وقتها المكان غير صحي لإنسان أو حيوان، لكن في اعتقاد من يدير هذه الأماكن أنهم سيربحون تبرعات بسبب زحام الحيوانات عندهم.
- لماذا فقد المتبرعون ثقتهم في كثير من أماكن الرفق بالحيوان؟
بسبب التكالب على المال، وطلب تبرعات بطريقة مبالغ فيها، وتكون النتيجة فقد الناس ثقتهم في كثير من الجمعيات المتخصصة بالرفق بالحيوان.
ولكن لابد من التأكيد على وجود بعض الجمعيات المحترمة -هم أقلية- لكن موجودون، وأيضا يوجد أفراد نشطاء ومتطوعون لديهم رحمة، وهم أكثر مهنية وفاعلية على الأرض وأمناء أكثر من الكثير من الجمعيات المتخصصة.
- حدثينا بشيء من التفصيل عن المكان الخاص بك؟
في البداية جمعت الحيوانات في شلتر في شبرامنت، ثم قررت إغلاقه بسبب العمالة، وبسبب مديرين كاذبين كانوا يتصلون بي ليوقولوا أن كل شيء تمام، واحيانًا اكتشف التلاعب بعكس ما يقولوه، فطلبت من زوجي نقل حيواناتي الـ70 عنده في مزرعته، وسمح لي بذلك.
- ما تأثير الطبيعة على الحيوانات؟
المكان به مساحة وخضرة وروائح تٌسعد الحيوانات، لأن الحيوان بيئته هي الطبيعة، ولا يصلح له أن يسكن في مبني أسمنت، بنيت لهم بيوت للنوم، لكن طول النهار وجزء من الليل هم مستمتعون بالهواء والأشجار يجرون ويلعبون.
- هل يوجد موقف لا تنسيه في علاقتك مع الحيوانات؟
مواقف كثيرة، أذكر وجود جمل في المزرعة اسمه "سعد" انقذته من سوق برقاش، فقد كانوا يعذبون الجمال بأسلوب وحشي. اشتريته ولايزال موجودا وأحبه جدا، أيضًا لدينا 5 حمير، 15 قطة من جمعيتي في شبرامنت تم نقلهم إلى المزرعة و30 كلب بلدي، جميعهم في أحسن صحة.
- ما أهم أساليب الرعاية التي تحتاجها الحيوانات؟
ياكلون مرتين في اليوم، ولا بد أن يكون الإشراف الطبي عليهم بشكل مستمر، ولا بد أن يروا الناس الزائرين ويلعبون معهم، فهذا يسعدهم جدا.
ومن الأمور الهامة في الرعاية فصل كل مجموعة كلاب عن الأخرى كي لا تحدث خنافات. والقطط عادة تعيش حياتها، ولا تحتاج دائمًا إلى ونس خاصة إذا كانت قطط برية مثل الموجودة لديً الجمعية بمنطقة سقارة، أما الحمير فهم أعز وأوفى أصدقاء لبعضهم، عشرة طويلة منذ 20 سنة.
- كيف تغيرت ثقافة من حولك بنشاطم؟
لايوجد شخص عاشرني من أقارب وأصدقاء ومعارف إلا وأحب الحيوانات، واهتم بهم، وأصبحوا الآن يبلغوني بأي خبر لطيف يخص الحيوانات، أو يستنجدوا بي إذا كانت وجدوا مشكلة لحيوان ما.
- ماذا تركت لكِ رحلتك مع الرفق بالحيوان؟
خلال رحلتي لمدة 19 عام في الرفق بالحيوان حاضرت في مدارس كثيرة، وجامعات، وسافرت إلى معظم دول العالم في مؤتمرات عن الرفق بالحيوان، سافرت إلى كينيا، وجنوب إفريقيا وانجلترا وأمريكا واستراليا، وبولاندا كي استفيد من خبرة هذه البلاد، واستمتع بالاختلاف والتعلم من الآخرين.
- أخيرًا.. ما الحل في وجهة نظرك للقضاء على ظاهرة العنف ضد الحيوانات في الشوارع؟
الحل هو استعمال القانون الموجود، وهو قانون العقوبات الخاص بالتخريب والتعذيب والإتلاف، وأن نرتكن على المادة 45 من الدستور، ونبدء في رفع قضايا على أي شخص سادي يعذب الحيوان، عندنا قانون يمكن أن نستعمله إلى أن يتم كتابة قانون أكثر دقة ووضوح.