رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجوى كرم: كيف أغنى وكل هذا يحدث فى لبنان؟

نجوى كرم
نجوى كرم

«كيف أُغنّى وكل هذا يحدث فى لبنان؟».. عبارة أجابت بها النجمة اللبنانية نجوى كرم عن التساؤل الذى يطرحه جمهورها حول سر ابتعادها عن الغناء منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن الانفجار الذى وقع فى ميناء بيروت أوائل أغسطس الماضى «سرق الفرحة من قلوب كل اللبنانيين».
وكشفت، فى حوارها مع «الدستور»، عن أنها كانت تجهز لتقديم ٨ أغنيات جديدة تمثل ألبومًا كاملًا، بالتعاون مع شركة «روتانا»، وخططت لطرح كل أغنيتين منها كل فترة، لكن أزمة فيروس «كورونا المستجد»، ثم ما حدث فى لبنان، عطلا كل شىء. واستبعدت الفنانة الملقبة بـ«شمس الأغنية العربية» إمكانية هجرتها من لبنان بسبب ما يحدث فيه، لأنه بمثابة «الأب» لكل مواطن لبنانى، ومن الطبيعى ألا يترك الأبناء أبوهم فى وقت أزمته، وفق تعبيرها.

■ بداية.. هل تضررتِ بأى صورة من انفجار ميناء بيروت أوائل أغسطس الماضى؟
- قبل كل شىء أقول: رحم الله الضحايا وألهم ذويهم الصبر والسلوان، وأتقدم بعزائى لأسر المتوفين، وأقول لهم إن الحزن مسّ قلوبنا جميعًا، وإن قلبى محروق وقلوب كل اللبنانين محروقة على أبنائهم.. والحمد لله لم يمسنى سوء وأنا بخير، فلم أكن موجودة فى بيروت وقت الانفجار، وكنت فى منزل خاص بى فى الشمال مع أسرتى فى عزلة تامة.
■ إلى أين يتجه لبنان فى ضوء متابعتك للتطورات الأخيرة؟
- عشنا سنوات طويلة فى نزاعات وحروب امتدت لـ٤٠ عامًا، واختبرنا أوقاتًا صعبة، ومنذ طفولتى إلى الآن، رأيت بلدى يمر بالحروب والخلافات السياسية والمشاكل الاقتصادية، لكننا فى كل وقت نتمسك بالأمل ونراهن على المستقبل، ونرى وطننا يخرج من أزمته شامخًا مثل الأسد، بفضل شعبه الذى لا يقهر، لذلك أتمنى من الله أن تتحسن الأوضاع، وكلنا لدينا رجاء كبير بأن ينتهى ما نحن فيه بخير.
■ ما أسباب المعاناة التى يعيشها لبنان منذ سنوات من وجهة نظرك؟
- هناك العديد من الصراعات والخلافات السياسية التى سيطرت على البلد، وأرى أن لله حكمة فى ذلك، وأعلم يقينًا أنه لا بد أن ينجلى الليل ويطلع النهار مرة أخرى على لبنان فى حال أفضل من سابقه.
وأقول للسياسيين اللبنانيين: الحوادث أصبحت تتزايد والوضع يزداد سوءًا أكثر وأكثر، أنتم من تمسكون بزمام الأمور فى بلادنا، لذا كفاكم اقتتالًا على الكرسى والسلطة، وفكروا فى حياة الشعب الذى يعانى، وأتمنى أن تنتهى الأزمات وتدخل ثورتنا وحريتنا بيوت السياسيين حتى يعود لبنان لسابق عهده وتعود الروح إلينا مرة أخرى.
■ كيف يخرج لبنان من أزمته؟
- أتمنى أن تظهر الحقيقة فقط ولا غيرها، حتى ينصلح حال الأمة، فحال لبنان سينصلح عندما نعلم الحقائق كاملة حول كل شخص أساء إلى البلد وأضره، الحقيقة فقط وليست «شقيقتها» أو «ابنة عمها» هى فقط ما نريده للخروج من الأزمة، فكلنا نطالب بالكشف عن المتورطين فى فاجعة انفجار بيروت.
■ وكيف رأيت تعاطى العالم العربى مع انفجار بيروت؟
- كل الدول العربية التى شاركتنا المأساة الأخيرة أثبتت أننا أشقاء فى هذه الأرض، وأن أى شخص يُصاب جميعنا نتألم لمصابه، وهو ما حدث فى العديد من البلدان العربية، التى شعرت بما شعرنا به من ألم شديد.
وأوجه الشكر لكل من وقف معنا فى محنتنا، سواء من عالمنا العربى أو فى العالم أجمع، والله يرى ذلك جيدًا ويرى نية هؤلاء، وأتمنى أن أى دولة أو إنسان أعطانا الأمل ووقف بجانبنا أن يحصد أضعاف ما فعله معنا فى حياته.
■ هل فكرتِ فى الهجرة؟
- هذا كلام من المستحيل أن يحدث.. بلدى يمر بأزمة الآن، فهل من الطبيعى أن أتركه وأرحل؟! بالطبع لا، أنا ولدت فيه وعشت عمرى كله فيه واستمتعت بخيره، وعشت فيه لحظات صعبة وفارقة، ولم أفكر ولن أفكر فى هجرته، لن أترك لبنان وأرحل، أنا أشعر بأن لبنان هو «الأب» ونحن أبناؤه، ومن المستحيل أن نتركها فى أزمتها ونرحل.
■ ابتعدتِ عن الغناء منذ فترة طويلة.. إلى متى سيستمر ذلك؟
- كيف أغنى وكل هذا يحدث فى لبنان؟ أنا لا أستطيع أن أغنى فى مثل تلك الظروف التى يمر بها بلدى، فالفنان مثله مثل أى إنسان عادى يتأثر بما يحدث حوله، خاصة الأمور السلبية، و«نكبة ٤ أغسطس»- انفجار ميناء بيروت- التى حلت على وطنى الحبيب سرقت الفرح من قلوبنا، ولم يعد الغناء بالنسبة لى فى هذه الفترة أمرًا واردًا، فأنا فقدت حماسى، وأنتظر أن تستقر أوضاع لبنان وتدخل الفرحة مرة أخرى بيوتنا وأرواحنا، لأقرر بعدها الغناء من جديد.
■ إذن.. ما خططك لأعمالك الفنية المقبلة بعد العودة؟
- سبق لى أن اتفقت مع شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات على تقديم ٨ أغنيات جديدة بإيقاعات مختلفة ومتنوعة تشكل ألبومًا كاملًا، وكان من المفترض أن أطرحها على فترات متقاربة، فى إطار خطة زمنية تتضمن طرح أغنيتين كل فترة، لكن أزمة تفشى فيروس «كورونا» ثم الأوضاع فى لبنان عطلت جميع خططى الفنية وأفقدتنى تركيزى وشغفى.
■ كنتِ تخططين لإحياء حفل غنائى فى مصر.. ما مصيره؟
- بالفعل كنت قد وقعت على إحياء حفل فنى فى مصر، لكنه تأجل بسبب أزمة «كورونا»، التى ضربت العالم أجمع، وتسببت فى وقف حركة السفر من وإلى البلدان، وإلغاء التجمعات والاحتفالات، كما أنى أتمنى أن تستقر الأحوال فى لبنان، قبل التفكير فى العودة للغناء مرة أخرى.
■ هل استطاع الفن أن يؤدى رسالته الحقيقية تجاه أزمات الشعوب خاصة فى لبنان؟
- منذ أن بدأت عملى فى الحياة الفنية ولدىّ إيمان شديد بأن هناك رسالة سامية للفن نعيش لها ومن خلالها، وهى مساعدة الناس على التعافى وتخطى الأوقات الصعبة، والتعبير عن قضاياهم بصدق، ولو لم أجد أن الفن يؤدى رسالته، ولو لم أفعل ذلك بنفسى ما كنت آمنت به.
■ أخيرًا ما أمنياتك للفترة المقبلة؟
- أتمنى أن تستقر الأوضاع فى لبنان وأن نعيش فى استقرار تحرسه العدالة، وأن تعود المياه لمجاريها فى بلادنا وجميع بلدان العالم العربى، وألا نفقد أرواحًا أخرى.